علامات امتلاك صفات التوحد

كشفت دراسة جديدة، أن جنس الإنسان وعمله هو أكثر ما يدل على مدى امتلاكه لصفات التوحد، فالرجال الذين يعملون في مجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هم أكثر عرضة للمزيد من صفات التوحد.

وشارك في الدراسة نصف مليون شخص خضعوا لاختبار مكون من 50 سؤالًا، والتي من شأنها الكشف عن الخصائص المرتبطة بالتوحد، وأوضح الخبراء أن صفات التوحد ليست نفسها مرض التوحد.

وتعتبر صفات التوحد خصائص في الشخصية والسلوك التي تربط عادة بالشخص، من بينها صعوبة في فهم وجهة نظر الآخر، وصعوبة تحويل الاهتمامات، والاهتمام المتزايد بالتفاصيل، ووظائفه الدماغية وإدراكه الاجتماعي، وبالتالي فكل شخص لديه من هذه الصفات يعاني من التوحد.

ووضع فريق من العلماء في جامعة "كامبريدج" طريقة لقياس هذه الصفات منذ أكثر من عقد من الزمن، وذلك باستخدام استبيان يسمى "طيف التوحد"، ويشمل الاختبار الخمسين سؤالًا، كل سؤال يدل على صفة، وكلما ارتفعت النتيجة، كان الشخص يعاني من صفات توحد أكثر.

ويشمل الاختبار أسئلة عن السلوك الاجتماعي العام للشخص، "هل يجد المواقف الاجتماعية سهلة؟ هل يعتقد من حوله أن ما يقوله غير مؤدب بينما هو يعتقد بأنه كان مؤدبًا؟ أو هل يتمتع بفعل الأشياء بشكل عفوي؟ أو هل لديه القدرة على تخيل الأشياء بسهولة؟".

وحقق أول استخدام للاختبار متوسطا يقدر بحوالي 16 نقطة من الخمسين، فيما 80% من المجموعة التي خضعت للاختبار حققت أكثر من 32 نقطة، وحصل الرجال على نقاط أكثر من النساء، والذين يدرسون الهندسة والعلوم والتكنولوجيا والرياضيات هم أكثر من حققوا النقاط، وكلما زاد عدد النقاط زادت صفات التوحد.
ووجد العلماء كجزء من الدراسة الجديدة، أن الرجال حققوا متوسط 21 نقطة ، فيما النساء حققن متوسط 19 نقطة بينما حقق الأشخاص الذين يعملون في الهندسة والرياضيات والعلوم والتكنولوجيا 21 نقطة، فيما من لا يعملون بهذه المهن حققوا 18 نقطة.

وتشير النتائج إلى أن صفات التوحد ترتبط بجنس الشخص وعمله على حد سواء، وتزداد مع الأشخاص الذين يعملون في الهندسة والرياضيات والتكنولوجيا والعلوم لأنهم يسعون دائما إلى فهم كيفية عمل الأنظمة والآلات.

وكان متوسط عمر النصف مليون مشارك 30 عامًا، ولكن الدراسة شملت أيضًا أشخاصا لم يتجاوزا سن المراهقة، وكبار في السن في الـ60 والـ70 من العمر، ووجد العلماء أن ليس للعمر ولا للجغرافيا علاقة بصفات التوحد.

وأظهرت دراسات سابقة، أن عدد صفات التوحد في الشخص قد تتأثر بالعوامل الوراثية ومستويات هرمون "التستوستيرون" قبل الولادة، وهذا ما يفسر ارتفاع صفات التوحد لدى الرجال مقارنة بالنساء.