لندن - كاتيا حداد
يظهر في الأفق علاج جديد للصلع، بعد أن وجد العلماء طريقة جديدة لجعل الشعر ينمو، إذ أظهرت دراسة أجريت على الفئران أن الزيادة الوراثية لإنتاج حمض اللاكتيك تسرّع الخلايا الجذعية في بصيلات الشعر المسدودة لجعلها تنمو مرة أخرى، ويعتقد الباحثون أن هذا الاكتشاف قد يؤدي إلى إنتاج أدوية جديدة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الثعلبة، وهو المصطلح الطبي لفقدان الشعر.
وينحسر خط الشعر ويخف الشعر نتيجة للشيخوخة، والوراثة، وعدم التوازن الهرموني، والإجهاد، والمرض والأدوية، وقد تكون تلك المظاهر مؤقتة أو دائمة. وكشف أستاذ علم الأحياء باختصاص الجزيئات والخلايا والتنمية البيولوجية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ويليام لوري، أنّه "فيما سبق لم يكن أحد يعلم أن زيادة أو خفض حمض اللاكتيك سيكون له تأثير على الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر، عندما رأينا كيف أثر تغيير إنتاج حمض اللاكتيك في الفئران على نمو الشعر، اتجهنا للبحث عن أدوية محتملة يمكن أن يكون لها نفس التأثير عند وضعها على الجلد".
ووجد الباحثون أثناء الدراسة أن عملية التمثيل الغذائي التي تحدث في الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر تختلف عن تلك التي تحدث في خلايا الجلد الأخرى، واكتشفوا أن هذه الخلايا تحوّل الجلوكوز إلى جزيء يسمى حمض البيروفيك ولكن تلك المادة الناشئة يمكنها أن تأخذ واحد من مسارين، يمكن إرسالها إلى "خلية مولدة للطاقة" "المايتوكوندريا" واستخدامها كطاقة، أو يمكن أن تحولها الخلايا إلى مستقلب مختلف يسمى حمض اللاكتيك، وهي نفس المادة التي تنتج أثناء التمرين الكثيف الذي يسبب حرقان في العضلات، ويشتبه الباحثون في أن تغيير المسار الكيميائي لمستقلبات الجلوكوز يمكن أن يغير سلوك البصيلات غير النشطة.
وقال الأستاذ المشارك في قسم الكيمياء الحيوية وعلم العقاقير الجزيئية والطبية في جامعة كاليفورنيا الدكتور هيذر كريستوفك، إن "ملاحظاتنا دفعتنا إلى دراسة ما إذا كان من شأن التدخل وراثيا لتقليل إرسال حمض البيروفيك إلى المايتوكوندريا أن يجبر الخلايا الجذعية لبصيلات الشعر على إنتاج المزيد من حمض اللاكتيك، وإذا كان ذلك من شأنه تنشيط الخلايا ونمو الشعر بسرعة أكبر، وليختبروا نظريتهم، فحص الفريق الفئران التي تم هندستها وراثيا بحيث لا تنتج حمض اللاكتيك مع تلك التي تم تغييرها ليزيد إنتاج حمض اللاكتيك".
ووجد الباحثون أن منع إنتاج حمض اللاكتيك يمنع تنشيط الخلايا الجذعية للبصيلات الشعرية، في حين زيادة إنتاج حمض اللاكتيك يزيد من إنتاج الشعر، ووجد الفريق دوائين يسرعان نمو الشعر اعتماداً على هذه الطريقة، عند وضعهما على جلد الفئران، وتسمى هذه الأدوية "RCGD423" و"UK5099" وفي حين أنهما يؤديان مفعولهما بطرق مختلفة، إلا أن كلاهما يزيد من إنتاج حمض اللاكتيك، ويؤكد الباحثون - الذين نُشرت دراستهم في مجلة "ناتشر سيل بيولوجي" - أن هذه الأدوية كانت تستخدم في الاختبارات قبل السريرية فقط، ولم تُختبر على البشر أو تحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء باعتبارها آمنة وفعالة.
وأفادت إيمي فلوريس، وهي متدربة في مختبر البروفيسور لوري والمؤلف الأول للدراسة، بأنّه "من خلال هذه الدراسة، اكتسبنا الكثير من المعرفة المثيرة للاهتمام حول طرق جديدة لتنشيط الخلايا الجذعية"، "فكرة استخدام الأدوية لتحفيز نمو الشعر من خلال الخلايا الجذعية الشعر بصيلات واعدة جدا نظرا لكم الملايين من الناس، رجال ونساء، الذين يعانون تساقط الشعر"، وأضافت أنّه "أعتقد أننا قد بدأنا للتو في فهم الدور الأساسي الذي يلعبه التمثيل الغذائي في نمو الشعر وفي الخلايا الجذعية عموما، وإنني أتطلع إلى التطبيق المحتمل لهذه النتائج الجديدة لعلاج فقدان الشعر وأبعد من ذلك".