رونا بيغوم في عام 2013 عقب ولادتها بظروف صحية تسببت في تراكم السوائل في المخ ونمو الجمجمة

الطفلة الصغيرة رونا بيغوم التي تضخم رأسها ثلاثة أضعاف الحجم الطبيعي، بدأت تتماثل للشفاء بشكل أشبه بالمعجزة. وقد إحتفلت بقدوم شقيقها المولود حديثاً. وإعتقد الأطباء بأن الطفلة التي جاءت من عائلة تقطن في قرية ريفية واقعة شمال شرق الهند لن تحيا بعد تجاوزها العام الأول لميلادها بسبب معاناتها من إستسقاء الرأس وتراكم السوائل في المخ. إلا أنه وبفضل الجراحة الطارئة لتقليل محيط رأسها من 37 إلى 23 بوصة، فإن رونا سوف تحتفل بعيد ميلادها الخامس في تشرين الثاني / نوفمبر.


وكان الأبوان عبد الرحمن و فاطمة إنتابهما القلق من ولادة طفل آخر، ولكنه كان من المهم التفكير بشأن رونـا والتأكد من وجود شريك لها ومن ثم كانت ولادة الطفل أختار. وصرح عبد الرحمن البالغ من العمر 23 عاماً لصحيفة "الديلي ميل" خلال المقابلة التي أجريت معه في منزله في قرية "جيرانيـا" Jirania في ولاية "تريبورا" Tripura بأنه من الجيد ولادة الطفل الثاني طبيعيا وبصحةٍ جيدة، معرباً عن سعادته وإرتياحه لتولي أختار رعاية شقيقته مع تقدمهما في العمر.


وتصدرت رونـا عناوين الأخبار عالمياً في عام 2013 عندما أطلق الطالبان النرويجيان جوناس بورشغريفينك  و ناتالي كرانتز حملة على الإنترنت لجمع تبرعات بمبلغ 25,000 جنيه إسترليني توجه لصالح علاجها.


ونجح الأطباء في مستشفي فورتس Fortis في غورغاون Gurgaon خارج دلهي في شمال الهند Delhi في التخلص من 10 ليترات تمثل سوائل زائدة في تجويف الدماغ عقب إجراء سبع عمليات أمضت على إثرها رونا 105 أيام في المستشفى. كما أجرى الأطباء أيضاً جراحة لإعادة تشكيل الجمجمة لديها وتقليل حجمها بعد زيادته لإستيعاب السائل النخاعي الزائد.


 
 ولا يزال من غير المتوقع بقاء رونـا على قيد الحياة حتى بعد خضوعها للعملية الجراحية، إلا أنها ترسم البهجة على وجه أبويها لقيامها بالزحف ومحاولة التواصل واللعب مع شقيقها أختار الذي مرت على ولادته خمسة أشهرٍ. وقالت الأم فاطمة البالغة من العمر 25 عاماً بأن رونـا لا تزال غير قادرة على القيام بالمزيد، ولكنها شقيقها الأصغر يحاول في الوقت الحالي اللعب معها.


وأضافت فاطمة بأن إبنتها تحب التفاعل ورؤية الغير يتحدث إليها ويحاول اللعب معها، فهي إجتماعية بشكل غير عادي وتريد بأن يولي الجميع إهتماماً بها. أما والدها العامل الذي يتقاضي فقط 4,000 روبية ( 40 جنيهاً إسترلينيا ) فهو أيضاً واثق من تحسن صحتها، بعد تجاوزها محنة المعاناة من الألم في الماضي والذي كان يؤدي إلى وجود دموع بشكل مستمر في عينيها.
وقطعت رونا شوطاً كبيراً من العلاج، بعدما كانت تتعرض للسخرية والسباب من الجيران. وهو سبب كافٍ لكي يعتقد أبواها بقدرتها على التغلب على المرض والتعافي منه. ويسترجع الأب تلك الأيام الصعبة ، وكشف عن إخبار أحد الأشخاص له بترك طفلتهما في دار للأيتام، ما تسبب في تدمير الحالة النفسية لزوجته، التي أوضحت بعدها بأن المساعدات التي حصلا عليها تعد رسالة من الرب. معربة عن إمتنانها لما وصلت إليه حالة إبنتهما من تحسن.