كشفت دراسة حديثة عن وجود صلة بين زيادة معدل نبضات القلب والموت المبكر، حيث أن زيادة معدل نبضات القلب بواقع 90 نبضة في الدقيقة يضاعف من احتمالية الموت المبكر، علمًا أن معدل النبضات الطبيعي في البالغين من 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة.
وأكدت الدراسة أن مدى سرعة نبضات القلب خلال الاسترخاء يمكن أن يحدد ما إذا كان الشخص سيموت قبل الأوان، حيث اكتشف باحثون صينيون أن خطورة الموت المبكر من أي أسباب تزداد بنسبة 9% ما إذا كان هناك 10 نبضات زائدة في الدقيقة.
ويكون معدل نبضات القلب ما بين 60 و100 نبضة لدى معظم الأشخاص أثناء الراحة، إلا أن قلوب الرياضيين المحترفين تكون حوالي 40 نبضة في الدقيقة، وعلى الرغم من ذلك فإن الأشخاص الذين تكون نبضات قلوبهم 80 نبضة في الدقيقة معرضون لخطر الموت المبكر بنسبة 45% لأي سبب، أكثر من الأشخاص ممن يكون معدل النبضات لديهم من 60 إلى 80 نبضة في الدقيقة حيث تكون نسبة عرضتهم للموت المبكر 21%.


وأضاف الباحثون أن العلاقة بين معدل نبضات القلب الأسرع والموت المبكر تنطبق على جميع السكان وليس الأشخاص الذين يعانون من عوامل الخطر بمشاكل في القلب فقط، ويعرف الأطباء منذ وقتٍ طويل أن الأشخاص ذوي معدلات الراحة القلبية الأقل يميلون لتصنيفهم أكثر صحة وتناسبًا، إلا أن هذه أول مرة يتم حساب المكتسبات فيها.
ويحث رئيس الفريق البحثي الدكتور دونغ فينغ شانغ ـ من كلية كينغادو للطب في جامعة تشاندونغ في الصين، الأشخاص على ضرورة للانتباه لمعدلات نبضات قلوبهم والعمل على قياسها وتقليلها.  
ويقول: "إن الأدلة المتاحة لا تثبت تمامًا أن معدل راحة القلب من العوامل الخطيرة، إلا أنه لا شك في أن ارتفاع معدل نبضات القلب يعتبر علامة لسوء الحالة الصحية، وتؤكد نتائجنا أنه ينبغي على الناس العناية براحة معدلات نبضات قلوبهم، من أجل صحتهم ، وتشير أيضًا إلى أهمية النشاط البدني لتقليل معدلات نبضات القلب".
وبالنسبة إلى نتائج الأبحاث، أكد الدكتور شانغ وفريقه على إجرائهم 46 دراسة استهدفت 1.2 مليون مريض و78.347 حالة وفاة من كل الأسباب، كما أنهم عاينوا 848.320 مريضا و25.800 مريضا ماتوا بأمراض القلب.
واكتشف الفريق أن هناك علاقة وصلة بين معدلات الوفاة ومعدلات راحة القلب، حيث وجدوا تحديدًا أن خطورة الموت المبكر الناجم عن كل الأمراض يزداد بنسبة 9% مع كل زيادة 10 نبضات في الدقيقة للقلب، كما تزداد خطورة الموت المبكر بنسبة 8% من مشاكل القلب والأوعية الدموية، (النوبات القلبية والأمراض القلبية وسكتات القلب) مع كل 10 نبضات زائدة للقلب في الدقيقة.   


ويعتبر الأشخاص ممن يكون معدل نبضات قلوبهم أكثر من 80 نبضة في الدقيقة أكثر عرضة للموت المبكر من أي سبب بواقع 45%، أكثر من الأشخاص الذين تكون معدل نبضات قلوبهم 60 إلى 80 في الدقيقة حيث نسبة خطر الموت المبكر لديهم 21%. وفي الوقت الذي تصل فيه النبضات إلى 90 نبضة في الدقيقة تكون احتمالية الموت المبكر مضاعفة، حيث أن هناك زيادة واضحة في وفيات مشكلات القلب عندما تكون نبضاتهم أسرع.
ويقول معدو الدراسة أن هذا كان متطابقا مع ما يعرف طبيًا بـ "عدم انتظام ضربات القلب بشكل طبيعي" أو "سرعة ضربات القلب غير الطبيعية" لمن تكون نبضاتهم على مشارف 90 أو 100 نبضة في الدقيقة، وعند الوصول لهذا المعدل يحاول الأطباء تخفيض معدل ضربات القلب لمنع حدوث أي مشاكل قلب أو أوعية دموية.
ومع ذلك يحذر الباحثون من أن مخاطر الموت المبكر مازالت قليلة، معترفين بأنه كانت هناك حدود في دراسة العوامل المختلفة التي يمكن أن تؤثر في قياس معدلات نبضات القلب، فعندما يكون الشخص مسترخيًا سيكون التشخيص أفضل لمخاطر الموت المبكر.