جراحو الأعصاب في كلية "إمبريال" للرعاية الصحية

يعمل جراحو الأعصاب في كلية "إمبريال" للرعاية الصحية، التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، على تجربة جهاز "ليزر" جديد، يكشف عن وجود الخلايا السرطانية ويفرق بينها وبين السليمة، ويعطي الجهاز الجديد صوت إنذار، يشبه صوت الأجهزة الموجودة في السيارات، عندما يصل مشرط الجراح إلى حافة المناطق السرطانية، ويقترب من الأنسجة السليمة.

والجهاز "كور" عبارة عن مسبار على شكل قلم يطلق أشعة تشبه الأشعة تحت الحمراء على الورم السرطاني، ويميز الاختلافات بين الأنسجة السليمة والسرطانية في أقل من ثانية.

ويعتبر الجراحون عملية إزالة الورم السرطاني من المخ محاولة لنزع بيت العنكبوت، ويقفون أمام خيارين أحدهما إزالة القليل من الخلايا السرطانية، فتتبقى ذيولها التي تنمو وتزداد، أو إزالة الكثير منها، مع خطر التعرض لإزالة الأنسجة السليمة وإصابة المريض بالإعاقة.

ويتعرض نحو 16 ألف بريطاني للإصابة بمرض سرطان المخ كل عام، إلى جانب مئات الحالات من الوفاة مقارنة بالأنواع الأخرى، وينتشر المرض بين الأطفال والكبار تحت سن الأربعين.

ويأمل الجراحون في أن يساهم الجهاز الجديد الذي أثبت نجاحاً وفاعلية في علاج حالة تعاني من سرطان الجلد في كندا، في إزالة أكبر عدد من  الخلايا السرطانية التي تنمو، واستخدم الجراحون الجهاز الجديد لأول مرة في بريطانيا، خلال جراحة في المخ في مستشفى "إمبريال" الأسبوع المنصرم، كجزء من تجربة تشمل 30 مريضًا خلال العام المقبل.

ويقول كبير جراحين الأعصاب في بريطانيا،  بابار فاكاس، الذي قاد بحثاً طبياً لتطوير الجهاز الجديد: "لا يوجد مثيل له في هذه اللحظة"، وأضاف: "العمليات الجراحية في المخ معقدة جدا، وقد يتعرض المريض لخطر حقيقي، إذا تم اقتطاع مجرد جزء صغير أكثر من اللازم أثناء الجراحة مثل الشلل أو مشاكل في الكلام، وقد يساعد اكتشاف الجهاز في جعل العملية الجراحية أكثر أمانا ودقة".

ويواجه جراحو الأعصاب الكثير من العقبات في الوقت الحاضر، إذ لا يمكن التمييز بين الخلايا السرطانية  والسليمة حتى مع استخدام المجهر.

ويضطر الجراحون إلى أخذ جزء من أنسجة المخ للتأكد من أنهم يزيلون فقط الخلايا السرطانية، ويتم فحص هذه الخزعات، والحصول على نتائج يستعين بها الجراحون في حوالي 90 دقيقة، بينما يبقى المريض في غرفة العمليات.