نيويورك ـ سناء المرّ
يقع المقر الرئيسي لشركة "كوتش" في نيويورك، وهو مبنى أبيض يرتفع بين الغيوم – حيث عدد ضخم من الطوابق في وسط المدينة مع هادسون في الخلفية، وهو مبنى هادئ من الأسطح اللامعة والنوافذ التي ترتفع من الأرض للسقف، ويمثل نعومة الحياة بمنهاتن، هذا إلى أن يدخل جيمس فرانكو في نوبة من الضحك المعدي أثناء استلقائه على الأريكة، مشعث الشعر، مرتديا حذاء كونفرس، وسترة غريبة الشكل.
ويقول فرانكو: "إن ذوقي دائما يتجه نحو السهولة والراحة: سترة وقميص أبيض وجينز، أنا لا أحبذ بذل الكثير من المجهود في الملابس، وكنت دائما أكثر سعادة في ما أعتقد أنه الأسلوب الأميركي الكلاسيكي"، ولهذا ليس من قبيل المصادفة أنه اختير ليكون وجه حملة عطر الرجال الجديد من شركة "كوتش".
قد تكون "كوتش" مقرها الولايات المتحدة، ولكن اليوم تسعى العلامة التجارية لتحقيق أغراضًا جديدة بفضل المصمم البريطاني ستيوارت فيفرز، الذي انضم للشركة في عام 2014 وأنشأ خطًا للملابس الجاهزة، بعدما كانت العلامة قاصرة على الأمتعة، ويقال إن الشركة تسعى لتصبح "لويس فيتون" الأميركية، بعدما اشترت العلامة التجارية لحقائب اليد كيت سباد مقابل 2.4 مليون $ في يوليو/تموز، ويقول فرانكو: "أعتقد أن أكثر ما أثارني بشأن كوتش هو أنها شركة أميركية، وأن ستيوارت يحتفي حقا بذلك، إنه ينظر إلى عصور في التاريخ الأميركي، يصادف إنها ما أتطلع إليه في أسلوبي الشخصي، ذلك الإحساس المرتبط بالخمسينيات".
وتأتي الكولونيا مع زجاجة مصممة لتعكس الألوان الرمادية لمدينة نيويورك، مع شعار "كوتش" التقليدي منقوش عليها، لتمزج بين الماضي مع حداثة المينة، وكان فرانكو قد تورط في قضية سرقة أثناء مراهقته، وكانت في الواقع سرقة مدفوعة بجاذبية وإغراء رائحة عطر، فيقول عن ذلك: "كان لدينا مجموعة لسرقة الكولونيا، وأوقفت عندما كنا في المدرسة الثانوية، كنا نسرق العطور من المتاجر المحلية ونضعها أثناء الذهاب لحفلات المدرسة، وكانت هذه هي المرة الأولى للتفكير في الفتيات، وفي تكوين علاقات حميمة مع الناس - تحتاج إلى أن تكون قريبا من شخص لتشم رائحة العطر - والكولونيا تساعد في جزء كبير من ذلك".
وكان العمل الذي قام به فيفرز لتصميم العطر هو التقاط روح الرجل الذي يمثل شركة "كوتش"، روح وجودية مع ميل للنزوات، مع الإشارة للأعمال الفنية بالستينيات، والصور الظلية لبروس سبرينغستين، ورحلات الطريق، يقول فيفرز: "لقد كنت مهتما بهذه القصة الأميركية البديلة لدى كوتش، في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات، وولادة ثقافة مضادة وثقافة الشباب"، ويضيف: "إن القفل الذي يمثل جزء أثاثي في جميع الأكسسوارات، ويظهر بأعلى الزجاجة، يأتي في الواقع من سيارة رياضية كلاسيكية بالخمسينيات يملكها المدير الإبداعي الأصلي بوني كاشين، لذلك هناك بعض العناصر القديمة مدمجة بمنتجات الشركة بالفعل"، وجاء العطر مزيج من روائح النجيل الهندي مع جلد الغزال والبرغموت، مما يجعله يستحضر سحر ريفي وعميق مرتبط بالأرض، إنه إشارة إلى الرومانسية التي تتناغم مع أسلوب فرانكو الخاص.