لندن - كاتيا حداد
توصّل الأطباء إلى عملية جراحية لإزالة اعتام عدسة العين وهي حالة شائعة يعاني منها أكثر من 2.5 مليون شخص في بريطانيا، ويمكن أن تكون علاجًا للأرق أيضًا، ويعاني شخص واحد من بين عشرة أشخاص في بريطانيا من الأرق.
وأوضح الأطباء أن مرض اعتام عدسة العين يسبب ظهور غمامة على العين مما يؤدي الى عدم وضوح في الرؤية أو ضبابية، ولكن الحالة تمنع الضوء الأزرق من المرور عبر العدسة إلى منطقة من الدماغ المسؤولة عن ساعة الجسم البيولوجية.
ويعتقد العلماء أنه بدون هذا الضوء الأزرق ستختل الساعة البيولوجية فلا يعود الجسم قادرًا على تعيين الضوء خلال النهار، ويمكن أن يساهم هذا في أنماط نوم سيئة وليالي طويلة من الأرق الذي يسبب خطر الاصابة بالسمنة وأمراض القلب والسكري وتقصير متوسط العمر.
وتزعم الدراسة الجديدة أن الأشخاص الذين يعانون من اعتام عدسة العين وأزالوها بالجراحة أصبحوا يرون أكثر وضوحا وأصبح نومهم أفضل، وطلبت الدراسة التي قامت بها جامعة نارا الطبية في اليابان من 1037 متقاعد يعاني من اعتام العين تعب النوم لديهم لتسجيل مدته ونوعيته. وخضع 174 شخصًا من المشاركين في الدراسة للجراحة، ووجد الباحثون أن هؤلاء ينامون بشكل أفضل وأطول مقارنة مع أولائك الذين لم يجروا الجراحة، فيما أشارت دراسة سابقة أجريت على 400 مريض يعانون من اعتام عدسة العين وخضعوا للجراحة أن حالات قلة النوم لديهم انخفضت من 28% بعد شهر واحد على العملية الى 15% بعد تسعة أشهر.
وأكد جراح العيون جيمس بول " هناك أدلة متزايدة أن الجراحة عالجت تأثيرات مشاكل النوم لدى المرضى، فالكثير من الناس يعانون من مشاكل في البصر وسوء النوم في نفس الوقت، وأتت هذه الدراسة اليوم لتظهر السبب والرابط وراء ذلك." وأضاف " نعلم أن الجراحة تساعد الناس على الرؤية والاعتماد على أنفسهم، ولكنه أمر يستحق الاهتمام أن نكتشف أنها تساعدهم على تخطي مشاكل النوم." وتحفر الخلايا المستقبلة في شبكة العين من خلال الضوء الأزرق، الذي ينقل اشارة الى منطقة من الدماغ تسمى نواة التأقلم المسؤولة عن الساعة البيولوجية لجسم الشخص، ولكن مرض اعتام العدسة يمنع انتقال الضوء الأزرق وتكدير دورة النور والظلام على مدى 24 ساعة.
ويخضع حوالي 300 ألف شخص لهذه الجراحة كل عام، وتستغرق العملية 45 دقيقة تحت تخدير موضعي، يعمل فيها الجراح على شق صغير لإزالة العدسة المصابة وزرع أخرى بلاستيكية. ويشير الباحثون اليابانيون إلى أن هناك صلة مهمة بين جراحة اعتام العين ونوعية النوم، فالمتقاعدون اللذين أجروا الجراحة لاحظوا ارتفاع كفاءة النوم لديهم والتي تحسب من خلاله نسبة النوم التي يقضيها الشخص مقارنة بالوقت الذي يقضيه في السرير.
وتؤكد المريضة مارغريب هيبرت من غرب يروكشاير أن الجراحة ساعدتها في الرؤية بشكل افضل وأبعدت عنها الأرق، وتبلغ المريضة من العمر 70 عاما، وكانت تعاني من الأرق ليصل مجموع ساعات نومها في الليل الى ساعتين، وشخصت حالتها بالإصابة بإعتام عدسة العين لأول مرة منذ ثماني سنوات، وهو الوقت الذي بدأت تظهر فيه مشاكل النوم. وعلى اثرها خضعت لجراحة لإزالة اعتام العين، وأصبحت بعدها تنام بشكل جيد وترى بشكل أفضل، وتصف شعورها " بعد اجراء العملية بليلة حظيت بأفضل نوم لها منذ سنوات، وتشعر براحة أكبر من حيث البصر والنوم."