لندن ـ سامر شهاب
وقفت فيكتوريا بيكهام وراء الكواليس بعد انتهاء عرض مجموعتها، صباح الأحد الماضي، يحيط بها الصحافيون الذين يطرحون الأسئلة عن مجموعتها لربيع 2014 ، في حين كان زوجها، ديفيد بيكهام، في إحدى الغرف الأخرى يقوم برعاية طفلهما الصغير هاربر، فيما وقفت رئيس تحرير مجلة
"هاربرز بازار" للأزياء، وأحد أبطال بيكهام السابقين غليندا بيلي بصبر قريبًا منها، في انتظار الحشد حتى يهدأ، وبعد لحظات قليلة، لاحظت بيكهام بيلي واقفة هناك، ومدّت يدها واحتضنتها.
وقالت بيكهام "شكرًا جزيلاً على حضوركم"، مضيفة "أحببت ذلك، حقًا"، قالت بيلي بحماس مؤكّدة على كلمة أحببت، بصوتها الذي وصفه أحد الصحافيين ذات مرة واحدة بأنه "ذو لكنة بريطانية شمالية خالية من أي أخطاء".
ولأنها حريصة على العودة إلى مكاتب هيرست في وسط البلد، خلال الاستراحة التي مدتها 90 دقيقة قبل بدء العرض التالي، فقد شقَّت السيدة ذات الشعر النحاسيّ طريقها وسط المتاهة، مسبّبة حالة من الفزع للحارس، بإزاحتها لأحد الحواجز الموقّتة من طريقها.
وقالت ضاحكة، بينما تتجه نحو سيارتها "كل شيء في يوم واحد للعمل"، وبينما هي تتحدث عما أعجبها بشكل خاص في العرض الذي شاهدته قالت: "ثوب أسود مع لمسة من اللون الأبيض".
وأضافت "إن فكرة ارتداء الأسود كلون أساسيّ مع لمسة من اللون الأبيض سيكون موضة الموسم المقبل".
وقبل العرض، تحدثت بيلي عن كيفية إدارتها للعمل خلال "شهر الموضة" من خلال رحلات السفاري التي بدأت يوم 5 أيلول/ سبتمبر في أسبوع الموضة في نيويورك، والتي ستذهب بعدها إلى لندن وميلان، قبل أن ينتهي بها الحال في باريس في أوائل تشرين الأول/ أكتوبر.
وكان أحد التحديات التي واجهتها محاولة العثور على مجموعة ملائمة للملابس تحملها معها خلال أسابيع الموضة الأربعة المختلفة - الخميس كانت ترتدي ثوبًا أسود أنيقًا من "ديريك لام"، وارتدت معه حقيبة بالينكياغا سوداء وحذاءً أسود لـ"ألكسندر وانغ"، والحذاء له أشرطة سميكة على الكاحل، ولكن السيطرة على حساسيتها كان معضلة كبيرة.
وتقول عن ذلك "إذا رأيتموني أبكي فسيكون ذلك بسبب الحساسية، وليس لأن العاطفة غلبتني أثناء مشاهدة العرض"، مظهرة بقولها هذا روح النكتة المعروفة بها بين العاملين في مجلة "هاربر بازار" وقرائها على حد سواء.
وتضيف "أنا لست هذا النوع من الناس الذين يجلسون في العروض وهم يرتدون النظارات الشمسية لإخفاء عيونهم".
ووضعت بيلي حقيبتها في مكتبها، الذى يحتوي على كراسيّ برشلونة البيضاء مع الصور، الأسود والأبيض ولمسة واحدة من اللون، وهناك صورة تجمع بيلي مع المصمم شانيل كارل لاغرفيلد.
وتغطي الجدران الجوائز التي حازت عليها المجلة، والتي ترأستها بيلي، 54 عامًا، منذ تعيينها رئيسًا لتحريرها العام 2001 ، وذلك بعد إدارتها المدهشة للطبعات البريطانية والأميركية من مجلة "ماري كلير"، وزادت نسبة توزيع الطبعة الأميركية بنسبة 80 % تحت إدارتها.
وجاءت مديرة تصميم المجلة إليزابيث هامر ومعها تخطيط الصفحات، وسرعان ما اعطتها بيلي موافقتها على تصميم الصفحة الأولى من عدد تشرين الثاني/ نوفمبر. فكرة باب المنوعات مستوحاة من اقتباس من محررة "هاربر بازار" المعروفة كارمل سنو، والذي يقول: "الأناقة هي حسن الذوق، بالإضافة إلى بعض الجرأة".
وبينما هي تتفحص الصفحات أعربت بيلي عن شكوكها بشأن الألوان المستخدمة فى تقديم هذا الباب، وقالت "إنه مجرد وسيلة لإظهار اللون الليموني الشاحب. أنا أحب هذا اللون، لكني فقط قلقة أنه لن يكون ناجحًا هنا".
وقبل الدخول إلى سيارتها للتوجه لمشاهدة عرض "ديريك لام"، قالت بيلي إن الأولوية بالنسبة إليها هو إيجاد الشكل الذي يصلح لغلاف العدد المقبل للمجلة، وإذا وجدت ذلك فستمنحه تغطية خاصة حصرية في المجلة، وعادة ما تبدأ عملية الاختيار بتبادل قصير للنظرات بين بيلي وأحد محرريها.
وفي عرض فيكتوريا بيكهام، قامت بيلي بالتقاط صور لبعض القطع التي أعجبتها، ثم استدارت لتريهم لمديرة المجلة الرقمية جويان كينغ، التي كانت تجلس خلفها مباشرة في الصف الثاني.
وقالت لها كينغ "أحب هذا الزيّ"، فأجابتها بيلي "وأنا سأرسله إليكِ".
والمحررون أيضًا يعملون في كل الاتجاهات، وفي أقل من أسبوع سيبدأ تصوير القطع المنتقاة من هذا الأسبوع لعدد شباط/ فبراير 2014م، وقالت بيلي "لدينا ثلاثة عروض رئيسية فقط، ولقد رأيت الكثير من الرمادي مع إدخال بعض ألوان الباستيل".
وبينما هي تدخل صالة العرض البيضاء حيث سيعرض لام مجموعته التقت بيلي رئيس الشركة وشريك المصمم، هندريك سكلوتمان، وذهب الاثنان وراء الكواليس، بينما ظهر أحد المساعدين مرتديًا ملابس سوداء وهو يبحث عن لام: "هل رأى أحدكم ديريك؟"، وما كان من غليندا بيلي إلا أن ألقت عليه التحية.
وحدّقت بيلي فى ملابس العرض المعلقة فوق رأسها، وركّزت على الزيّ رقم 13، وكان عبارة عن لباس من الجينز مع حزام عريض، وقالت "لقد كنت أقول إننا سنرى بعض أزياء أكثر طولاً هذا العام، وهذا الطول هو جديد حقًا ومثير"، وجدت بيلي اللباس معلقًا على الرفّ، وأعلنت بحماس: "لديّ حق. أنا أحب شكل هذا الزيّ".
وفي المحطة التالية، كان عرض "DKNY" في مسرح تشيلسي، حيث وقف حشد من الناس في الشارع، في انتظار أن تُفتح الأبواب.
ووقفت بيلى تتجاذب أطراف الحديث مع رئيس "لودر إستي" فابريزيو فريدا، عن رحلات أوروبا والولايات المتحدة المفتوحة والعارضات الشابات الواعدت.
وعند دخولها القاعة، كان في استقبالها دونا كاران، وبدأ الاثنان في التحدث عن تناول طعام الغداء معًا، وهتفت السيدة كاران "هذه المرأة هي امرأة لها قلب كبير. إنها أعمق بكثير من مجرد رئيس تحرير مجلة للموضة، ففي إمكانها التسلل إلى الروح".
وافتُتح العرض مع موسيقى فريق "بيستي بويز" تصدَح في الخلفية، بينما كانت بيلي تقوم برصد اتجاه آخر، الشعارات، مبدية ملاحظتها أن عرض "الكسندر وانغ" في اليوم السابق كان مليئًا بها "منذ فترة لم نرَ ذلك"، قالت بيلي "شعار يقول "هذا هو ما أقف لأجله".
ومر اليوم سريعًا، عرض "ثاكون" الساعة 03:00 (بيلي كتبت على "إينستاغرام" تقول: "أحب أعمال "ثاكون"، فلديه حسّ الحداثة، ولكن البريق ليس بعيدًا عنه أبدًا")، عرض "ديان فون فرستنبرغ" الساعة 4، زيارة سريعة لحفل عند "جيفرى نيويورك"، ثم حضور عرض "زاك بوسين" الساعة 7، وبعدها عرض "رالف روشيه" الساعة 8.
والخبر السار أن حساسية بيلى ظلت تحت السيطرة، وهي تقول عن ذلك "عندما يتعلق الأمر بأسبوع الموضة فأنت بالتأكيد تحتاج عينيك".