فيروس زيكا

حذر خبراء أميركيون أن فيروس زيكا سيهدد جنوب الولايات المتحدة الأميركية بحلول أبريل/ نيسان مع ارتفاع درجة الحرارة، مع خطر وصول البعوض الذي يحمل الفيروس إلى الشواطئ الأميركية، والذي يتغذى على الدم البشري أثناء النهار ويعيش تحت الأسرة وداخل الحجرات، وتعتبر الولايات الموجودة على ساحل الخليج  الأميركية الأكثر عرضة لخطر الفيورس، بسبب تفشي البعوض في تلك المناطق.
 
وسيصعب على أميركا أن تعلن ساحتها آمنة من فيروس زيكا، نظرا لاحتمالية حمل بعض المسافرين القادمين إلهيا للمرض، وخصوصا أولائك القادمين من المناطق المتضررة، وحتى الآن تعتبر مكافحة البعوض الحامل للمرض بواسطة المبيد الذي ترشه الطائرات هو أفضل سلاح لوقف المرض، إلا أن خبراء الصحة يخشون من أن هذا النهج لن يكون له تأثير كبير على البعوض الحامل لزيكا.
 
ويوضح دكتور أنماط انتقال الأمراض من كلية ايموري للإدارة الصحية وعلوم البيئة جونزالو فاسكويز، أن مكافحة البعوض الذي يحمل الفيروس تتطلب رش المبيد تحت الأسرة وفي الحجرات، فالضباب الذي يحدثه رش الطائرات ليس فعالا كفاية، ويأمل المسؤولون الاتحاديون في أن استخدام مكيف الهواء وإغلاق النوافذ وجمع القمامة سيخفف من مخاطر تفشي الفيروس على طول ساحل الخليج الأميركي.
 
وأعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية لمكافحة زيكا هذا الأسبوع، بعد ظهور أدلة ترتبط بين الفيروس وصغر حجم الرأس، والذي أدى إلى ظهور العديد من المواليد برؤوس صغيرة بشكل غير معتاد مسببا بذلك تلف دائما للدماغ، ووفقا للمنظمة أبلغت البرازيل عن وجود 3700 حالة مماثلة من مواليد صغيرة الرأس، ويؤثر الفيروس على نحو 25 بلدا معظمهم في أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي، ويمكن أن يصيب أربعة ملايين شخص في الأميركيتين.
 
وأكدت إصابة أكثر من 30 شخصا في أميركا بفيروس زيكا بعد أن سافروا إلى أحد البلدان المتضررة، وكان هناك تقرير واحد عن انتقال الفيروس في أميركا نفسها، ولكن الخبراء يعتقدون أن العدد سيرتفع مع ارتفاع درجة الحرارة، بسبب تكاثر أسراب البعوض المحلية، ويؤكد خبير الأمراض الفيروسية في جامعة تكساس سكوت ويفر "كل ما يتطلبه الأمر لانتشار المرض هو وصول شخص حمله إلى أميركا، وفي هذه الحالة فإن أي بعوض سيعض هذا الشخص سيؤدي إلى انتشار المرض بين أشخاص آخرين".
 
وصرح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست أن خطر انتقال زيكا لا يزال منخفضا جدا، ولكن ارتفاع درجة الحرارة ستؤثر عليه، وأكد وجود استراتيجية للحد من انتشار المرض بسرعة، فيما أشار المتحدث باسم المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية، منها توم سكينر أن المركز يعمل على برنامج رقابة على فيروس زيكا ينطوي على تثقيف للجمهور للقضاء على مواقع تكاثر البعوض وقتل يرقاتها باستخدام الرش، وبخاصة في المناطق المعرضة لتفشي المرض، وعمم المركز مبادئ توجيهية لمكافحة فيروس شيكونغونيا المشابه لزيكا والذي ينتقل بواسطة البعوض أيضا، وتسعى الإدارات الصحية المحلية إلى وضع نهج لمحاربة الفيروس.
 
وأوضح عميد كلية الطب في جاكعة بايلو في هيوست "سينتقل المرض في الأشهر الأكثر دفئا وهي نيسان/أبريل وأيار/مايو، وخصوصا في المناطق الفقيرة المليئة بالقمامة وحيث النوافذ مفتوحة دائما، وهي منتشرة على ساحل الخليج"، وينقل البعوض المسمى الزاعجة المصرية أيضا حمى الضنك ومرض شيكونغونيا وفيروس زيكا، وتتواجد عادة في المناطق الجنوبية للولايات المتحدة الأميركية مثل سواحل تكساس ولويزيانا وميسيسيبي وألاباما وفلوريدا، ويعتقد الخبراء أن مرض الحمى الصفراء وصل على متن سفن تجارة الرقيق من أفريقيا في العام 1793 لسواحل فيلادلفيا وقضى على نحو 10 في المائة من سكان المدينة أي نحو 50 ألف نسمة.
 
وتعتبر باقي البعوض على عكس بعوض الزاعجة من الكائنات التي تعيش في المناطق المشجرة وتتغذي ليلا، وتشير البحوث إلى أن هذه البعوضة تستطيع أن تتكيف مع درجات الحرارة المنخفضة، واكتشف الباحث من جامعة نوتردام ديفيد سفرسن بعض أنواع بعوض الزاعجة الذي قضى الشتاء تحت الارض في العاصمة واشنطن.
 
واجتاح مرض الحمى الصفراء الذي يحمله البعوض الأميركيتين بين عامي 1947 و 1970، وقضى عليه بمكافحة البعوض، ويعتقد العلماء أن بعوضة النمر الأسيوي أيضا قادرة على نشر زيكا، والتي وصلت بدورها الى أمريكا في عام 1958 أي بعض القضاء على بعوض الزاعجة لتعمل عملها في نقل الامراض.
 
ويشمل نطاق تحرك البعوض وخطر المرض ما لا يقل عن 32 ولاية أميركية بين أقصى الشمال في ولاية الينوي وبنسلفانيا وأقصى الجنوب مثل ولاية كاليفورنيا، ويدرس علماء في البرازيل ما اذا كانت أنواع بعوض كيولكس تحمل المرض أيضا، وهو ما قد يفسر انتشار المرض بسرعة نظرا لوجود هذا البعوض كثيرا في تلك المناطق.