لندن - ماريا طبراني
أكدت أبحاث جديدة أن الغاز المنبعث من البيض الفاسد يمكن أن يحمي من أعراض مرض القلب لدى المرضى الذين يعانون من مرض السكري، حيث أن كبريتيد الهيدروجين، الذي غالبا ما يستخدم في صنع القنابل النتنة، يبدو أنه يصلح الأضرار التي تلحق بالخلايا التي تبطن الأوعية الدموية، ويتسبب هذا الضرر من خلال التعرض لفترات طويلة لمستويات عالية من السكر في الدم ويؤدي إلى التهاب، مما يحد من تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب، فيزيد من خطر حدوث أزمة قلبية.
ويخفف حقن الأدوية التي تطلق كميات صغيرة من غاز البيض الفاسد إلى الخلايا التالفة من حدة الالتهاب، ويجعل الأوعية الدموية تستعيد صحتها الجيدة، وتم اختبار الدواء المعروف باسم (AP123) فقط على الفئران، ولكن العلماء في جامعة إكستر الذين قاموا بتطويره يأملون أن تبدأ التجارب على البشر في غضون السنوات القليلة المقبلة، وحذرت وزارة الصحة العامة في انكلترا مؤخرا أن عددا قياسيا مكونا من 3.8 مليون شخص في بريطانيا مصابون بمرض السكري، وهذا ما يقرب من واحد إلى 9 أشخاص، الغالبية العظمى مصابون بالنوع الثاني، الناجم عن النظام الغذائي غير الصحي ونمط الحياة، والنوع الأول ليس ذي صلة بنمط الحياة، ويميل إلى يأتي في مرحلة الطفولة نتيجة لتلف في نظام المناعة، ولكن جميع مرضى السكر معرضون لخطر التلف في الأوعية الدموية لأن البنكرياس المنتج للأنسولين يتوقف تماما أو يقلل انتاجه بشكل حاد.
ويساعد الانسولين العضلات والأنسجة على استهلاك السكر من الدم لحرقه كمصدر للطاقة، وتتداخل النسب الغير الكافية من الانسولين، وارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم مع الخلايا الحساسة، أي الخلايا البطانية، التي تحافظ على جدران الأوعية الدموية على نحو سلس وبسيط، ووفقا للمؤسسة الخيرية لمرض السكري في المملكة المتحدة، 80 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري يموتون من أمراض القلب نتيجة لآثاره على الدورة الدموية، ولكن بعد حقن العلاج الذي يطلق غاز كريه الرائحة يمكن أن يقلل من مخاطر.
واختبر فريق إكستر الأوعية الدموية للفئران تحت المجهر، بعد أن حقنوا كميات ضئيلة من AP123 داخل الخلايا البطانية، وتم حقن العقار في الميتوكوندريا، غرفة المحرك وجدت في كل خلية تقريبا في الجسم والتي تولد الطاقة اللازمة للحفاظ على الخلايا على قيد الحياة، ووجدت دراسات سابقة أنه عندما يكون هناك مرض أو إصابة، تهاجم كل الخلايا في المنطقة المتضررة من الجزيئات الضارة المسماة بالجذور الحرة، التي تسبب الالتهابات.
وتتوقف الميتوكوندريا عن أن العمل بشكل صحيح، تحت وطأة الضغط، وبالتالي فإن الخلايا تطلق بشكل طبيعي كميات صغيرة من كبريتيد الهيدروجين لترطيب الالتهاب وتجعل الميتوكوندريا تعمل بكامل طاقتها مرة أخرى، ولكن التعرض المستمر لمستويات السكر في الدم المرتفع يعتقد أنها تتداخل مع قدرة الخلايا على توليد ما يكفي من غاز الرائحة الكريهة، وبمجرد حقنه في جدار الأوعية الدموية، الدواء جديد يعطي ببطء كبريتيد الهيدروجين لأيام أو حتى أسابيع.
ويحتاج العلماء لإتمام وسيلة للحصول على الدواء في الأوعية الدموية حول القلب بأمان، وأكد البروفيسور ماثيو وايتمان، الذي قاد فريق البحث: "بعض الناس يجدون أنه من الطريف أن مادة ذات سمعة سيئة يمكن أن تنتج هذه الفوائد، ولكن تقريبا كل خلية في الجسم تصنع وتستجيب لكميات صغيرة من كبريتيد الهيدروجين"، وأفاد نفس الفريق في عام 2014 أن حقن كبريتيد الهيدروجين يمكن أيضا أن يكون علاجا لالتهاب المفاصل الروماتويدي، وأظهرت التجارب التي أجريت على الفئران أنها تخفض بصورة كبيرة التورم والالتهاب في المفاصل المتضررة، وتشير دراسات أخرى أنه يمكن أيضا خفض ضغط الدم في الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، من خلال مساعدة العضلات في جدران الأوعية الدموية على الاسترخاء وتخفيف ضغط الدم عليها، وتعليقا على هذه الأبحاث، قالت آنا موريس، رئيس تمويل بحوث مرض السكري في المملكة المتحدة: "إن مضاعفات مرض السكري، مثل أمراض القلب، يمكن أن تكون مدمرة، وهذا هو السبب في أنه من المهم جدا إجراء البحوث لمكافحة هذه المضاعفات".