دبي – صوت الإمارات
وسط أجواء درامية فرضها الديكور والإضاءة والفيديو، قدم مصمم دار "أماتو كوتور"، فيرن أونيه، عرض اليوم الأخير من "فاشن فورورد"، بحيث بدا العرض كما لو أنه سينوغرافيا خيالية حوّلت منصّة عرض الأزياء إلى مسرح ينبئ بأحداث مصاغة من الدمار.
"وردة الحرب" هو العنوان الذي أطلقه المصمم على المجموعة، التي سبق عرضها مقطع فيديو يستعرض مشاهد القصف في هيروشيما، ويبرز الحرب والدمار.
على وقع صوت القصف والرصاص بدأ عرض الأزياء، الذي حمل كثيراً من التفاصيل التي تحث المخيلة على عيش زمن الحرب بكل ما فيه، فتنقلت العارضات بين أجزاء الديكور الذي وضع على منصّة العرض، منها الإطارات القديمة، والسلالم وكثير من الرمل والدمار، بأسلوب يشي برهبة الحرب والخوف. أما ماكياج العارضات الذي جعلهن في حالة حزن، فقدم مع إخفاء وجوههن بالشبك، الذي وضع على الوجوه مع الورد على الرأس.
الأزياء التي قدمها أونيه حملت التنوّع في القصّات، إذ ركز على الأقمشة المطرّزة بالورود، التي تفيض منها الأنوثة، معتمداً على القصّات المفتوحة على شكل الرقم سبعة عند الصدر، والحزام لتحديد الخصر، فيما كانت بعض الفساتين تنتفخ من منطقة الخصر، لتنساب أقمشة الشيفون الشفافة على جسم العارضة، وتمنح التصميم كثيراً من الرقي.
وحملت عروض اليوم الثالث من "فاشن فورورد"، الذي اختتم، في حي دبي للتصميم، مجموعة من الأزياء الموجهة للمرأة التي تبحث عن الإطلالة العملية، وكان أبرزها مجموعة المصممة لمى جوني، التي توجهت من خلال الأزياء إلى تقديم اللون الأسود بشكل عملي. في المقابل قدمت علامة "عناية" مجموعة من الأزياء التي تمزج بين الملابس الجاهزة والمناسبة للحفلات، واستخدمت مجموعة واسعة من الألوان الزاهية، لاسيما الأزرق الفاتح، والأبيض، والرمادي الفاتح، لتبدو المجموعة مشعة بالحياة.
وقدمت مجموعات أخرى ركزت على الملابس اليومية، منها "بدون"، التي حملت كثيراً من الانطلاق في الأزياء اليومية، لاسيما في سترات الجلد والفساتين القصيرة والمريحة، التي تناسب المرأة الباحثة عن إطلالة غير متكلفة. بينما قدمت مجموعات أخرى منها "غين غادة" و"طير"، التي حملت كثيراً من الألوان والتصاميم العملية والعصرية.
واعتمد المصمم الفلبيني في بعض التصاميم على القصّات الضيقة، التي تبرز تفاصيل الجسم، مع النهاية الواسعة قليلاً للفستان، فيما مزج في هذه التصاميم بين أنواع متباينة من الأقمشة، فكان التفتا في الجزء الأعلى من الفستان، في حين وضع الشيفون والتول من الأسفل. ومنح المجموعة كثيراً من القوة التي توحي بأنها مجموعة مستوحاة من الحرب، من خلال السترات التي استخدمها على التصاميم، إلى جانب الكريستال الذي استعان به لمنح التصميم الكثير من الرونق واللمعان، استخدم الأقمشة الشفافة التي لا تحمل سوى حبيبيات كبيرة من الكريستال اللامع، وبلون الثوب نفسه، ما جعل هذه التصاميم تحمل من البساطة في القصّة، والتكلف في البريق واللمعان.
ولجأ أونيه إلى العديد من الألوان التي تدرّجت من الزهري إلى البيج والأخضر الفاتح، ثم عاد لينقل حضور العرض إلى أجواء لونية مختلفة مع تدرجات الألوان الداكنة، التي تبرز السحر والقوة في الأزرق الداكن، ثم الأحمر النبيذي. حملت القصّات كثيراً من الأنوثة الطاغية، لاسيما أنها بدت في غاية البساطة، إذ ابتعد أونيه عن البهرجة والتفاصيل التي طغت على الفساتين ذات الألوان الفاتحة، ليكتفي بقوة اللون في هذه التصاميم.
واختتم العرض مع ثوب من الجلد الأحمر والشيفون، الذي قدمته العارضة وسط أجواء مليئة بالتعبير الخاص بالحرب والدمار، ليختتم بوقوفها وسط مربع صمم في منتصف منصّة العرض، لتسقط عليها المياه وكأنها أمطار غزيرة. هذه الأمطار التي هطلت داخل المسرح، التي تحاكي الجو الخارجي، كانت الختام للقصة التي حبكها المصمم في الديكور وكل ما وضعه على المسرح، إذ بدت كما لو أنها الأمطار التي تغسل الدم وكل مخلفات الحروب، في دعوة واضحة إلى الجمال والسلام.