المراهقات المتسمّمات ذاتيًا

حذّر الأطباء في بريطانيا من ارتفاع أعداد الفتيات في سن المراهقة اللواتي يسمّمن أنفسهن عمدا" كنوع من إيذاء النفس، حيث أن عدد الفتيات اللواتي  تتراوح أعمارهن بين 13 و 19عاما" وتم ادخالهن إدارات السموم في المستشفيات في جميع أنحاء بريطانيا وويلز، زاد بنسبة الثلث في غضون خمس سنوات، كما ذكرت صحيفة الديلي ميل  الشعبية البريطانية, وتفيد التقاريرأن هناك  18 ألف و500 حالة في عام  2015، مقارنة مع 14 ألفا" في 2010، ويحذرالخبراء من أن الأرقام أعلى من ذلك في الواقع، إذ أن العديدات  من
المتسممات تعانين في صمت.

وكشف التحقيق الذي أجرته Newsbeat راديو بي بي سي 1 عن أن البيانات تم توفيرها من قبل وزارة الصحة البريطانية  ومركز معلومات الرعاية الاجتماعية وحكومة ويلز, والتسمّم الذاتي هو نوع من إيذاء النفس، الذي يحدث عادة إذا أصيب شخص ما بالاكتئاب أو القلق, ويؤكد الأطباء أن الناس يميلون الى التقليل من أنفسهم باعتبارها وسيلة لمحاولة التعامل مع كل ما يجري في حياتهم، في حين يلجأون للتسمم الذاتي لأنهم يشعرون بأنهم لم يعودوا قادرين على التعامل معها. ويضيف الأطباء أنه  اذا كان شخص ما يسمّم نفسه عمدا"، فهذا لا يعني دائما أنه يحاول انهاء حياته .

وأعلن التحقيق أن أولئك الذين يأذون أنفسهم بهذه الطريقة يميلون إلى أخذ حبوب أو شرب السوائل السامة, فيما يأتي الارتفاع المقلق في الأرقام  بعد تقرير بارز صدر الثلاثاء يحذر من أن عدم وجود الرعاية الصحية العقلية يؤدي الى  تدمير حياة الكثيرين من الناس الذين يعانون من ظروف نفسية سيئة ويشعرون بالتهميش. وفي ضوء التقرير، كشف الرئيس التنفيذي لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا سيمون ستيفنز عن خططه لكيفية ادخال اصلاحات الرعاية على مدى السنوات الخمس المقبلة, وهذا يشمل إنشاء مراكز مخصّصة لعلاج الأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة، والمعالجين والمستشارين في العمليات الجراحية، وتحسين الرعاية للشباب الذين يعانون من اضطرابات الأكل, ومع ذلك، يقول إن الزيادة في عدد الناس الذين يسممّون أنفسهم عمدا شيء حقيقي، ومن المرجح أن يكون أكبر في الواقع إذ يعاني الكثيرون في صمت.

وأفاد الدكتور أندرو هيل سميث،  "إن الارتفاع ربما  يكون مصدره مزيج من الحاجة المتزايدة، والتي هي مصدر قلق، وزيادة في رفع المخاوف وزيادة الرغبة في طلب المساعدة", ويضيف إن وصمة العار وعدم وجود حلول لمشكلة كبيرة، من الأسباب الرئيسية وراء
محاولات الانتحار, وأعلنت الحكومة العام الماضي أنها ستستثمر مبلغا "إضافيا"،  مقداره 1.25 مليار جنيه استرليني، في خدمات الصحة النفسية للشباب.