لندن ـ كاتيا حداد
نجح شقيقان، أخ وأخت، بريطانيان في الحصول على مبلغ تعويضي قدره 13 مليون جنيه إسترليني، من هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية، بسبب ولادتهما بإعاقة شديدة، ناتجة عن أخطاء ارتكبها فريق التوليد الطبي أثناء عملية ولادتهما بفارق عامين.
وأخبر الأطباء أم الطفلين، بولا مكاي، أن ابنتها ناتاشا أصيبت بتلف في الدماغ ونتج عنه إعاقة عضوية شديدة، ناجمة عن الأخطاء التي اقترفها الممرضات في مستشفى "Sharoe Green" في بريستون.
وعندما حملت بطفلها الثاني، باتريك، بعد أقل من عامين، أكد لها فريق التوليد في المستشفى أن الأخطاء لن تتكرر، ولكن لسوء الحظ جاءت النتائج غير سعيدة، إذ وُلد باتريك، بالإعاقة ذاتها التي أصابت أخته الكبرى.
واستطاعت مكاي الحصول على مبلغ تعويضي قيمته 13 مليون جنيه إسترليني في صورة برنامجين للرعاية الطبية مدى الحياة، أحدهما بقيمة 7 ملايين جنيه إسترليني مقدم لـ ناتاشا، حصلت عليه بعد نحو خمس سنوات من الموافقة على برنامج آخر قيمته 6 ملايين جنيه إسترليني لرعاية شقيقها مدى الحياة.
وتسير ناتاشا، التي تبلغ من العمر 24 عاما، على كرسي متحرك وستعتمد على الرعاية المقدمة من فريق من الممرضين على مدار 24 ساعة، الذين يقدمون لها يد العون في كل شيئ بدء من تغيير ملابسها و حتى تناول الطعام.
كانت ناتاشا تعاني من نقص حاد في الأكسجين عند الولادة، مما نتج عن ذلك إصابتها بالشلل الدماغي الحاد والصرع، بسبب خطأ ارتكبه موظفو فريق التوليد في المستشفي، عندما فشلوا في مراقبة حمل مكاي، ولم يدركو أن ناتانشا كانت تعاني في الرحم.
وأجرى فريق التوليد للأم عملية ولادة قيصرية قبل الموعد المناسب بعشرة أسابيع، وفشلوا في تعريض منطقة المهبل للتهوية بشكل صحيح ودخول الأكسجين الى الجنين، مما أسفر عن إصابة ناتاشا بأضرار بالغة في المخ.
وتكررت الأخطاء ذاتها مع ابنها باتريك الذي يبلغ من العمر 22 عامًا، ولم يدرك فريق الأطباء أن معدل ضربات القلب للجنين منخفض للغاية، مما تسبب في ولادته بشلل دماغي.
وبيّنت مكاي أن ما حدث لأطفالها كان كابوساً مؤلماً، وأن قلبها ينفطر عند رؤيتهما يعانون، وعبرت عن ألمها الشديد لوجود الكثير من الأسر التي تمر بالمحنة ذاتها، ودعت الأباء إلى عدم التخلي عن الأمل، مضيفة أنهم في نهاية المطاف سيتمكنون من الحصول على المساعدة اللازمة لهم ولأطفالهم.
وأوضحت أن أسرتها كافحت لمدة 22 عامًا للحصول على حقوق ابنيها، وللتأكد أنها ستستطيع الفوز بالرعاية اللازمة لباتريك وناتاشا مدى الحياة.
وفي عام 2008 اعترفت هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية بمسؤوليتها عن حالة باتريك، ودفعت هيئة الدعاوي القضائية مبلغ 6 ملايين جنيه إسترليني لصالح رعايته، لكن حالة ناتاشا كانت معقدة، واستغرقت وقتًا أطول بعد أن اعترفت السلطة الصحية الاستراتيجية، التي كانت تابعة لـ "NHS" بمسؤوليتها عن حالتها قبل خمس سنوات عندما كانت تبلغ من العمر 19 عامًا، ودفعت هيئة الدعاوي القضائية التعويض النهائي، بعدما أكملت ناتاشا دراستها في كلية بومونت، المخصصة للمتضررين من الشلل الدماغي، حتى يتسني لها الوقت الكامل للخضوع للرعاية الصحية الكاملة المقدمة من فريق متخصص من الأطباء طوال الوقت.
وأعربت "مكاي" عن ارتياحها الشديد، بعد أن توصلت إلى هذه التسوية النهائية، واطمأنت أن أولادها سيحصلون على الرعاية الممتازة باستخدام أحدث الأجهزة الطبية المتخصصة، التي يحتاجونها.
ولدى مكاي ابن ثالث يدعى جورج، ويبلغ من العمر 19 عامًا وولد في كلية كينغز لندن من دون أي مضاعفات، ويتلقى التدريبات اللازمة ليصبح ممرضًا لمواصلة مساعدة المعاقين في حياته العملية، بعد أن ساهم في مساعدة شقيقيه في المنزل.