باريس ـ مارينا منصف
وصلت عروض أزياء ربيع/ صيف 2018 إلى نهايتها، ولن يتنفس أحد الصعداء أكثر من جيش عارضات الأزياء الذين طاروا من مدينة إلى أخرى على مدى الأسابيع الأربعة السابقة، ليحضروا تيار لا ينتهي من تجارب الأداء، والاستدعاء، وجلسات أخذ القياس، مع المشاركة في عشرات العروض على الأغلب. في حين أن هناك بريق لا يمكن إنكاره في العمل بعروض الأزياء، هناك أيضا الكثير من الحقائق الغريبة التي تأتي مع هذه الوظيفة التي لا مثيل لها، وفيما يلي تتحدث عارضات الأزياء عن الإيجابيات والسلبيات المرتبطة بالمشاركة في دائرة عروض الأزياء خلال شهر الموضة .
الاستعداد
بالنسبة ل إم أرودا، التي شاركت في 37 عرضا رائعا هذا الموسم وحده، يبدأ الاستعداد لموسم منصة الأزياء "قبل أسبوعين تقريبا" عندما تبدأ الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مرتين في الأسبوع "للقيام ببعض تمرينات القلب الخفيفة"، وتقول: " أحاول أن أتناول طعام صحيا أكثر بالقرب من بداية الموسم، مع إضافة المزيد من الفواكه والخضروات والبروتين في وجباتي "، وتضيف بالإشارة إلى واقع معتاد: "ولكن لدي حب شديد للحلوى، لذلك كان هذا تحديا".
وبالإضافة إلى الاستعداد الصحي، تميل عارضات الأزياء إلى تكوين إستراتيجية مع وكالاتها في الأسابيع التي تسبق عروض الأزياء، لتحديد أي من عروض الأزياء والمدن ستضع عليهم تركيزها، وتقول لارا مولن، التي عرضت لأرماني وسيلين وبرادا على مر السنين: "دائما ما أجري محادثة مع وكلائي قبل الموسم، حول ما هو متوقع، وكيف نريد أن يمر الموسم".
كيف هي تجارب الأداء حقا
قبل السير على منصة الأزياء تأتي تجارب الأداء، حيث يتم دعوة عارضات الأزياء لمقابلة المصممين على أمل أن يتم اختيارهن لعروضهم، هناك إجماع أن تجارب الأداء يمكن أن تتخذ عددا لا يحصى من الأشكال، تقول أنابيل لونغدن التي قدمت أول عرض لها في عرض برين عام 2017: "بعض التجارب تكون سريعة حقا، أقدم فقط بطاقة العمل وأسير لمديري تجارب الأداء، ولكن يمكن لبعض التجارب الأخرى أن تكون فوضى مع مئات من الفتيات بدون نظام محدد للطابور".
وفيما يتعلق بما يحدث فعلا، تقول أرودا: "تضع الكعب العالي الخاص بك، وتقف في الطابور، تسلم المدير بطاقة، وعادة ما تبدأ في المشي لهم، وأحيانا إذا أعجبوا بك يأخذون صور لك، تجرب بعض الملابس من المجموعة الخاصة بهم، وأحيانا سوف يأخذون القياسات الخاصة بك، والتحدث إليك ومحاولة التعرف عليك قليلا مثل من أين أتيت، وكم عمرك، وكيف هي شخصيتك"، ثم تضيف: "كل تجربة أداء يمكن أن تستغرق بين 5 دقائق و 5 ساعات اعتمادا على العميل".
تقول مولن: "يمكن أن تكون تجارب الأداء عديدة وطويلة، ولكن كلما طال أمدك بها، قل عدد التجارب التي تحتاج للذهاب إليها فعليا، لأن المصممين ومديري تجارب الأداء يصبح لديهم فكرة عما إذا كانوا يريدونك أم لا، الآن أذهب إلى تجارب الأداء التي تناسب الإستراتيجية التي أنشأتها مع وكلائي ، وكذلك المشي في بعض العروض لأصدقائي من المصممين."
وفي حين إنه لا يوجد "يوم نموذجي" في حياة عارضة الأزياء خلال شهر الموضة، تقول لونغدن إنها عادة ما تكون في الخارج طوال اليوم، "ربما مع القيام بعرض وعدد قليل من تجارب الأداء، أو في بداية أسبوع الموضة تتراوح تجارب الأداء بين اثنين إلى اثني عشر"، ولكن الحصول على أكبر قدر ممكن من النوم ، مع تناول الفيتامينات، والتوقف لأخذ راحة على الأقل مرة خلال النهار هي المبادئ الأساسية التي يعيش بها الثلاث عارضات.
واقع عروض الأزياء نفسها
تتذكر مولن أول عرض لها لألكسندر وانغ في نيويورك، فتقول: "أتذكر الفزع بسبب أنني لم أكن أرتدي الكعب من قبل، ولكن الأدرينالين والإثارة دفعاني خلال التجربة كلها"، كان هذا عام 2011، وكانت قد اُكتُشفَت لعرض الأزياء قبل أربعة أسابيع فقط.
تستطيع أرودا تذكر مشاعرها في بداية عرضها للأزياء أيضا، فتقول: "كنت أعمل حصريا مع بروينزا شولر، وكنت متحمسة لدرجة أنني لم أستطع النوم في الليلة السابقة، وأتذكر الخروج إلى منصة الأزياء، وكل ما شعرت به هو تدفق الأدرينالين، كان مزيجا من الحماس والعصبية"، "كنت سعيدة جدا بعد انتهاء العرض، كان شعورا سرياليا جدا في ذلك الوقت، أتذكر مشاهدة الفيديو في وقت لاحق على الانترنت والبحث عن جميع الصور لإرسالها إلى عائلتي في الوطن. "
مع القيام بالعديد من العروض، أصبح شعور مولن و أرودا أكثر ثباتا أثناء التبختر على منصة الأزياء مع عيون المئات مسلطة عليهما، ولكن لا تزال تمثل بعض العروض علامة بارزة بالنسبة لهما، تقول أرودا: "أفضل الذكريات هي دائما عندما يكون العرض الذي تعمل به فاق المتعة أو عندما يحدث شيء غير متوقع، في بعض الأحيان تصل إلى مكان العرض وتجد أحدهم يقول ليصعد الجميع على هذه الحافلة، ويأخذونك إلى مكان بعيد أو موقع جميل، وفي بعض الأحيان يحولون منصة الأزياء إلى حفلة من نوع ما، أو ينفذون شيء غريب، أنا دائما ما أفكر كم أنا محظوظة عندما أحصل على فرصة لتجربة شيء غير عادي من هذا القبيل".