اختراع جهاز ملقب بـ"مخلب الدب"، للوقاية من سرطان الأمعاء

توصل العلماء، في إنجاز علمي كبير في عالم علاج السرطان، إلى اختراع جهاز ملقب بـ"مخلب الدب"، للوقاية من سرطان الأمعاء، ويمكن أن يخضع بعض المرضى إلى عملية جراحية معقدة لإزالة هذه الأورام، والتي تدعى الزوائد، وهي عبارة عن سيقان لحمية تنمو على سطح الأمعاء التي يمكن أن تتطور إلى سرطان في واحدة من كل عشر حالات إذا تركت دون علاج.

وتشتمل الطرق غير الجراحية على إزالة هذه الأورام باستخدام إبر صغيرة تعلق على أنبوب مرن، أو حرقها بعيدا باستخدام سلك "اسو"، ويستعين طبيب في مستشفى "ساوثامبتون" العام في بريطانيا، لأول مرة، بجهاز "مخلب الدب" والمعروف باسمه العلمي  جهاز استئصال كامل سمك "FTRD"، لإزالة الأنسجة المريضة من المرضى التي يصعب علاجها في 45 دقيقة فقط .

ويتميز هذا الجهاز بأنه يستغني عن الحاجة لاستخدام المشرط لإزالة هذه الزوائد، ما يقلل من خطر ثقب الأمعاء، ويتكون من وعاء أو أنبوبة كبيرة تغطي أنبوبة صغيرة تعمل كمنظار للقولون وتحتوي على ألياف ضوئية، ويمكن أن تصل هذه الأنبوبة الرفيعة والمرنة إلى الأمعاء عن طريق فتحة الشرج.

وتنتهي الأنبوبة بأداة انتزاع ميكانيكية، التي تمسك بإحكام الأنسجة المريضة، وتسحبها إلى داخل  الوعاء الذي يغطي الأنبوب الرفيع، ويظل ملقاط "مخلب الدب" الحاد المنحني داخل الأنبوب مفتوحاً لحين جذب الخلايا المريضة، ثم يغلق الملقاط الحاد على الخلايا المريضة ويقطعها، ومن ثم يغلق الجرح المفتوح، حتى تعود الخلايا إلى وضعها الطبيعي.

ويؤكد الأخصائي في أمراض الجهاز الهضمي في جامعة "ساوثهامبتون" الدكتور فيليب بوجر، أن الجهاز الجديد يشكل إنجاز علمي بارز، حيث لن يضطر العديد من المرضى للخضوع لعملية جراحية كبيرة في البطن.

واستعان بهذا الجهاز لعلاج ثلاثة مرضى فقط حتى الآن، وبيّن "حتى الآن لم نكن قادرين على علاج بعض الأورام التي تقع في مكان أعمق تحت سطح الأمعاء، دون الخضوع لعملية جراحية، وذلك بسبب خطر انثقاب الأمعاء ونزيفها".

ويعتبر مرض سرطان القولون هو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعا في المملكة المتحدة، مع حوالي 40 ألف حالة جديدة يتم تشخيصها كل عام، مع نحو تسعة كل عشرة مرضى يزيد عمرهم على 60 عاما، وتحتاج ربع هذه الحالات إلى العملية جراحية.

وأضاف الدكتور بوجر أنه يتم تحديد الأورام السرطانية بفضل برنامج فحص الأمعاء التي تقدمه الهيئة الوطنية للخدمات الصحية البريطانية "NHS"، والتي أطلقته منذ تسعة أعوام.

وتوجد أجهزة مماثلة لجهاز "FTRD" بالفعل، ولكنها قادرة على إزالة طبقة رقيقة من الأنسجة فقط، أما الجهاز الجديد فيتميز بقدرته على القيام بذلك تحت تأثير التخدير، حيث تكون أعصاب جدار الأمعاء مخدرة من أي ألم، ما يعني أن المرضى يمكن أن يعودوا إلى ديارهم في اليوم ذاته.