أبوظبي - صوت الإمارات
حذرت عيادة الإقلاع عن التدخين في مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، من مخاطر وأضرار السجائر الإلكترونية، مشيرة إلى أنها تنقل مادة النيكوتين إلى خلايا الجسم وتتسبب في الإصابة بأمراض القلب والشرايين وتعد من عوامل الإصابة بالسرطانات، لافتة إلى أن معظم الشركات المنتجة للسجائر الإلكترونية شركات تعمل بإنتاج التبغ.
وأوضح استشاري أمراض القلب في مدينة الشيخ خليفة الطبية الدكتور عبدالرزاق القدور أن "هناك وسائل حديثة يعتقد البعض بالخطأ أنها تساعد في الإقلاع عن التدخين أو يمكنهم الحصول على النيكوتين من دون ضرر ولكن هذا اعتقاد خاطئ ولا يستند إلى أي أساس علمي".
وأضاف أن السيجارة الإلكترونية أحد أشهر الوسائل الحديثة التي يعتقد المدخنون أنها وسيلة آمنة إلا أن الدراسات أثبتت ضررها، حيث إن مادة النيكوتين تصل إلى خلايا الجسم وتسبب الأمراض نفسها مثل السرطان وأمراض القلب.
وحذر الدكتور قدور من أن السيجارة الإلكترونية غير معلوم كمية النيكوتين التي تنقلها إلى جسم المدخن والتي تسبب الإدمان، لافتًا إلى أن الأمر الأكثر خطرًا هو الرذاذ الناتج عن تدخين السيجارة الإلكترونية والذي يدخل رئتي المدخن ولا يعلم أحد حجم الأخطار الصحية التي يسببها.
وأضاف أن 70٪ من الشركات المنتجة للسيجارة الإلكترونية هي شركات منتجة للتبغ في الأصل واتجهت لهذا الأسلوب من الإنتاج لجذب المدخنين إلى تعاطي النيكوتين عن طريق السيجارة الإلكترونية بدعوى أنها آمنة على الصحة.
وأشار إلى أن السجائر الإلكترونية تسببت في دخول جيل جديد من المدخنين الذين يدمنون تعاطي النيكوتين عن طريق السجائر الإلكترونية، لافتًا إلى أن ضرر دخول مادة النيكوتين لخلايا الجسم واحد حتى وإن كان عن طريق السجائر الإلكترونية.
وعن دور العيادة في مساعدة المدخنين في الإقلاع عن التدخين، أكد الدكتور قدور أنّ العيادة نجحت في مساعدة 150 مدخنًا من المواطنين في الإقلاع عن التدخين من إجمالي 500 مواطن توجهوا للعيادة عام 2014 لتلقي الاستشارة الطبية للإقلاع عن تدخين منتجات التبغ.
وأضاف أن نسبة المدخنين الذين نجحوا في الإقلاع عن التدخين تشكل نحو 30% من المتقدمين للعيادة في العام الماضي، مشيرًا إلى أن العيادة تتابع نحو 60 مريضًا مدخنًا في الشهر وإن نسبة نجاح الإقلاع عن التدخين تضاهي المعدلات العالمية.
وأشار إلى أن العيادة تقدم خدمات المشورة الطبية لحاملي بطاقات "ثقة" وبعض فئات البطاقات التأمينية الأخرى، لافتًا إلى أن الخدمات تشكل الفحص الطبي للمرضى المدخنين، حيث يتم فحص نسبة أول أكسيد الكربون في الجسم علاوة على وصف أدوية مساعدة في الإقلاع عن التدخين مثل لصقات النيكوتين والأدوية الأخرى المعروفة.
ولفت إلى أن نسبة مدخن واحد من أصل 20 مدخنًا يمكنهم الإقلاع من دون المشورة في الوقت الذي ينجح فيه مدخن واحد من أصل أربعة مدخنين في الإقلاع عن التدخين في حال الحصول على المشورة الطبية والدعم النفسي.
وحدد الدكتور قدور خطوات للإقلاع أهمها تخطيط المدخن لخطوة التوقف عن التدخين والبدء بشرب سوائل بكميات كبيرة علاوة على تجنب جلسات التدخين والتواجد في أماكن بها مدخنين من أقاربه أو أصدقائه وممارسة الرياضة.
وأضاف أن إرادة المريض هي أساس العلاج والخطوة الأولى التي تحدد نسبة النجاح، مشيرًا إلى أن مع الدقائق الأولي للإقلاع بحيث يتحسن النبض والضغط والتنفس وبعد مرور الفترة الأولي الحرجة التي تتراوح بين أسبوع وثلاثة أسابيع تتحسن حالة المدخن الصحية بشكل لافت.
وأشار إلى أن التوقف عن التدخين لأسابيع يؤدي إلى تحسن وظائف الرئتين ويوقف تليف الأنسجة ويحافظ على ما تبقي منها حيث إن الأنسجة التالفة من الرئتين لا تتجدد، لافتا إلى أن الإقلاع عن التدخين يساعد على تحسن حاستي التذوق والشم وإن التوقف لخمس سنوات يعود الإنسان إلى طبيعته ويعتبر غير مدخن كما أن التوقف لفترات من خمس إلى عشر سنوات تخفض 50٪ من خطر الإصابة بالسرطانات.