خبراء يبيّنون أن أطفال "الولادة القيصرية" أكثر عرضة للبدانة

توصل الخبراء من كلية هارفارد للصحة العامة إلى أن الأطفال نتاج العمليات القيصرية للأمهات عند ولادتهم تزيد لديهم إحتمالات الإصابة بالسمنة بنسبة 15 بالمائة، وذلك ببلوغهم سن المراهقة وربما يستمر الوضع إلى مرحلة البلوغ، مقارنةً بهؤلاء الذين تخضع أمهاتهم لعمليات الولادة الطبيعية.
 
وتشهد بريطانيـا زيادة في أعداد الأطفال من الولادة القيصرية، والتي وصلت حاليـاً إلى 26 بالمائة من العمليات. وعلى الرغم من ضرورة إجراء العمليات القيصرية في الكثير من الحالات لتجنب المضاعفات، إلا أن الأطباء يدركون بشكلٍ متزايد إحتمالية تأثير هذا النوع من العمليات على الطفل فيما بعد أثناء حياته، ويعتقد الخبراء بأن الولادة القيصرية هي التي تتسبب فيما يتعرض له الطفل نتيجة إخراج الطفل مباشرةً من الرحم وعدم تعرضه مطلقاً إلى البكتيريـا النافعة التي قد يحصلون عليها في حال الولادة الطبيعية. حيث يعتقد العلماء بأن مرورهم عبر قناة الولادة يحفز من نظامهم المناعي ويساعد في الإستعداد لتحمل قسوة الحياة.
 
وراقبت الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة جاما لطب الأطفال أكثر من 22,000 شخص منذ الولادة، وقام الباحثون بفحص المشاركين في الدراسة بوصولهم إلى التاسعة وحتى الرابعة عشرة من العمر، ليكتشفوا بأن هؤلاء الذين كانت ولادتهم قيصرية أكثر عرضة بنسبة 15 بالمائة إلى البدانة عن هؤلاء الذين خضعت أمهاتهم لعملية ولادة طبيعية. كما أعاد الباحثون فحص المشاركين في الدراسة مرةً أخرى عند بلوغهم من العمر ما بين 20 و 28 عاماً ليكتشفوا بأن التأثير قد إستمر على الرغم من إنخفاض النسبة إلى 10 بالمائة.
 
وظهر تأثير الولادة القيصرية أيضاً داخل العائلات بحسب ما توصل إليه الباحثون، بحيث كان الشباب من الولادة القيصرية أكثر عرضة بنسبة 64 بالمائة إلى السمنة مقارنةً بأشقائهم من الولادة الطبيعية، وأوضح المؤلف البارز جورج شافارو وهو أستاذ مشارك في التغذية وعلم الأوبئة بأن الولادة القيصرية وبلا شك تعد عملية ضرورية ومنقذة للحياة في الكثير من الحالات، ولكنها تحمل بعض المخاطر المعروفة على الأم و المولود منها مخاطر التعرض للبدانة بالنسبة للطفل، وتعليقاً على الدراسة، أفاد الدكتور داغني راجاسينغام من الكلية الملكية لأطباء التوليد وأمراض النساء بأنه من المثير إشارتها إلى إحتمالية أن تكون الولادة القيصرية عاملاً لإصابة الأطفال بالسمنة بعد الأخذ في الإعتبار عوامل أخرى للخطر بما فيها مؤشر كتلة الجسم لدى الأمهات، وعادات التدخين قبل الحمل، فضلاً عن أي حالات طبية كانت موجودة من قبل مثل سكري الحمل، وفي بريطانيـا يصل معدل العمليات القيصرية إلى 26.2 بالمائة، في الوقت الذي يرتفع فيه ذلك المعدل ببطئ على مدار العقد الماضي والذي يمكن تفسيره لعوامل مختلفة من بينها إرتفاع معدل أعمار الأمهات عند ولادتهم وكذلك الأمهات التي تعاني من السمنة المفرطة. وهو ما يتوجب معه إجراء العمليات القيصرية لإنقاذ حياة الأم و / أو الطفل.
 
ولا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتوضيح الإرتباط ما بين الولادة القيصرية وإصابة الأطفال بالسمنة. إلا أنه يتعين على الأطباء وفي كل تدخل جراحي التأكيد على إبلاغ الأم بشأن مخاطر و فوائد العمليات القيصرية، فضلاً عن طرح خيارات بديلة. وأضاف الدكتور سيمون كورك من امبريال كوليدج في لندن بأن البكتيريا في الأمعاء تلعب دوراً في عدد متزايد من الوظائف بما فيها ما نأكله والكميات التي نحصل عليها.