فيروس كورونا

أكد الدكتور محمد الجارحي استشاري الطب النفسي، المدير الطبي في جناح العلوم السلوكية بمدينة الشيخ خليفة الطبية، التابعة لشركة «صحة»، أن الشركة أولت دعم الصحة النفسية وتعزيز الجانب الاجتماعي لأفراد المجتمع كافة، أهمية خاصة، منذ بداية انتشار جائحة «كورونا» المستجد، لافتاً إلى أنها عمدت إلى تعزيز ودعم الصحة النفسية للمصابين والمخالطين، وكذلك الموجودين في العزل الصحي، والتركيز على الكوادر الطبية والتمريضية والفنية، خاصة العاملين في الصف الأمامي لمواجهة الوباء، وذلك لأنهم يتعرضون لضغوط نفسية كبيرة، خلال عملهم اليومي مع المرضى والمصابين.

وأشار إلى أن «صحة»، خصصت منذ انتشار الوباء، قنوات مباشرة، وخطوطاً ساخنة بين أفراد المجتمع والكوادر الطبية في الصف الأمامي، وبين أطباء الصحة النفسية، للتعامل السريع مع أي مشاكل نفسية محتملة، إلى جانب تكثيف قنوات التواصل، لتوعية أفراد المجتمع.

وذكر أن عمليات التقييم التي يجريها المتخصصون في جناح العلوم السلوكية في مدينة خليفة الطبية للمرضى، لا تقتصر فقط على جلسات الدعم النفسي عن بعد، بل قد تصل إلى عدة جلسات مباشرة، وتقديم الأدوية اللازمة لجميع المرضى، وذلك بعد أخذ جميع الاحتياطات والإجراءات الوقائية لتجنب العدوى.

وأكد الجارحي أن الخوف من العدوى والتباعد الاجتماعي والعزلة بسبب «كورونا»، نتج عنها مجموعة من الضغوط النفسية، مثل الشعور بالقلق والخوف من المستقبل، والاكتئاب بأنواعه، كما أثرت سلباً في المرضى النفسيين، الذين كانوا يعانون من الأمراض النفسية في السابق، ويأخذون أدويتهم وحالتهم مستقرة، ولدى انتشار المرض في العالم، تفاقمت حالتهم بصورة كبيرة، لافتاً إلى أن الجائحة العالمية، تركت تأثيرات سلبية في الصحة النفسية بشكل عام، تتلخص في ظهور حالات وأنماط جديدة للأمراض النفسية، وتفاقم الحالات المرضية المصابة بالأمراض النفسية في السابق، فضلاً عن توقعات بظهور ما يسمى بـ «الكرب»، أو الاضطرابات النفسية التي تظهر بعد انتهاء الأزمة.

وأشار إلى أن القلق يعتبر استجابة طبيعية للوضع الذي نعيشه حالياً، ويمكن لأي فرد أن يتعرض إلى موجات من هذا القلق، خاصة مع الاستمرار في متابعة الأخبار المتعلقة بوباء «كورونا» في مختلف أرجاء العالم، مؤكداً أن الأطفال وكبار السن والأشخاص الأقل صلابة في مواجهة الأزمات، هم أكثر الناس عرضة للإصابة بالاضطرابات النفسية، ونصح بأهمية أن يجنب الإنسان نفسه متابعة الأخبار والتقارير السلبية، والمُبالَغ فيها أحياناً، حول فيروس «كورونا» الجديد، لأن ذلك من شأنه أن يؤجج الاضطرابات النفسية.

وأكد أهمية الاعتقاد بأن وباء «كورونا» المستجد، سينتهي عاجلاً أم آجلاً، وتتبع الأخبار الخاصة بمرض «كورونا» من المصادر الرسمية والموثوقة، لمرة أو مرتين خلال النهار، لتكوين المعلومات الصحية حول المرض، وطرق تجنب العدوى به، وحماية الأهل والأسرة من تبعاته.

قد يهمك ايضا 

وزارة الصحّة الإماراتية تعلن شفاء 745 حالة جديدة من وباء "كورونا" في الإمارات

نموذج فريد من الإجراءات الاحترازية في الإمارات للحد من انتشار فيروس "كورونا"