لندن - كاتيا حداد
كشفت دراسة طبية حديثة أن الممارسة الجنسية تعادل أداء التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي السريع عند حساب استهلاك الطاقة، وأن الجنس يزيد العلامات الفسيولوجية التي تدل على الإجهاد مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم، وأنه بمقارنة هذا بما يحدث أثناء ممارسة النشاط الرياضي، تبين أن النشاط الجنسي ينتج مستوى معتدلًا من الإجهاد البدني يصل إلى 75% من ممارسة الرياضات الصعبة.
ويشعر الكثير من الناس أن الجنس نوع من أنواع الرياضة؛ نظرًا إلى شعورهم بالحرارة والتعرق، ويعتبر النشاط الجنسي من التجارب الممتعة التي لديها فوائد صحية مماثلة لممارسة الرياضة، ويستجيب الجسم فسيولوجيًا للجنس بطريقة مماثلة لاستجابته للتمارين الرياضية.
وأظهرت دراسات تاريخية مهمة، أجريت في الستينات، أن الناس الذين يمارسون الجنس لديهم زيادة في معدل التنفس وضربات القلب وضغط الدم، وكلها علامات على أن الجسم يعمل بكفاءة عالية على غرار ممارسة الرياضة، ونسخت هذه النتائج في الآونة الأخيرة على يد عدد من الباحثين باستخدام تقنيات أكثر تقدمًا للخروج بنتائج أكثر واقعية، ووجدوا مرة أخرى أن الجنس يزيد العلامات الفسيولوجية التي تدل على الإجهاد مثل معدل ضربات القلب وضغط الدم، وبمقارنة هذا بما يحدث أثناء ممارسة الرياضة ظهر لهم أن النشاط الجنسي ينتج مستوى معتدلًا من الإجهاد البدني يصل إلى 75% من ممارسة الرياضات الصعبة.
ولاحظ العلماء أيضًا أن مستويات التوتر الفسيولوجية المصاحبة للجنس متقطعة، فالكثير من الوقت أثناء النشاط الجنسي والذي يستمر مدة 33 دقيقة شهد مستويات توتر منخفضة، وخلصت دراسة حديثة إلى أن الأزواج الشباب استطاعوا تحقيق نشاط جنسي معتدل مثل المشي السريع عند قياس استهلاك الطاقة.
ويعتمد تعريف ممارسة الجنس إذا كان نوعًا من الرياضة على تعريف الإنسان لمفهوم الرياضة بالأساس، فاعتمادًا على التغير الفسيولوجي الذي يحدث فنعم الجنس يعد نوعًا من الرياضة؛ نظرًا إلى أنه يغير وظائف الأعضاء البشرية بطريقة أقرب إلى التغيير الذي تحدثه ممارسة الرياضة، ولا يستطيع الجنس بالمقابل أن يغير وظائف الأعضاء البشرية بطريقة أفضل على المدى الطويل، فالجنس بالنسبة إلى الكثير من الناس لا يستمر لفترة طويلة بما فيه الكفاية، وبالتالي لا يحدث في كثير من الأحيان ما يكفي لتغيير فسيولوجي صحيح كي يستمر على المدى الطويل.
وتساعد الرياضة أيضًا على تعزيز صحة العضلات التي تعتبر عنصرًا رئيسيًّا في صحة الإنسان، ويحتاج الجسم أنواعًا مختلفة من الرياضة والتدريبات لبناء العضلات، ولكن الجنس ليس من التمارين التي تغير العضلات وتساعدها على النمو.
وذكرت الدراسات أيضًا الفرق الواضح بين استجابة الذكور والإناث، ويأتي هذا الاختلاف بسبب نشاط الرجال البدناء الأكبر أثناء ممارسة الجنس مقارنة بالنساء، والأوضاع الجنسية المختلفة التي تزيد الطلب على الجسم البشري، وبالمقابل فإن ممارسة العادة السرية تزيد أيضًا في معدل ضربات القلب وضغط الدم، ولكن كل من هذه المستويات لم تكن مرتفعة أو طويلة كما الحل في ممارسة الجماع.
وتعادل أي ممارسة جنسية التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي، وفي كثير من الحالات يمكن ان تكون ممارسة الرياضة مفيدة للحياة الجنسية، ويمكن على سبيل المثال لتمارين قاع الحوض للنساء أن تحسن الوظيفة الجنسية لهن، فالنساء اللواتي يمارسن هذه التمارين تزيد ثقتهن بأنفسهم وسيطرتهن ويرتفع إحساسهن بالشريك ويقل الألم.
وتساعد الرياضة الرجال على التسريع من القذف، ويؤثر الجنس على الرياضة في المقابل، فيمنع الرياضيون المحترفون من ممارسة الجنس قبل المنافسة، أو أن يكون الفاصل بين المباريات والمنافسات والممارسة الجنسية طويلة حتى لا تؤثر سلبيًا على الأداء الرياضي، تزيد عن الساعتين، ويأخذ الرياضيون وقتًا أطول في استجابة أجسامهم وتعافيها من رياضة وأخرى، وفي النهاية يجب على كل شخص أن يقدر إذا ما كان الجنس فعلاً من أنواع الرياضات من خلال قدرته وشعوره.