البدانة

كشفت استشارية ورئيسة قسم الأطفال في مستشفى المفرق الدكتورة أسماء الديب خلال مشاركتها في مؤتمر طب الأجنة مؤخرا في أبوظبي، عن افتتاح المستشفى لمركز خاص بسمنة الأطفال وذلك يأتي تماشياً مع توجه هيئة الصحة أبوظبي للاهتمام بخفض معدلات السمنة والبدانة عند الأطفال، محذرة من ارتفاع أعداد الأطفال المصابين بداء السكري من النوع الثاني، الأمر الذي يعكس تغير طبيعة الإصابة بهذا المرض بين الأطفال، حيث كان في الماضي مقتصرا على النوع الأول، والذي يرتبط بنقصان الوزن والخمول.

 وأوضحت الديب " إن إصابة الأطفال بداء السكري اختلفت عن الماضي، بعد أن كان الأطفال يعانون أعراض خفض الوزن، وكثرة التبول والخمول، وذلك للنوع الأول من السكري، أصبحوا يصابون بالنوع الثاني، والذي كان شائعا بين كبار السن ويتمثل في زيادة الوزن والإصابة بالبدانة والسمنة والأمراض المصاحبة لها وعلى رأسها السكري".

 ولفتت الديب إلى أن هناك زيادة في عدد الأطفال المترددين على المستشفى بسبب أمراض السمنة، ويجري حاليا إعداد سجل للسكري عن طريق هيئة الصحة أبوظبي، وبالتعاون مع جميع المستشفيات، وليس لدينا حتى الآن إحصاءات نهائية، ولكن مقارنة بالمستشفيات في أوروبا فنجد أن عدد الأطفال المصابين بالسكر يزيد بالضعف للسكري من النوع الأول وأكثر من خمس أضعاف للنوع الثاني، لافتة إلى أن 10٪ من الأطفال المصابين بالسكري مصابون بالنوع الثاني.
 وأوضحت الديب إن السكري الناتج عن الأمراض الجينية يزيد بصورة أكبر في دول التعاون الخليجي وخاصة في السعودية والإمارات وذلك بسبب زواج الأقارب، مشيرة إلى أن لديها في العيادة 350 طفلا مريضا بالسكري في العيادة من بينهم 40 طفلا مصابون بالسكري الجيني.
وأضافت الديب أن السكري الجيني علاجه يختلف عن النوعين الأول والثاني، مشيرة إلى أن هناك دراسات عديدة تم إجراؤها في مستشفى المفرق تفيد بأن داء السكري الجيني ينتقل جينيا للطفل من الأب والأم، وهذا المرض لكي يظهر لابد أن ينتقل وراثيا من الأب والأم وبالتالي فإن زواج الأقارب هو العامل الأساسي.
 وأشارت الديب إلى أنه في حال تشخيص طفل في العائلة بإصابته بالسكري لابد من تثقيف الأب والأم بإمكانية تكرار المرض لطفل آخر، لافتة إلى أن مسبب الإصابة في هذه الحالة هو خلل جيني مشترك بين الأب والأم وذلك ينتج عن زواج الأقارب.
ولفتت إلى أن التشخيص المبكر للإصابة بالمرض يمكن البدء بالعلاج في مرحلة مبكرة في عمر الطفل، مؤكدة أن داء السكري الجيني يرتبط بخلل أعضاء أخرى بالجسم مثل ارتباطه بأمراض الكلى والكبد وهناك عائلة في الإمارات فقدت أربعة أطفال نتيجة فشل الكبد.