اللحم المقدد

حذّرت منظمة الصحة العالمية من تناول اللحم المقدد، مشيرة إلى أنه قد يؤدي إلى الإصابة بسرطان في الأمعاء، إذ أنّ بعض المواد الكيميائية المستخدمة في عملية الحفظ تحتوي على مركبات من النيتروجين وهي مواد مسرطنة.

وأكّدت المنظمة أنّ اللحم المقدد خطر كالتدخين، كما رفعت تصنيف هذه الأنواع وخصوصًا لحم الخنزير المقدد إلى الفئة الأولى من المواد المعروفة المسببة للسرطان، لتنضم إلى التدخين وأبخرة "الديزل" و"الإسبتستوس" و"البلوتونيوم" والزرنيخ.

ويرفع تناول أوقيتين من لحم الخنزير المقدد يوميًا خطر الإصابة بسرطان الأمعاء إلى ستة أضعاف، وفي الوضع الطبيعي هناك ستة بين كل 100 شخص متوقع إصابتهم بسرطان الأمعاء في حياتهم.

 وأكد الأطباء في إشارة لإعلان منظمة الصحة الجديد أنه لو تناول 100 شخص نحو 50 غرامًا من لحم الخنزير المقدد يوميًا "وهو ما لا يستطيع الإنسان العادي فعله"، فإنه من المتوقع إصابة 18% منهم بسرطان الأمعاء، الأمر الذي يرفع النسبة الأصلية من ستة أشخاص إلى سبعة ، ولكن التدخين يودي بحياة الغالبية العظمى من المدخنين إما بسرطان الرئة أو أمراض القلب. ببساطة قد يكون لحم الخنزير المقدد خطيرا ولكن ليس كالتدخين.

والإيطاليون والإسكندينافيون من أكثر الشعوب تناولا للحوم، وهم أيضًا إلى جانب ذلك من أطول الشعوب عمرًا، وهناك القليل من الأدلة على أن النباتيين غير معروضين لخطر الإصابة بسرطان الأمعاء بشكل أقل من الذين يتناولون اللحوم.

وشهد جيل كامل دمار صناعة الألبان في واشنطن وأماكن أخرى في العالم بسبب اعتبار الدهون المشبعة والكولسترول من الأسباب المؤدية إلى الوفاة، وبالتالي ربما تكون المعلومات صحيحة بشأن أن اللحوم المقددة والدهون المشبعة والكوليسترول خطرة، ولكن الطريقة التي يعرض بها الأمر دائما تسبب هلعًا كبيرًا وضررًا لا مبرر له.

ويصل الأمر أحيانا بمنظمات الصحة إلى أن تعتبر كل ما نتناوله أو نشربه مسببا للسرطان، وبالتالي علينا أن نفرق بين "الخطير" و "القاتل". وتكمن أفضل سبل الحماية من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض أخرى في تجنب الكثير من السكر والدهون وعدم التدخين وممارسة الرياضة.