أبوظبي - فهد الحوسني
توصّل أساتذة من جامعة الإمارات، إلى 5 ابتكارات جديدة لدعم المجال الطبي، تضمّنت ابتكارات لزراعة خلايا الكبد، وعلاج السرطان، وتطوير لقاح علاجي جديد، لداء باركنسون "الشلل الرعاش"، والكشف المبكر عن مؤشرات الحساسية، ونظاماً للتطهير والصحة السريرية، فيما تبنّى برنامج "تكامل - ابتكارات من الإمارات" التابع للجنة أبوظبي لتطوير التكنولوجيا، الابتكارات، ودعمها للحصول على براءات اختراع عالمية وتسويقها وإنتاجها تجارياً.
وابتكر الأستاذان بجامعة الإمارات، الدكتور علي عبدالله سيف النقبي، والدكتور عبدالحميد مراد، جهاز "الكبد الاصطناعي الحيوي الليفي"، وهو عبارة عن مفاعل حيوي جديد أجوف، ومتحد المحور من الألياف، يدعى الجهاز الاصطناعي الحيوي الليفي بالكامل، ويعرف باسم جهاز الإمارات المساعد للكبد وتم تجريبه في المختبر.
كما يوفّر الابتكار ثلاثة أقسام "حجيرات" منفصلة من أجل إحداث الأكسجة المكملة في القسم الأبعد عن خلايا الكبد المزروعة، حيث يتيح هذا الجهاز للخلايا الموجودة بكثرة فيه، المحافظة على حيويتها وأداء وظيفتها لفترة أطول من الزمن، بالمقارنة مع الأجهزة التجارية المتوافرة، ويمكن استخدامه في العلاج الطبي للكبد والكلية، وكجهاز لزراعة الخلايا، وإنتاج البروتينات.
فيما ابتكر الدكتور عمر الأجنف، نظاماً للتشخيص المبكر للشلل الرعاش ،"أجسام مضادة وحيدة النسيلة لداء باركنسون"، وهو عبارة عن طريقة جديدة، تتيح التشخيص المبكر "لداء باركنسون"، ولقاحات علاجية جديدة، وللأمراض ذات الصلة به تتم معالجتها بالعلاج نفسه.
ويتميز الابتكار بأن الأجسام المضادة التجارية المتوافرة، تستخدم بروتين "الألفا سينوكلين" على نطاق واسع من أجل تمييز عوامل داء باركنسون في الدماغ، إلا أن هذه الأجسام غير محددة الغرض، وتتعرف إلى كل من الأشكال الأحادية والمجمعة لبروتين "الألفا سينوكلين"، ومن المرجح أيضاً أن هذه الأجسام لا تتعرف إلى جميع الأشكال المجمعة لبروتين الألفا ذات العلاقة "بداء باركنسون"، ولذلك، فإن استخدام أجسام مضادة محددة لتجمعات "بروتين الألفا" يمكن أن يكشف عن عوامل ممرضة جديدة لداء "باركنسون"، كما يمكن استخدام الابتكار في تشخيص "داء باركنسون"، وتطوير لقاح علاجي جديد والأمراض ذات الصلة به، وتوفير التقنيات لإجراء المزيد من البحوث.
فيما قدّم الدكتور يوسف حايك، ثلاثة ابتكارات طبية الأول "نظام إيصال العامل، العلاجي لفرط الحرارة"، يعمل على تحسين مستوى الارتياح لاستكمال علاج السرطان، من خلال مضاعفة العامل الفعّال تحديداً داخل الخلايا السرطانية، حيث تترك طرق العلاج التقليدية لمرض السرطان "العلاج الكيميائي"، آثاراً جانبية سيئة يعانيها المريض كثيراً مثل تساقط الشعر والغثيان.
ويعتمد النظام على "ناقل ذكي" يقوم بعد حقنه في جسم المريض بالبحث عن موقع الورم والاستقرار فيه، وتم تطوير جسيم متعدد الوظائف لإطلاق جرعة من عامل العلاج الكيميائي في موقع الورم، فور تعرضه لمجال كهرومغناطيسي، ما يقلل إلى حد كبير من جرعة العلاج الإجمالية، بالإضافة إلى كونه عاملاً علاجياً لفرط الحرارة، ويمكن مشاهدة الجسيم متعدد الوظائف عن بُعد، مما يساعد الطبيب المعالج على مراقبة فاعلية العلاج بطريقة غير بضعية.
وجاء الابتكار الثاني للدكتور يوسف حايك، خاصاً بنظام للكشف السريع عن مؤشرات الحساسية "تقييم الحساسية المتواسطة بالغلوبلين المناعي IgE بأدنى حد من البضع"، حيث يوفّر هذا الاختراع، تقنية كشف سريع تقيّم بدقة عالية وجود مؤشرات الحساسية في سائل من الجسم مثل مصل الدم أو اللعاب، وتتضمن المزايا التنافسية للاختراع، الكشف السريع عن مؤشرات الحساسية بأداة سهلة الاستخدام، وتمكين المستخدمين من الكشف الفوري عن وجود عوامل مسببة للحساسية، ويمكن استخدام الابتكار في تشخيص الحساسية، والفحص الوقائي.
وجاء الابتكار الخامس لجامعة الإمارات والثالث للدكتور حايك، خاصاً بمكافحة العدوى، بعنوان "نظام نقل الخلائط المعدنية النانونية لعلاج الآفات والخلايا الملوثة بالجراثيم"، حيث يوفّر آلية لاستخدام الجسيمات النانونية "مركب لا عضوي"، التي تتمتع بالقدرة على تدمير الجراثيم، لفترة طويلة من الزمن صفة متلفة الحيوية، ويمكن أن يشكل هذا حلاً بديلاً، خصوصاً بالنسبة لأنواع العدوى التي تتطلب علاجاً مطولاً، إلى جانب التدخل الطبي الجراحي.
كما يتميز الابتكار بأن تركيب الجسيمات النانونية المضادة للميكروبات، أسرع بكثير من تركيب المضادات الحيوية، وفاعلية أعلى بكثير ضد أنواع عديدة من الجراثيم، وفي حالة التهاب العظم، تبدي هذه الطريقة فاعلية ضد الجراثيم المستقرة داخل الخلايا العظمية، من دون إيذاء هذه الخلايا، ويمكن أن يدخل في التطبيقات الطبية الخاصة بالتطهير "التعقيم"، خصوصاً خارج جسم الإنسان، والاستخدام الوقائي، والصحة السريرية