عائلة جولي مكابي

هاجم طبيب شرعي، صناعة مستحضرات التجميل الخميس، بسبب "عدم الاهتمام" بالمشاكل الناجمة عن مادة صبغ الشعر الكيميائية.

وطالب الطبيب جيف فيل باتخاذ التدابير عقب التحقيق في واقعة وفاة جولي مكابي 39 عامًا، بسبب حساسية شديدة من صبغة شعر "لوريال" التي كانت تستخدمها كل شهر.

وعلى الرغم من أنها الوفاة الثالثة في العالم والثانية في المملكة المتحدة التي تسببها مادة بارا فينيلديامين الكيميائية، لكن الطبيب فيل قال في جلسة الاستماع أن عدم كفاية التقارير يعني صناعة التجميل على غير دراية بشكل ميؤوس منه بردود الفعل غير المميتة التي قد تسبب الحساسية.

بعد الجلسة، صرّح أرمل السيدة مكابي روسل أنه كان من الممكن منع تلك المأساة فقط إذا حملت العلب تحذيرات واضحة من ردود الفعل الحادة للحساسية، وأن عائلتها تأمل الآن في مقاضاة "لوريال".

وحذر الطبيب الشرعي في حواره لصحيفة بريطانية، الآباء والأمهات من السماح للأطفال بوضع وشم الحناء السوداء بسبب النسب العالية للمادة الكيميائية بشكل خطير.

وذكر أن الرسومات على الجلد ''خطيرة للغاية، ويجب على الناس تجنبها مثل الطاعون - في الواقع هي الطاعون".

وكانت السيدة مكابي 39 عامًا تعمل وكيل عقاري؛ ودخلت في غيبوبة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2011 بعد أن تعرضت لرد فعل تحسسي خطير من مادة كيميائية في صبغة لوريال، على إثرها تعرضت لنوبة قلبية ثم توفيت بعد ذلك.

وكشف التحقيق في وفاتها عن أنها حصلت على وشم من الحناء السوداء في دبي عام 2007 مما زاد من حدة الحساسية من صبغة الشعر.

وأفاد خبراء الأدلة الواردة أن ذلك الوشم احتوى كميات هائلة من "بي بي دي" الكيميائية المتواجدة في صبغات الشعر التي يعتقد أنها تسببت في الحساسية - وهذا الوشم زاد من قابلية الحساسية.

وذكر الطبيب الشرعي فيل أنه سيتم مراسلة إدارة الأعمال والابتكار والمهارات في شركة التجميل ليطلب منها النظر في زيادة الوعي العام من هذا الخطر.

وقال: "يظن الناس أنها فكرة جيدة ترك أطفالهم يحصلون على وشم الحناء السوداء. هذا الطفل يمكن أن يفارق الحياة 10، 15، 30 عامًا، إذ المرة الأولى التي وضع فيها الطفل تلك الصبغات يمكن أن تسفر عن رد فعل تحسسي".

كما طالب فيل من شركات مستحضرات التجميل بذل المزيد من الجهد لمعرفة عدد العملاء الذين يعانون من ردود فعل سلبية من صبغات الشعر، وقال إنهم "يقللون بشكل صارخ" من حجم هذه القضية.

وأضاف الطبيب الشرعي أن هناك فارق كبير بين بيانات المصنعين، والتي تشير إلى أن أربعة عملاء في المليون عانوا من مثل هذا التفاعل، بينما البحوث الأكاديمية تشير إلى نسبة 14 في المائة.

وطالب فيل الشركة بإعادة النظر في موقفها، كما طالب الصناعة ككل بإجراء بحوث استباقية.

وأكد الطبيب الشرعي أن السيدة مكابي، من كولنغ، بالقرب من كيغلي، كانت على علم بأنها تعاني من الحساسية من مواد صبغ الشعر لأنها ذهبت 16 مرة إلى "جي بي" على الأقل للحصول على العلاج من حساسية أقل من ذلك بكثير.

وأردف أنه كان على علم بحدوث حالة وفاة واحدة فقط في المملكة المتحدة بسبب رد فعل تحسسي من صبغات الشعر.

واستمرت التحقيقات لمدة ثلاثة أيام بشأن كيف كانت السيدة مكابي مستخدمة عادية للمنتج "لوريال ريسيتال بيرفيرنس"، كما أنها بين عامي 2005 و 2011 زارت الأطباء 20 مرة بسبب طفح جلدي، وحكة وغيرها من المشاكل.

وذكر أحد أعضاء "جي بي" في جلسة الاستماع لم يكن ما يدل على أنها أخبرت بضرورة التوقف عن استخدام المنتج، و "ما لا يمكن تصوره" أن هذه النصيحة لم يقدمها أحد.

ولم يستطع الأطباء تقديم التقارير عن الحساسية لصبغة الشعر لأنها ليست مادة قابلة للوصف، وفقًا للتحقيق.

وحققت منتجات مصبغات الشعر العام الماضي مبيعات بـ327 مليون استرليني في المملكة المتحدة مع عشرة ملايين نسمة يصبغن شعرهن كل أربعة إلى ثمانية أسابيع.

وأوضح زوج السيدة مكابي راسيل في بيان أنه سمع زوجته تصرخ ثم تقول له: "أجد صعوبة بالغة في التنفس، وأعتقد أنني ساموت"، قبل أن تدخل في غيبوبة في تشرين الأول/أكتوبر عام 2011.

وبعد التحقيق، قال مكابي: "كانت جولي زوجة رائعة وأم رائعة لأطفالنا. نحن نفتقدها كل يوم، مضيفًا أن بوفاتها خسر عائلته.

وأردف "فقد أي عزيز مدمر بما فيه الكفاية ولكن أن تفقد شخصًا في ظروف كهذه في هذه السن المبكرة كان أكبر من قدرتنا على التحمل، ولن نشفى أبدًا من هذه الخسارة. لكننا نأمل أن بعض الخير يمكن أن يأتي من هذه المأساة وأن الناس الآن أكثر وعيًا من الأخطار المحتملة من هذه الأنواع من المنتجات".

وتابع إذا كانت هناك تحذيرات واضحة حول ردود الفعل الشديدة على المنتجات، مما قد يحول من حدوث ذلك".

وذكر الممثل القانوني للأسرة كارول هوبوود: "لا يمكن أبدًا أن يكون من المتوقع أن عملًا روتينيًا للحفاظ على الجمال سيكون له عواقب وخيمة مثل حالة السيدة مكابي.

وأضاف المحامي، أن هذه المأساة تبرز كيف تحتوي المنتجات الشائعة على المواد الكيميائية القاتلة وتوضح كم هو مهم أن توضع تحذيرات واضحة على علب التعبئة والتغليف لتنبيه العملاء من خطر الإصابة الخطيرة أو حتى الوفاة عند استخدام هذه المنتجات.

وأكد أنه من المهم أيضًا أن يدرك الأطباء تمامًا أهمية علامات التحذير، وأن يعطوا النصيحة للمرضى وعندها يجب تحويل المريض إلى المستشفى.

وحث المحامي كل شخص يستخدم منتجات مثل هذه، وحدث له أي رد فعل سلبي؛ عليه التوقف عن الاستخدام على الفور والتحدث إلى الطبيب."

وصرحت متحدثة باسم "لوريال": "قلوبنا مع عائلة جولي مكابي. ونحن نرحب بتوصيات الطبيب الشرعي وسنعمل مع (جمعية مستحضرات التجميل وأدوات الزينة والعطور، وبقية الصناعة للنظر في سبل تحسين جمع المعلومات، مضيفة  نحن نؤيد تأييدًا كاملًا قرار السيد مكابي بإرسال تقرير إلى (قسم إدارة الأعمال والابتكار والمهارات و إبرازه.

 وبخصوص أخطاء الصناعة، والمخاوف بشأن الوشم الحناء السوداء، أكدت أن الشركة ستدعم زيادة الجهود لبناء وعي من خطر الحساسية التي يمكن أن يتسبب فيها وشم الحناء السوداء.

وتابعت المتحدثة باسم الشركة "للأسف، هذا الحادث المأساوي يسلط الضوء على مدى أهمية اتباع تعليمات السلامة. ونحن نوصي بشدة المستهلكين قراءة واتباع تعليمات السلامة وطريقة الاستخدام المطبوعة بشكل واضح على العبوات والنشرة الداخلية.

وأفادت أنه مطبوع على العبوة، إنه من المهم للغاية القيام باختبار الحساسية والانتظار 48 ساعة على الأقل قبل الاستخدام، في كل مرة يتم فيها صبغ الشعر.

 وأضافت أن هناك تحذير على المطبوع يفيد بإذا واجهت في أي وقت مضى أي رد فعل بعد تلوين شعرك أو أي رد فعل بعد الوشم المؤقت بالحناء السوداء، يجب عليك عدم الاستمرار في عملية الصبغ.

وأعلنت الشركة أن أي شخص يريد تقديم المشورة بشأن تلوين الشعر بأمان ينبغي عليه زيارة becoloursafe.com أو الاتصال بفريق الرعاية المستهلك على 0800 0304 031.

يذكر أن مادة "بي بي دي" عرف عنها التسبب في الحساسية في عدد صغير من الحالات ولكن صناعة التجميل لم تعثر على بديل لها، وفقًا لتحقيقات في سكيبتون، شمال يوركشاير.