"متلازمة التعب المزمن"

تعد متلازمة التعب المزمن مرض مثيرٌ للجدل ويعتقد كثيرون أنَّ العلة قد تكون من العقل، بينما أكد الأطباء أنَّها "مرض حقيقي وجاد" ويحتاج إلى التشخيص السليم.

وأضاف الأطباء أنَّ هذا المرض يحتاج إلى اسم جديد، ويجب أنَّ يكون هناك طريقة مباشرة لتشخيص ذلك المرض.

جاءت هذه التصريحات من معهد الطب، وهي مجموعة استشارية حكومية مرموقة في الولايات المتحدة الأميركية.

وطلبت الحكومة من منظمة مستقلة التحقيق حال تشخيص التعب المزمن، بعد أنَّ زادت شكاوى المرضى من التشخيص الخطأ.

لكن المنظمة الدولية للهجرة سعت لإعادة تعريف متلازمة التعب المزمن، ووضعت 5 أعراض رئيسية لتساعد الأطباء على تشخيص المرض.

ودعا الخبراء أيضًا لوجود اسم جديد لهذه الحالة؛ لأن العديد من المرضى يستخفون بـ"التعب المزمن"، وأكدوا أنه ينبغي أنَّ يطلق عليه مرض التعصب للمجهود المستمر، لأن هذا يعكس أنَّ الأعراض تزداد سوءًا بعد المجهود الزائد.

يصيب هذا المرض نحو 4 ملايين شخص في الولايات المتحدة وملايين أخرى في جميع أنحاء العالم، وأعراضه يمكن أنَّ تدمر حياة المريض لعدة عقود.

وتعد السمة المميزة لهذا المرض هي التعب الشديد، فنشاط قليل مثل شراء شيئًا من البقالة يمكن أنَّ يضع الشخص في الفراش.

كما أكد رئيس المنظمة الدولية للهجرة، والدكتور إلين رايت كلايتون من مركز جامعة فاندربيلت لأخلاقيات الطب الحيوي والمجتمعي، أنَّ مرض متلازمة التعب المزمن ليس من نسج خيال المرضى.

يتطلب تشخيص التعب المزمن 3 أعراض أساسية بموجب مقترحات المنظمة الدولية للهجرة، وهي التعب وانخفاض في النشاط يستمر لأكثر من ستة أشهر، يزداد التعب بعد المجهود، النوم المتقطع على الرغم من الإرهاق، ومن الأعراض التي يجب أنَّ تكون عند المرضي الذين يعانون من متلازمة التعب "الضعف المعرفي" ويسمى بـ"ضباب الدماغ"، وأيضًا "التعصب الانتصابي" وهذا يعني أنَّ الحالة تتحسن عند الاستلقاء.

أكد الدكتور نانسي لي أنَّ هذه خطوة حاسمة نحو مساعدة مقدمي الخدمات الطبية في التوصل إلى تشخيص أولئك الذين يعانون من هذا المرض الخطير والمنهك، وأضافت: "الحكومة تعيد النظر في التوصيات".

وكشف باحثون من جامعة ستانفورد العام الماضي، أنَّ تشخيص مرضى متلازمة التعب المزمن يختلف اختلافًا واضحًا لأولئك الأشخاص الأصحاء؛ أولًا: أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي أنَّ المادة البيضاء في أدمغة المرضى منخفضة جدًا بالنسبة لأدمغة المشاركين الأصحاء، والمادة البيضاء هي المسؤولة عن حمل الإشارات و المعلومات، وتختص بمعالجة المعلومات لإدراكها.

واكتشفت تقنيات التصوير وجود شذوذ في جزء معين من المسالك العصبية في النصف الأيمن من أدمغة مرضى متلازمة التعب المزمن، وعلاوة على ذلك، هناك علاقة قوية بين درجة خلل الجهاز العصبى، وشدة مرض متلازمة التعب المزمن.