لندن - كاتيا حداد
زعم العلماء أخيرًا أن العقاقير المخفضة للكوليسترول يمكنها أيضًا أن تعالج أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية، وتعد تلك العقاقير الأكثر شيوعًا في بريطانيا، حيث يتناولها ثمانية ملايين من المرضى بشكل منتظم لحمايتهم من الإصابة بأمراض القلب.
ولكن الأبحاث تظهر أن الدواء قد يكون له أيضًا استخدام جديد في تخفيف أعراض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو مصطلح جامع لتلك الأمراض بما في ذلك انتفاخ الرئة والتهاب القصبات المزمن، ويعتقد العلماء أنها قد تعمل عن طريق الحد من التهاب الشعب الهوائية.
وتأتي هذه التصريحات بعد دراسة عالمية شارك فيها نحو ربع مليون مريض يعانون من هذا المرض، بعضهم من بريطانيا، فوجدت أن المرضى الذين كانوا يواظبون على العقاقير المخفضة للكوليسترول، ثلثهم أقل عرضة للموت قبل الأوان أو نقلوا إلى المستشفى مع المضاعفات.
وأكد متخصص في الجهاز التنفسي من جامعة تشجيانغ كلية الطب، في الصين، الدكتور تشاو تساو، الذي قاد دراسة مرض الانسداد الرئوي المزمن "هذا هو التحليل الأكثر شمولية لتقييم ما إذا كان يرتبط استخدام الستاتين بآثار مفيدة في مرضى السدة الرئوية المزمنة، ووجدناه مفيدًا"، ووجدت دراسة أخرى في جامعة غلاسكو أن الستاتين خفضت المركبات الالتهابية المرتبطة بالربو، وبالإضافة إلى ذلك، أظهر باحثون من جامعة كاليفورنيا في الدراسات الحيوانية أن استنشاق الستاتين يمكن أن يخفف أعراض الربو.
وعالج الستاتين المفرط الشعب الهوائية "لمسببات الحساسية"، كما أن بعض التأثيرات مضادة للالتهابات وخفضت الإفراط في المخاط، ويعاني أكثر من خمسة ملايين شخص في بريطانيا من الربو التحسسي، وأكثر من ثلاثة ملايين يعتقد أن لديهم مرض الانسداد الرئوي المزمن، وهو مرض خطير في الرئة على المدى الطويل الذي يقوم بتقليل تدفق الهواء إلى الرئتين تدريجيًا مما يؤدي إلى التهاب الممرات الجوية والأضرار التي تلحق بأنسجة الرئة.
والعقاقير المخفضة للكوليسترول هي مجموعة من الأدوية الموصوفة للأشخاص الذين لديهم الكوليسترول مرتفعًا بالفعل، إذ يمكن أن تساعد على خفض مستوى الكولسترول السيء في الدم، الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى تراكم الترسبات الدهنية في الشرايين التي تزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتة الدماغية، ويعتقد بعض العلماء أن العقاقير المخفضة للكوليسترول أيضًا تكون مضادة للالتهابات عن طريق زيادة إنتاج أكسيد النيتريك، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض المركبات المضادة للالتهابات في بطانة الأوعية الدموية.
وحللت الدراسة الصينية البيانات على أكثر من 230 ألف شخص، من بينهم 1200 من بريطانيا بين العامين 2006 و 2013، للبحث عن أي ارتباط بين استخدام الستاتين ووفيات هذا المرض، وأظهرت النتائج أن الذين يتناولون الستاتين كانوا 38% أقل عرضة للوفاة من أي سبب خلال فترة الدراسة، كما أن 52% أظهروا انخفاض احتمال الموت بسبب مرض الانسداد الرئوي المزمن.