حالات الإصابة بالسمنة تضاعفت عالميًا

أشارت دراسة حديثة إلى أن جراحة ربط المعدة لإنقاص الوزن قد تدفع من يخضعون لها إلى الإقدام على الانتحار، كما تزيد من مخاطر إيذاء هؤلاء الأشخاص لأنفسهم، فقد أظهرت الأرقام بأن معدل الانتحار في هذه المجموعة من الأشخاص يزيد أربعة مرات عن عموم المجتمع.

وأشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن حالات الإصابة بالسمنة تضاعفت عالميًا منذ عام 1980، الأمر الذي يهدد حياة هؤلاء الأشخاص بسبب تعرضهم على سبيل المثال إلى داء السكري من النوع 2 وأمراض القلب التاجية وبعض أنواع السرطان مثل سرطان الثدي وسرطان الأمعاء، ومشاكل نفسية مثل انخفاض احترام الذات أو الاكتئاب ومن ثم يستلزم إجراء عمليات جراحية لهم في المعدة.

ولم يفسر الباحثون السبب وراء ارتفاع معدل الانتحار، ولكنهم ذكروا بأن ذلك قد يرجع إلى زيادة خطر الإدمان على الكحول، أو الضغط الزائد بعد إجراء العملية، وتوصلت الدراسة بعد فترة من المتابعة انقسمت إلى ثلاثة أعوام قبل إجراء العملية الجراحية، وثلاثة أعوام بعد إجرائها، إلى أن سلوك إيذاء النفس ارتفع ليصل إلى 8,815 حالة بين البالغين في مقاطعة أونتاريو الذين خضعوا لجراحة إنقاص الوزن.

وأكد الدكتور جنيد بهاتي من معهد بحوث "سونيبروك" في كندا، أن زيادة حالات إيذاء النفس بلغت 50 في المائة بعد إجراء هذه العملية الجراحية، فيما يصاب بها أغلب المرضى الذين يملكون تاريخًا من اضطرابات الصحة العقلية، ويعد الأسلوب الأكثر شيوعًا في الانتحار هو عبر التسمم المتعمد بواسطة الأدوية.

يذكر بأنه كانت هناك أبحاث سابقة قد أشارت إلى أن ارتفاع المخاطر بعد إجراء العملية الجراحية لإنقاص الوزن قد يكون بسبب أن مثل هذا النوع من العمليات يمكن أن يؤدي إلى الإدمان على الكحول، أو ربما بسبب الضغط المتزايد بعد العملية والذي قد يؤثر على مستويات الهرمونات العصبية، ما يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والسلوكيات الانتحارية.

ويقع العديد من الأشخاص الذين يقومون بإجراء عملية إنقاص الوزن ضحية للمعاناة من الجلد الزائد حول البطن والجلد المترهل تحت الذراعين والصدر والفخذين والذي قد يسبب الإزعاج للكثيرين، كما يمكن أن يسهم في مشاكل للصحة العقلية بين بعض الأشخاص.
وبصفة عامة فإن هذه النتائج تعني بأن هناك حاجة إلي المزيد من العمل لاستيعاب السبب وراء زيادة سلوكيات إيذاء النفس في فترة ما بعد الجراحة، وكيف يمكن تقليل هذه المخاطر، ونشر البحث الأخير على الإنترنت من قبل مجلة "جاما" للجراحة.