دبي ـ جمال أبو سمرا
أكد خبراء ومختصون في الأدوية أن أدوية فيتامين (د) أصبحت تغزو الأسواق، وسط تنافس الشركات المصنعة، فيما يبقى المريض في حيرة من أمره بين الأقراص والكبسولات والحقن والشراب، في ظل خطورة نقص مستويات هذا الفيتامين في منطقة الخليج العربي.
وأوضح محمد الغامدي "صيدلاني" أصبح لفيتامين "د" سوق رائج بين شركات الأدوية في دول الخليج، خصوصا أننا نواجه مشكلة نقص هذا الفيتامين بشكل كبير بين جميع الفئات العمرية، وهنا تكمن المشكلة في استغلال هذا الأمر بشكل مادي بحت. وأوضح أن فيتامين "د" يوجد بشكل طبيعي في الأسماك الدسمة والبيض، كما يستطيع جلد الإنسان أن يصنعه عندما يتعرض لأشعة الشمس، ولا بد أن يتم تفعيله بعد ذلك عن طريق الكبد فالكلية حتى يستطيع بعدها أن يقوم بوظائفه المتعددة، فإذا حدث خلل في عملية التصنيع هذه أو الامتصاص أو التفعيل فإن ذلك يؤدي إلى نقصه عن الحد المطلوب أو ما يسمى بـ(عوز فيتامين د)، الذي يسبب مشاكل صحية مختلفة مثل لين العظام وضعف العضلات.
ونوه بأن فيتامين "د" يعتبر من الفيتامينات المنحلة بالدسم، التي لا يستطيع الجسم طرحها بسهولة فيتراكم الزائد منها مؤديا لما يسمى بالتسمم بفيتامين "د" الذي ينجم عن زيادة نسبة الكالسيوم في الدم وهذا يؤدي بدوره إلى أعراض عديدة منها التخليط الذهني ونقص الشهية والتقيؤ والعطش وكثرة التبول والوهن العضلي، كما قد يسبب أذية دماغية دائمة لدى الأطفال، لذا لا ننصح باستخدامه إلا باستشارة الطبيب المختص الخبير بالجرعات الملائمة لكل مريض حسب حالته.
بدوره، أكد صيدلاني في المستشفى العسكري في سلطنة عمان، علي مدران، أن فيتامين "د" متعدد الوظائف ويترافق نقصه مع العديد من الأمراض، فلا بد من تعويض هذا النقص عند من يحتاج إليه، وبالمقابل لا ينصح بإعطائه للأشخاص الطبيعيين، الذين يكون مستواه طبيعيا عندهم، لافتا إلى أن أخذه جزافاً قد يكون ضارا.
وشدد على الحرص في الالتزام بنظام غذائي وصحي وتناول الأسماك بمعدل مرتين في الأسبوع والتعرض لأشعة الشمس بصورة منتظمة للحفاظ على مستوى جيد لهذا الفيتامين في جسمك.
وأشار إلى أن سوق الأدوية يقدم العقار الطبي بصور وأشكال بغرض الترويج والربح المادي وعلى المريض أن يستشير الطبيب قبل أن يتناول الدواء؛ لأن الزيادة في الجرعات المحددة يسبب التسمم في الجسم ولابد من معرفة أسباب نقص فيتامين "د" التي تتمثل في عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، والتقدم في العمر يقلل من المادة الأساسية المكونة لفيتامين "د" في الجلد، وسوء امتصاص فيتامين "د" في الأمعاء الدقيقة بسبب وجود أمراض في الأمعاء.
وحذر سعد الشهراني، صيدلاني في وزارة الصحة بالمملكة العربية السعودية، الجمهور من الوقوع في خطأ الاستخدام الخاطئ لفيتامين "د"، خصوصا أن الصيدليات توفر الدواء بمختلف أنواعه وأسعاره، وعليه يجب التأكد من نسبة الفيتامين من خلال الفحص الطبي، منوها بأن نقص فيتامين "د" ينتشر عند الأشخاص، الذين لا يتعرضون للشمس بصورة كافية، كما يلازم كبار السن الذين يعانون سوءا في الامتصاص، مما يؤثر على نسبة امتصاص فيتامين "د" من المعدة إلى الدم، ولابد من زيارة الطبيب، وعدم اللجوء لتناول الأدوية بشكل عشوائي.
وأوضح أن أحد أفضل الطرق التي يمكن أن يحصل المريض فيها على فيتامين "د" تتمثل في الجلوس تحت الشمس في الفترة من 10 صباحا وحتى الواحدة ظهرا، وأن يعرض 20٪ من جسمه مثل الرأس والذراعين والساقين، للحصول على الفيتامين، الذي يتخلل البشرة ومنها إلى الجسم، حيث إنه مهم لحمل الكالسيوم وإدخاله للعظام، الذي يسهم في الوقاية من الكسور وأمراض هشاشة العظام.
وأشار إلى أن الوقاية خير من العلاج والمتابعة الصحية المستمرة تقي من العديد من الأعراض غير المرغوب فيها نتيجة نقص أو زيادة فيتامين "د" في الجسم.
أوصى رمزي همام، صيدلاني، الجمهور بعدم الاستسهال من قبل المرضى واللجوء إلى الصيدليات لشراء أدوية فيتامين "د" من دون الحصول على وصفة طبية، وذلك تحت مبرر التشخيص الذاتي، وهذا يشكل خطرا على صحة المريض. وأضاف أن عدم اللجوء إلى الطبيب ينتج عنه الإصابة أحياناً بمضاعفات قد يكون علاجها أشد خطورة وأكثر كلفة، إضافة إلى أن الأضرار الصحية الناجمة تكون أخطر من التي كانت عليها الحالة قبل تناول العلاج. وأشار إلى أن انخفاض معدلات فيتامين "د" تؤدي لأمراض عديدة منها ارتفاع ضغط الدم و معدلاته الطبيعية تقلل الإصابة بكسور العظام بنسبة 33٪ من الأشخاص في منتصف العمر و30٪ من بين المسنين.