لندن - كاتيا حداد
كشف مجموعة من العلماء عن وجود خلايا داخل الأنف تُحارب فيروس الأنفلونزا ، قد تساعد في التوصل إلى لقاح مضاد يحمي من الإصابة بالأنفلونزا مدى الحياة ، فقد اكتشف العلماء أن خلايا الدم البيضاء وخاصة التي توجد لفترة طويلة بالأنف يُمكنها أن تمنع فيروس الأنفلونزا من الوصول إلى الرئتين.
وتمكّن الباحثون من منع سريان هذا الفيروس عن طريق ما يسمّونه بـ"دورية حافة الأنف" التي تحتوي على هذا النوع من الخلايا ، وركّزت الأبحاث ، التي تدرس طبيعة اللقاح على قوة منع خلايا الدم البيضاء انتقال الفيروس إلى الرئتين، ولكن هذه الخلايا تموت بسرعة ، للمساعدة في المناعة.
ولم يكن أحد يعلم عن قدرة دورية حافة الأنف في منع انتشار الفيروس بالجسم ولذا يأمل فريق باحثي جامعة ملبورن الأسترالية بتحقيق إنجاز لإنتاج اللقاح لكي يُساعد في القضاء على الفيروس المُعدي.
وقالت الدكتورة ليندا ويكم ، متخصصة في علم الأحياء وعلم المناعة " تراجعنا خطوة إلى الخلف وفكرنا، ماذا لو تمكنا من منع الفيروس عند مرحلة الأنف قبل أن يمر إلى الرئتين ، ركّزنا على مراكز الاستجابة المناعية في أنسجة الأنف ، حيث أنه أول مكان في الجسم يتلقى عدوى الأنفلونزا، وبه مراكز استجابة لحافة الأنف".
وتُعد عدوى الأنفلونزا أحد أهم المشاكل الرئيسية، إذ أن هناك ما يقرب من 3 إلى 5 ملايين شخص في العالم يُعانون من العدوى وكذلك قد تنتقل إلى ما يقرب من 250 ألف حتى 500 ألف شخص في العالم ، فضلًا عن المخاطر الصحية التي تتسبب بها، يُمكن أن يؤثر تفشيها على اقتصاد البلاد حيث حذّر الخبراء أن الأوبئة قد تجلب معها حالة من ركود الاقتصاد.
وتوصل الباحثون أن هناك نوع خاص من خلايا الدم البيضاء الموجودة في الرئتين، في الخلايا التائية والتي تُعتبر خلايا فاعلة في تدمير الفيروسات والجراثيم المسببة لهذا الالتهاب، وهم رائعين في الحماية من أنواع فيروس الإنفلونزا.
وقالت الدكتورة أنجيلا بيزولا ، باحثة تابعة للجامعة "لأننا نعلم أن هذه الخلايا لا تدم طويلًا، فيتوجب علينا تطعيم السكّان باستمرار" ، فقد وجد أن معدل هذه الأنواع من الخلايا في الرئتين يقل من 100 ألف خلية إلى 1000 خليه خلال 100 يوم ، بينما معدل وجودها في الأنف لا يزال ثابت ، كما اكتشفوا طريق ممهّد لعمل اللقاح مبني على المادة التي تُحفز إنتاج هذه الخلايا في الأنف ، ووقف أنواع معينة من الفيروسات قبل أن تمر بالجهاز التنفسي.
وأضافت ليندا "مبدأيًا قد أغلقنا الأبواب التي يدخل منها الفيروس" ، ويعمل مصل اللقاح المضاد للأنفلونزا على تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء وإنتاج أجسام مضادة لمكافحة العدوى ، ومع ذلك لا تزال الأنفلونزا تتحدى العلماء بتغييرها وتلوينها أشكال جديدة باستمرار كل عام.
ووصف فريق باحثي جامعة ملبورن هذا الفيروس بأنه "أستاذ التخفي أو التنكر" ، إذ أنه خبير في تغيير ما يبدو عليه، فتتوقع أنه لا يتواجد في جسدك وكذلك يعمل على تشويش مناعة الجسم ومنعها من إدراك وجوده داخل الجسم ومحاربته، وهذا يحدث بسبب طبيعة الفيروس وما يسميه العلماء بطبيعة "الحرباء" ، حيث أصبح يتلون ويغير شكله كل عام.
ولذلك يعمل الفريق على تدريب الجسم بإدراك الفيروس عن طريق مصل اللقاح، واقتناءه كل عام ضرورة هامة وملّحة، وتابعت ليندا "بدلًا من أن يتم تدريب خلايا الجسم على إدراك الأجزاء الخارجية للفيروس والتي تتغير باستمرار، يتم تدريبها على إدراك الأجزاء الداخلية للفيروس، وهذه الأجزاء تعادل أعضائنا الداخلية" ، كما يُمكن لهذا اللقاح أن يوفر حماية طويلة الأمد ضد أي نوع من فيروسات الأنفلونزا التي قد تصادفها في حياتك، بما في ذلك أي نوع من أنواع الوباء.