تناول الحبوب الكاملة تسبب انتفاخًا في البطن


يعاني الناس الذين يتناولون الحبوب الكاملة من تراكم الغازات التي تسبب الانتفاخات، وبالرغم من أنهم لا يرغبون في ذلك، ولكن تعتبر الانتفاخات علامة على أن الإنسان يتناول طعامًا صحيًا.

ووجد دراسة أن أشخاص الذين يتناولون منتجات الحبوب الكاملة مثل الخبز والمعكرونة والأرز، يستغرقون وقتًا أطول في الهضم من الأشخاص الذين يتناولون القمح فقط، وبالتالي فهم يزورون المرحاض كثيرًا لإخراج الريح في كثير من الأحيان.

ويؤكد الخبراء أنه بالرغم من كون انتفاخ البطن يسبب الإحراج، إلا أنه في الواقع علامة على صحة جيدة، فإخراج الهواء يمنع الانتفاخ، وعلاوة على ذلك فالناس الذين يتناولون القمح فقط أقروا بشعورهم بالتعب دائمًا.

ويشير مصطلح الحبوب الكاملة إلى احتوائها جميع العناصر الأساسية والمواد الغذائية التي تتكون بشكل طبيعي من بذور الحبوب، أما الأطعمة التي لا تحتوي على الحبوب الكاملة فيه تقتصر على القشور وأجزاء أخرى من الحبوب، والتي أزيلت منها الألياف والفيتامينات.

وأظهرت أبحاث سابقة أن تناول الحبوب الكاملة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني، ويمكن أن تساعد في الحفاظ على الوزن، وكجزء من دراستهم جمع باحثون من الدنمرك 75 مشاركًا لتحليل آثار الحبوب الكاملة على القناة الهضمية.

وقارن الباحثون الأشخاص الذين يتناولون الحبوب الكاملة مع الذين لا يتناولونها، وأفاد معد الدراسة والمساعد الباحث في معهد علوم الرياضة والتغذية من جامعة كوبنهاغن الدكتور ستاين فوهلم: "وجدنا أن الذين يتناولون الحبوب الكاملة كانوا أكثر انتفاخًا، وكانوا يخرجون الغازات مرات عدة خلال النهار، أما الذين لم يتناولوا الحبوب الكاملة فشعور بالتعب دائمًا".

ولاحظ الأشخاص الذين يتناولون الحبوب الكاملة أن الطعام استغرق وقتًا أطول من المعتاد قبل الوصول إلى الأمعاء، ولاحظ الدكتور ستاين أيضًا زيادة معتدلة في عدد مرات زيارة المرحاض والتي كانت عبارة عن مرتين في الغالب وفسر الأمر: "يتم تكسير وهضم العديد من المكونات في النظام الغذائي بواسطة الإنزيمات في الأمعاء، ومع ذلك، فان الألياف الغذائية لا تتحلل ولا تهضم، وتذهب إلى الأمعاء الغليظة حتى تتخمر من قبل البكتيريا المعوية، ومن هنا تتشكل الغازات، وهذا ما يفسر شعور المشاركين بالانتفاخ".

وأضاف الدكتور أن المزيد من الرحلات المتكررة إلى المرحاض قد لا تبدو مغرية ولكنها دليل على صحة جيدة، وأردف: "قد يكون من غير المريح اجتماعيًا الذهاب إلى الحمام، ولكن التخلص من الهواء جيد ومفيد، فعدم التخلص من الغازات في الأمعاء يؤدي إلى الشعور بألم في البطن وبالنفخة".

وذكر أن الأشخاص الذين لم يتناولوا الحبوب الكاملة شعروا أيضًا بالانتفاخات التي سببت لهم التعب، ويمكن أن يؤدي عدم احتواء النظام الغذائي على الحبوب الكاملة إلى زعزعة استقرار السكر في الدم، وبالتالي تناول طعام غير صحي، ويشعر الأشخاص الذين يتناولون الحبوب الكاملة بالنشاط والتحسن دومًا فهي تحتوي على الألياف والفيتامينات بعكس  الذين يتناولون الحبوب منزوعة الفيتامينات والألياف.

وفحص الخبراء أكثر من 100 نوع من بكتيريا الأمعاء، وخلصوا إلى حدوث تغيرات في بكتيريا الأمعاء وصفوها بالمدهشة، ولكنهم أكدوا أن تغيير جزء واحد في النظام الغذائي لا يحدث الكثير من التغيرات على صعيد الجسم.

وأوضحت الدكتورة في المعهد الوطني للأغذية في الدنمرك تين راسك، أن العديد من الدراسات السابقة لم تبحث في التغيرات التي حدثت على البكتيريا المعوية، وأنه بالرغم من أن البكتيريا المعوية لم تتغير في هذه الدراسة إلا أن نشاطها هو الذي تغير، وحثت العلماء على استخدام أساليب أكثر حساسية كي يكونوا قادرين على رؤية الاختلاف في البكتيريا المعوية.