المشروبات الغازية على جسم الإنسان


تعتبر المياه الغازية الوسيلة المثلى للتغلب على عطش الصيف، ويتناولها الناس كبديل منعش للكحول والمشروبات السكرية، وماء الصنبور، وتحظى المياه الغازية بشعبية كبيرة لدرجة أن استهلاكها بلغ 300 مليون لتر في بريطانيا العام الماضي.

ويحذر الخبراء من مدى الضرر الذي يمكن أن تلحقه المياه الغازية بالصحة، مثل تآكل الأسنان وغيره، ولذلك تستعرض صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، المخاطر المختلفة للمياه الغازية على الصحة.

 

1)  مشاكل الأسنان:

يعتبر ثاني أكسيد الكربون هو الغاز الذي يستخدم لإنشاء فقاعات في المياه الغازية، كما يخلق حمض الكربونيك عندما يكون المذاب في الماء، ما يعطي المياه الغازية الطعم المنعش اللاذع قليلا.

وذكر رئيس معهد " التعليم السريري" وأخصائي صحة الفم، إلين تيلينغ أنه "على الرغم من إمكانية موازنة درجة الحموضة الموجودة في المياه الغازية مع مضمونها المعدني الطبيعي، إلا أن درجة حموضة معظم المياه الغازية منخفضة بما فيه الكفاية لإضعاف مينا الأسنان وتركها عرضة للتلف، وخصوصًا عند تناولها باستمرار على مدار اليوم".

ويمكن أن تتفاقم هذه المشكلة عند إضافة شرائح من الليمون الحمضي للمشروب الغازي، عندها يحدث تآكل تدريجي لطبقة "مينا" الأسنان القوية والوقائية الناتجة عن تناول الأطعمة والمشروبات الحمضية، التي قد تكشف في نهاية المطاف عن الطبقة الصفراء لعاج الأسنان مكشوفة، ما يؤدي إلى الشعور بالألم والحساسية.

وينصح ألين بتناول المشروبات الغازية فقط في أوقات الوجبات لتقليل احتمالات التآكل الحمضي، بدلاً من احتسائها بانتظام طوال اليوم، ما لا يعطي اللعاب الفموي فرصة لتحييد الحامض.

ومن المستحب شرب المياه الغازية عن طريق "الشاليمو" ، للحد من الاتصال مع الأسنان، ومن ثم انتظار 40 دقيقة على الأقل بعد شرب المياه الغازية قبل تفريش الأسنان، للسماح للعاب بتقوية "المينا"، ويمكن تنظيف الفم بمياه عادية غير مكربنة، بعد شرب المياه الغازية لإزالة أي بقايا حمضية، أو مضغ علكة خالية من السكر لتحفيز تدفق اللعاب الذي يساعد على تسريع  إزالة البقايا الحمضية.

 

2) المياه الغازية غنية بمستويات الملح

تحتوي المياه الغازية على كميات كبيرة من الملح الذي يسمى بكلوريد الصوديوم، ويؤدي تناول الكثير من الملح في النظام الغذائي إلى ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بأمراض القلب، فتحتوي زجاجة المياه المعدنية "Badoit" على سبيل المثال على 180 مجم من الصوديوم، وهو ما يعادل 0.45 غرام من الملح، أو 7.5 في المائة من الحد الأقصى اليومي الموصى به للبالغين والذي يبلغ 6 غرامات، وتسعة أضعاف متوسط الصوديوم الموجود في 0.05 غرام في الملح.

وتؤكد خبيرة التغذية كاثرين جينر، أن الصوديوم موجود في كثير من الأطعمة والمشروبات، وكميات صغيرة منه يمكن أن تتجمع لتصبح كمية كبيرة على مدى يوم واحد.

ويتسبب الملح في الشعور بالعطش، وسيزداد الشعور بالعطش عند تناول المياه الغازية التي تحتوي على نسبة كبيرة الملح، ما يزيد من تناولها وبالتالي زيادة تناول الملح، ولذلك ينصح الخبراء باختيار مياه الصودا التي تحتوي على  أقل كمية من الصوديوم.

 

3)  فقاعات المياه الغازية تتسبب في انتفاخ البطن:

أكد استشاري أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "لندن بريدج" سيمون اندرسون، أن الكربونات في المياه الغازية يمكن أن تخلق المزيد من الغاز في الجهاز الهضمي، والتي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التجشؤ وانتفاخ البطن، وهو الأمر الذي قد يكون غير مريح و مؤلم خصوصًا لمن يعانون من متلازمة القولون العصبي "IBS"، والأعراض التي تشمل الانتفاخ وآلام البطن والإمساك والإسهال والرياح.

 

4)   يزيد من الحموضة المعوية سوءا:

تحدث الحموضة المعوية، والتي تسمى أيضا بالارتداد الحامضي، عندما تتعطل حلقة العضلات الموجودة بين المعدة والمريء، والمعروفة باسم العضلة العاصرة المريئية، ما يؤدي إلى اجترار المعدة للمحتويات الحمضية إلى المريء، ما يخلق الشعور المؤلم بالحرقة في الصدر والمعدة.

وإذا حدث هذا الشعور أكثر من مرتين في الأسبوع، يعتبر الشخص مصاب بمرض الارتجاع الحامضي، ويؤكد أندرسون أن تناول المياه الغازية لعلاج هذا الأمر يزيد من الطين بلة، ويخلق ضغوطًا إضافية في المعدة، ما يزيد من الاحتمالات بأن المعدة سوف تجتر كل محتوياتها إلى أعلى.