الحملة الإعلانية لـ "سيلويت" للنظارات في باريس

أكَّدَ المصوّر الشهير بيتر ليندبيرغ أنه "لن يكون هناك أبدًا عصر مثل عصر عارضات الأزياء الخارقات مرة أخرى"، وهو يُقَلِّب وهو شارد الذهن صفحات مجلة أمامه. وبينما نحن واقفون في حفل إطلاق الحملة الإعلانية الجديدة للعلامة التجارية "سيلويت" للنظارات في باريس، فيلم جميل أبيض وأسود قام بيتر بتصويره مع كيت بلانشيت يُعرض على الحائط وراءه ، وأنا أطلب منه التعليق قال: "كانوا أكثر من مجرد مجموعة من العارضات، كانوا يحملون رسالة، ومثل الكثير من الأشياء في هذا الزمن كانوا شيئًا غير عاديّ".
ويعود لبيتر ليندبيرغ الفضل في إطلاق ظاهرة عارضات التسعينات، وهو حاصل على إشادة كصاحب رؤية من قبل مصممي "كارل لاغرفيلد" و"كالفين كلاين" ورئيس تحرير مجلة "فوغ" آنا ينتور وغيرهم ، وهو يعرف بالتأكيد شيئًا أو اثنين عن صناعة الموضة، وصوره بالأبيض والأسود اشتُهرت بتصويرها الصادق للعارضات الأكثر شهرة في العالم وهن يرتدين الملابس البسيطة، ويضعن الحدّ الأدنى من الماكياج، من أمثال سيندي كروفورد، ليندا إيفانغليستا وكريستي ترلينغتون، وحتى كيت موس وناعومي كامبل، ومن الممكن أن نقول بثقة إن كاميرته كانت نقطة انطلاق لآلاف الوجوه.
ولكن، بالنسبة إلى ليندبيرغ، المرأة كانت دائمًا محور التركيز، ويقول عن هذا "بالنسبة إليّ كل صورة هي لوحة، والملابس مجرد وسيلة لما أريد أن أقوله، فأنت تجسد علاقة مع الشخص الذي تصوره، هناك علاقة متبادلة، وهذا هو مفهوم الصورة".
ولم تكن حملة بيتر "لسيلويت" استثناءً، فالعلامة التجارية التي اشتُهرت بنظارتها التي من دون شفة تماشت مع أسلوب ليندبيرغ الذي يتسم بالبساطة، واقترن مع الجمال الطبيعي لنجمة هوليوود كيت بلانشيت التي تتصدر الحملة.
وقال بيتر "إن أهم جزء في التصوير والأزياء بالنسبة إليّ ليس من هي العارضة، ولا الملابس".
واستطرد بيتر مدافعًا عن تزايد استخدام الممثلات في حملات الموضة "أنا مسؤول عن تحديد ما ستكون عليه امرأة اليوم، وهذه، كما أعتقد، هي مهمتي".
ويعزو ليندبيرغ صعود ظاهرة العارضات الخارقات إلى وقت وصول آنا ينتور إلى رئاسة تحرير مجلة "فوغ" الأميركية، ففي العام 1988 كان كل شيء جميلاً وبراقًا، ولكن كان هناك هؤلاء النساء الأخريات، كان لديهن كل شيء، كان لديهن الموهبة والعقل، وكن يضعن شعورهن خلف ظهورهن ولا يضعون الماكياج، وكان هذا هو التغيير".
ويمضي قائلاً "ثم جاءت آنا ينتور إلى "فوغ" الأميركية، ورأت صوري، وقالت إن هذا بالضبط ما أريده، ثم أعطتني الغلاف، وكان هذا هو التحول، في غضون أشهر تحوّل الغلاف من ورقة نفايات إلى غلاف حقيقيّ".
إذًا، ما الذي حدث لعصر العارضات الخارقات؟ يقول بيتر: "بداية هؤلاء النساء كن ثورة، وكان هناك عشرة وجوه يحكمن العالم، لكن في النهاية هذه الوجوه العشرة تم إفسادهن من قبل صنّاع الجمال والموضة. لقد خسرن كل تلك النضارة، والاستقلال، وأصبحن ببساطة كما كانت النساء في المجلات من قبلُ".
ووفقًا لليندبيرغ تلك الأيام قد ولَّت، "ومنذ ذلك الحين صورة المرأة انقلبت تمامًا رأسًا على عقب. اليوم يمكنك بسهولة وضع مجموعة من العارضات في غرفة واحدة: لارا ستون، جيزيل، يمكن أن يكنّ معًا في خمس دقائق، ولكنهن لا يمثلن شيئًا جديدًا، فهن بالفعل هناك".
إذًا، وعلى الرغم من أنه يبدو أن عصر عارضات الأزياء، كما هو محدد في التسعينات، لن يعود أبدًا، أليس هناك حتى بصيص ضئيل من الأمل؟ سألت هذا السؤال للندبيرغ، وأجاب "ربما إذا كانت الصناعة لديها ما يكفي من كل العارضات  الحاليات. يمكن أن تبحث عن الوجوه الخمسة الأكثر رومانسية من بين الوجوه الجديدة، وهذا سيغير تمامًا وجهة نظرنا عن الجمال، وربما بعد ذلك يمكن أن يكون هناك أمل.. ربما".