لندن ـ كاتيا حداد
تستخدم الملايين من النساء الحقن المضادة للتجاعيد في محاولة لاستعادة نضارة البشرة وإعاده الامتلاء إلى الوجه. لذا بادر أطباء تجميل الأسنان في استخدام حقن ملء أو حشو الجلد للمرضى الذين يريدون استعادة ابتسامة الشباب عن طريق حقن مادة تشبه هلام في اللثة.
ويهدف العلاج الغريب، الذي يكلف 300 جنيه استرليني، إلى القضاء على مشكلة "المثلثات السوداء" القبيحة -وهي الفجوات التي تحدث بين قاعدة الأسنان الناجمة عن انحسار اللثة المرتبطة بالعمر. ويمكن لهذه الثغرات أن تنمو إلى ما يصل إلى نصف سنتيمترا وأن تترك الفم عرضة للبكتيريا التي تتراكم من الطعام الذي يتصاعد بينها مخاطرة بحدوث مرض اللثة وتسوس الأسنان.
ويقول مخترعو العلاج الجديد إن هذه المثلثات السوداء "تضيف سنوات إضافية إلى ابتسامة الشباب". ويستغرق الإجراء التجريبي عشر دقائق فقط ويجعل المثلثات السوداء تختفي على الفور. ويصنع الحشو أو ماده الملء من حمض الهيالورونيك الاصطناعي، والذي هو مادة توجد طبيعيا في الجلد التي تساعده على الاحتفاظ بالرطوبة - ويتم حقنها مباشرة في اللثة. مما يزيد من حجم اللثة، وملء الفجوات.
ويقول طبيب الأسنان الدكتور تيم برادستوك سميث، الذي جلب العلاج للمرة الأولى إلى المملكة المتحدة، إن العلاج بحقن الملء هي علاج بسيط للأشخاص الذين لا يحتاجون إلى علاج للأسنان على نحو مكثف"، ويضيف. "على الفور يتم ملء اللثة لتظهر بصورة طبيعية، ولابتسامة مثالية "ويشمل العلاج عدد قليل من حقن حمض الهيالورونيك والتي تسمى ريستيلان، وتم استخدامها لسنوات في ملء الوجهه.
وتُجرى العملية بعد الكشف جيدا على اللثة لمدة 20 دقيقة لضمان خلوها من الأمراض، ويتم حقن كمية صغيرة من حقن ريستيلان، جنبا إلى جنب مع مخدر موضعي، في اللثة في كل فجوة، ويمكن حقن ما يصل إلى خمسة حقن في كل موقع حتى يتم تحقيق الامتلاء المطلوب. ويمكن للمرضى العودة إلى منازلهم على الفور تقريبا ويفضل إعادة الملء كل ستة إلى 12 شهرا.
وتقول إيمي نيلسون البالغة 35 عاما والتي لاحظت الفجوات الأربعة بين أسنانها الأمامية في العام الماضي "كنت أتمنى الحصول على ابتسامة جيدة وكنت اتهرب وأخاف من الابتسام في الصور الفوتوغرافية،" وكما تقول "في أكتوبر/تشرين الأول الماضي ذهبت في موعد روتيني مع الدكتور برادستوك سميث، في عيادة لندن للابتسامة، وتلقيت العلاج. وتضيف: "لم أشعر بأي ألم ولاحظت الفرق على الفور -فقد اختفت الفجوات".
وعلى الرغم من أن العلاج فعال لتحسين مظهر، يؤكد الخبراء أن الفوائد الطبية له في الحد الأدنى. يقول الدكتور بن أتكينز، وهو أمين مؤسسة صحة الفم: "إن حشو اللثة آمن، ولكنه مستحضر تجميلي. ومع ذلك، إذا كان هناك مرض نشط باللثة، فإن العلاج لن يكون مناسبا. وقال طبيب الأسنان التجميل ميرفن درويان قد تكون هناك مخاطر أخرى. "فاللثة عبارة عن انسجة حساسة جدا، وحقن أي مادة كيميائية فيها ليس جيدا في طب الأسنان، "إذا فعلت بانتظام، قد يسبب هذا مزيدا من الانحسار في اللثة ." ومع ذلك، لا تزال إيمي لا تعاني من أي أمراض باللثة أو مزيد من الانحسار في اللثة. بعد ثلاثة أشهر تقريبا من تلقيها الحقن.