نيودلهي ـ عدنان الشامي
قرَّر أب فقير من الهند بيع كليته من أجل أن يصرف على علاج أولاده الثلاثة، الذين يعانون من البدانة المفرطة، والتي جعلتهم لا يتوقفون عن تناول الطعام، وهم يوغيتا البالغة من العمر 5 أعوام، وأنيشا تبلغ من العمر 3 أعوام، وشقيقهما هارش الذي لم يتجاوز 18 شهرًا.
والأطفال الثلاثة هم الأكثر بدانة في العالم، إذ يبلغ وزن يوغيتا 34 كغم، وأنيشا 48 كغم، وهارش 15 كغم.
وأكد والد الأطفال راميشبهاي ناندوانا، البالغ من العمر 34 عامًا، "إذا استمر أطفالي في النمو على هذا المعدل السريع فسيعانون من مشاكل صحية كبيرة، ونخشى أن يموتوا بهذه الطريقة".
وتتناول يوغيتا وأنيشا حوالي 18 رغيف خبز، وثلاثة أرطال من الأرز، وطبقين من الحساء، و6 أكياس من رقائق البطاطس، وخمس علب من البسكويت و12 موزة ولتر من الحليب يوميا، ويدفع جوعهم المدقع والدتهن، براغنا البالغة من العمر 30 عامًا، إلى قضاء معظم يومها في تحضير الطعام.
وبيّنت الأم "أبدأ يومي بخبز 30 رغيفًا، وكيلوغرام من الخضار في الصباح، ثم أعود إلى المطبخ مرة أخرى لإعداد المزيد من الغذاء، فجوعهم لا يتوقف أبدا، ويطالبون بالطعام في كل وقت، ويبكون ويصرخون إذا لم يتم تغذيتهم، وأقف دائماً في المطبخ لطهي الطعام لهم".
ولدى الزوجين الهنديين ابنة أخرى، بافيكا، وهي الأكبر سناً إذ تبلغ من العمر 6 أعوام، وتتمتع بوزن طبيعي يصل إلى 16 كغم.
وأبرز ناندوانا "عندما ولدت يوغيتا كانت ضعيفة للغاية، وكان يبلغ وزنها 1.5 كغم فقط، وكنا نقلق على صحتها، لذلك قمنا بتغذيتها كثيراً خلال السنة الأولى من حياتها لبناء قوتها، ولكن لاحظنا زيادتها المفرطة في الوزن في أول عيد ميلاد لها، إذ وصلت إلى 12 كغم".
وأشار إلى أن أنيشا وصلت إلى وزن مفرط بطريقة مماثلة، في أول عيد ميلاد لها إلى 15 كغم، و"أدركنا أن الأطفال الثلاثة يعانون من اضطراب صحي، عندما ولد ابننا هارش ووصل إلى وزن مرتفع بالسرعة ذاتها خلال السنة الأولى، وبدأنا نبحث عن مساعدة طبية من خلال استشارة العديد من الأطباء، الذين نصحوا بتلقي العلاج، في أكبر المستشفيات التي لا أستطبع تحمل مصاريفها.
يكسب الأب نحو 3000 روبية (35 جنيه إسترليني) في الشهر، ولكنه يملك عادة ما يكفي من المال لشراء الغذاء الكافي لتلبية الشهية المتضخمة لأولاده، وقال: "أنا أعمل بالأجر اليومي، وعادة ما أحصل على 100 روبية في اليوم، وأحياناً لا يوجد عمل على الإطلاق، فأنا أعمل في الحقول وحفر الآبار، ومستعد للقيام بأي عمل في مقابل كسب المال، ويصيبني القلق الدائم للعثور على المال لإطعام أطفالي المتضررين بشكل مستمر"..
وينفق نانداوا حوالي 10 آلاف روبية في الشهر على طعام أولاده في الشهر، وذلك على الرغم من دخله البسيط.
وأضاف "أقترض من الأشقاء والأصدقاء، عندما لا أمتلك المال الكافي، ولكني متأكد من أني أستطيع إطعامهم عندما يحتاجون، لا أحد في العائلة يعاني من إفراط في الوزن، ونتألم عندما نراهم غير قادرين على الحركة، فهم لايتمكنون من المشي، أو فعل أي شيء بمفردهم، ولذلك سأضطر بشكل يائس أن أبيع كليتي لإنقاذ أطفالي".
وتقول الزوجة التي يصل وزنها إلى 40 كغم، إنها تعاني مع الأطفال أثناء وجود الأب في العمل، فهي لاتستطيع حمل أطفالها، ولايسعها إلا أن تراهم يتدحرجون، أو تستخدم عربة لحملهم، مضيفة أنهم في حاجة دائمة إلى مساعدتها من أجل دخول الحمام، وبذلك يضطر الأطفال إلى البقاء في المكان ذاته طوال اليوم وتناول الطعام واللعب مع بعضهم البعض، ولايذهبون إلى المدرسة.
ويعتقد الأطباء المحليون أن الأطفال يعانون من متلازمة "برادر ويلي"، وهي حالة وراثية نادرة تتسبب في ظهور أعراض مختلفة بما في ذلك الجوع المستمر، وانخفاض قوة العضلات، وبطىء النمو وصعوبات التعلم، ولكن الأطباء لا يعلمون كيفية علاجها.
واعتبر طبيب الأطفال في مستشفى "Mandavia" للأطفال في ولاية غوغارات، أكشاي ماندافيا: "يعاني هؤلاء الأطفال من تراكم غير طبيعي للدهون، يمنعهم من التنفس بشكل سليم، وقد ترجع حالتهم المرضية إلى خلل في الغدد الصماء، ويمكنهم اتباع العلاج الصحيح، بعد تشخيصهم بطريقة سليمة، في واحدة من أكبر المستشفيات في الهند".