آمنت مارغريت تاتشر، أول سيدة تتولى منصب رئيسة وزراء في بريطانيا، أن المرأة في السلطة يجب أن ترتدي ملابس جيدة، فأصبحت قائدة في عالم الموضة، فضلًا عن ريادتها في عالم السياسة.واشتهرت تاتشر، أثناء فترة حكمها كرئيسة وزراء في الثمانينات، ببدلها الأنيقة، والبلوزات ذات رباط فراشي الهيئة، وأقراط اللؤلؤ العزيزة عليها، حيث لخصت "المرأة الحديدة"، التي توفيت عن عمر يناهز 87 عامًا، اختيارها
للملابس بأنه "ليس مبهرج، ولكن مناسب"، مضيفة، في مقابلة لها مع الدكتورة ميريام ستوبارد لتلفزيون "يوركشاير" في عام 1985، قائلة أنها "يجب أن تهتم بشكلها، مع المحافظة على ارتداء ملابس مريحة، أكثر من أن تكون مواكبة للموضة، وأن ما تفعله هو أن تقرر ما هي الملابس التي تشعر فيها براحة، كأن ترتدي القماش الذي تشعر فيه بالراحة، ويجب أن تبدو بصورة مناسبة للحدث، ليس مبهرجًا، ولكن مناسب فقط"، مشيرة إلى أنه "لا يجب أن تكون الملابس غير نسائية كي تكون مصممة جيدًا، أحيانًا يجب أن تركز علي ما تقوله إذا كنت ترتدي ملابس جيدة، حيث لا يكترث الحاضرون طوال الوقت إلى ملابسك".
وصرحت البارونة تاتشر أن "ما كانت ترتديه، كان جزءًا من وظيفتها، لأنها كانت تمثل البلد"، معترفة أنها "لم تكن ترتدي الزي المناسب"، معبرة عن ندمها إزاء ارتدائها قبعة لونها أبيض وأزرق مقلمة في السبعينات، حين كانت وزيرة التعليم، حيث أنها أدركت أنها لم تكن تتلائم مع دورها أو منصبها، وقالت "لقد كانت قبعة أنيقة، الحقيقة أنها كانت مصممة لفنانة، ولكنها غير مناسبة تمامًا لشخصية سياسية، لقد تعلمت الدرس منذ ذلك الوقت، إذا أردت ارتداء قبعة أنيقة، سأرتدي قبعة باهتة تمامًا".
ونشأت تاتشر كابنة بقال، حيث اعتادت أن تساعده في محله، الأمر الذي ساعدها على أن تصبح على علم بالموضة العملية، الأحذية المريحة، مثل أحذيتها ذات الكعب المنخفض، الذي كانت تفضله دائمًا عن الكعب العالي، مهما كان الأخير مواكبًا للموضة، كما كان يتعمد والديها تعليمها شراء الملابس والاكسسوارات التي تدوم لفترة أطول، مثل حقيبتها السوداء من "اسبري"، التي تستمر لعقود، والتي بدت وكأنها لا تزال جديدة، حين تم بيعها في مزاد "كريستيز" في عام 2011، مقابل 25 ألف دولار.
وبحثت إبي مورجان موضة وأزياء تاتشر، حين كانت تكتب نص فيلم "المرأة الحديدية"، الذي صور كيف كانت تاتشر تُنصح بأن تجعل صورتها تبدو أقل رثة، في محاولتها للفوز بالسلطة، بما في ذلك الإقلاع عن ارتداء القبعات وأقراط اللؤلؤ، لكنها رفضت التخلي عن الأقراط، لأنهم كانوا ذو قيمة عاطفية، حيث قدمهم لها زوجها دينيس، حين أنجبت طفليها التوأم.
وقالت مورجان، بعد طرح الفيلم في دور العرض، أن "صناع النجوم كانوا يخبروها دائمًا ماذا ترتدي، ولكنها كانت تعلم بالفعل كيف ترتدي، لقد كانت واحدة من هذا الجيل من النساء اللاتي تدربن أن يظهرن بصورة معينة، تسريحة الشعر، القبعة المناسبة، القفازات، الحذاء والحقيبة، كان أسلوبها في التبرج ملكي جدًا، وزيها ملكي أيضًا، أعتقد بأن رئيس الوزراء السابقة كانت تعلم كيف ترتدي ملابس من تصميم ماريان آبراهامز (مدير تصميم Aquascutum)، وهي واحدة من أفضل ماركات الأزياء لدى السياسين، وهي تعرف بدقة ماذا تريد، لاسيما ما يتناسب مع كتفيها، وأنها كانت تعرف أن ما ترتديه في عالم السياسة، الذي يهيمن عليه الذكور، سيساعدها على أن تُعامل بجدية، دون ان يفقدها أنوثتها، وهذا مايفسر سبب حبها للبلوزات ذات رباط فراشي الشكل، وحين نتطرق إلى الألوان، فإنها كانت دائمًا مغرمة بوضع ظلال من لونها المفضل، الياقوت الأزرق، وكانت تُفضل ارتداء هذا اللون في المناسبات العامة، بعد أن تم استبعادها من السلطة، وكان اختيارها للأزياء مقتبس من عصر الثمانينات، وبفضل فيلم المرأة الحديدية، تم إحياء تفاصيل أخرى من أزياءها للموضة، مثل ياقة الملابس المسطحة، والتنورة متوسطة الطول".
يذكر أن العديدون ناصروا أسلوبها في اختيار الملابس لسنوات، بما في ذلك حقيبة رجال الأعمال من تصميم آنيا هيندمارش، التي صرحت لمجلة "فوغ " قائلة "أنا دائمًا معجبة بمارغريت تاتشر، فهي ترتدي دائمًا ملابس كأمراة قوية، وتطور من أسلوبها، لدرجة أنها كان لديها ماركة وأسلوب خاص بنفسها، شعرها، ياقتها، أقراطها، حقيبتها، كل ذلك أصبح مشهورًا".