العين - سعيد المهيري
حذر أطباء متخصصون من أن عدم إكمال مرضى السل الرئوي لفترة العلاج، يؤدي الى تشكل البكتريا المقاومة وإكساب الشخص المصاب مناعة ضد الأدوية والمضادات التي تعالج المرض.
ولفتوا إلى أن وزارة الصحة والهيئات الصحية المعنية في الدولة تطبق نظاما فعالا لضمان التزام المرضى بأخذ الأدوية عندما يتم اكتشاف أية حالة من السل الفعال للتأكد من مدى مقاومة الجراثيم للعلاج ودرءا لحدوث هذه الحالة المقاومة.
وأكد الأطباء- على هامش ندوة علمية نظمتها كلية الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات مؤخرا أن هناك من بين العمالة الوافدة من يأتون وهم يحملون معهم الميكروب خاملا، ولكنه قد ينشط في أية لحظة ولكنهم يخفون إصاباتهم، مشيرا إلى أن الجهات المعنية في الدولة تعنى كثيرا بتطعيم الأطفال المواليد ضد المرض وتوفر كل سبل الرعاية الصحية والعلاجية للوقاية منه.
ولفت رئيس البورد العربي الدكتور سعيد عبدالله في طب المجتمع في إمارة أبوظبي، إلى أن مرض السل الرئوي في الدولة تحت السيطرة رغم الزيادة المطردة في اعداد العمالة التي تأتي من الدول التي يستوطن فيها المرض خاصة من فئة خدم المنازل والسائقين والمربيات الذين قد يحملون معهم المرض الذي يظهر مباشرة من خلال نتيجة فحص اللياقة الصحية الذي يخضع له هؤلاء لدى قدومهم ضمن إجراءات الإقامة.
وبلغ إجمالي عدد حالات الإصابة بالسل الرئوي التي تم اكتشافها في المستشفيات الحكومية التابعة لإمارة أبوظبي (وفقا للتقرير ربع السنوي حول الامراض المعدية الذي تصدرته هيئة صحة) 1252 حالة خلال الفترة من كانون الثاني/ يناير 2010 وحتى نهاية كانون الأول / ديسمبر 2012 وفقا للتقرير الربع السنوي الصادر من هيئة الصحة في أبوظبي من بينها 450 حالة تم اكتشافها عام 2010، 452 حالة تم اكتشافها في العام التالي 2011 بالإضافة الى 350 حالة تم اكتشافها في العام 2012.
ولفت الدكتور سعيد عبدالله، إلى أن الإمارات قياسا بموقعها محاطة بالعديد من الدول التي يستوطن فيها المرض وتتوافد منها أعداد غفيرة من العمالة الوافدة الأمر الذي استوجب معه توفير برامج وطنية مثل برنامج الفحص الطبي للإقامة للوافدين للحد من تسرب المرض الى داخل الدولة ويسهم الفحص في تفعيل القدرة على رصد واكتشاف المرض مبكرا وتسفير الحالات المصابة.
وأضاف إن هيئة الصحة في أبوظبي تطبق معايير محكمة للفحص والكشف عن المرض الذي لم يعد حكرا على الفقراء كما هو شائع كما لم تعد هناك دولة خالية تماما من المرض ودعا إلى ضرورة التأكد من عدم وجود مقاومة لدى الأشخاص المصابين ضد المضادات التي تعالج المرض.
وأشاد بالطريقة التي تتعاطى بها السلطات الصحية في الدولة مع العمال الوافدين الذين تثبت اصابتهم بالمرض حيث يجري اعطاءه علاجا لمدة شهرين ورسالة للسلطات الصحية في بلادهم مع إخضاعهم لبرنامج تثقيفي لتوعيته بخطورة المرض والتداعيات الأخرى السلبية المترتبة على عدم استكمال العلاج المطلوب، وتقوم الجهات ذات الصلة بالدولة بتتبع المخالطين وفحصهم والتأكد من مدى اصابتهم إما بالسل الفعال أو الكامن لمواجهة انتشار المرض، أما الحالات الكامنة فيعطي لهم علاج وقائي ليحمي المريض ويحول دون انتقاله من الحالة الكامنة الى الحالة الفعالة.
وأوضح أستاذ الطب والعلوم الصحية في جامعة الإمارات الدكتور محمود شيخ حسين أن السل يعد أحد الأمراض التي ترتبط بالازدحام ما يستوجب على الجمهور الابتعاد عن المواقع المزدحمة قدر الإمكان خاصة الملاهي الليلية وتجمعات الشيشة في المقاهي المغلقة وغيرها من الأماكن التي يكثر فيها الاختلاط لافتا الى ان هناك فحوصات عبارة عن حقنة تحت الجلد أو أخذ عينة من الدم ترسل إلى المختبر للتأكد من أن الجسم شكل مضادات جسمانية تعطي إشارة بتعرضه للجرثومة ما ينصح معه بأخذ العلاج الوقائي.