أزياء فيندي

ظهرت أزياء فيندي على جميع إطلالات الممثلات، على شاشات السينما والتلفزيون، بداية من الممثلة ميراندا بريستلي في فيلم "The Devil Wears Prada" إلى النجمة العالمية غوينيث بالترو، في فيلم "The Royal Tenenbaums"، ويكشف معرض جديد في روما، العلاقة بين الموضة والسينما.

تعدّ صناعة الأفلام وصناعة الأزياء أقرب المجالات لبعضهما البعض، حيث يفضل الفيلم الإيطالي أزياء العلامات التجارية الإيطالية الشهيرة، والتي ظهرت في أفلام الكتاب العظماء، امثال فيليني وفيسكونتي في الماضي، وباولو سورنتينو ولوكا غواداغنينو في الوقت الحاضر.

وتعتبر العلامة التجارية "فيندي"، بيت الأزياء الإيطالي الذي يجلس خلف بعض إطلالات البطلات الأكثر عصرية في الافلام: من ازياء وودي الن في "Blue Jasmine"، وأناقة ميشيل فايفر في فيلم "The Age of Innocence".

وبالاشارة إلى غوينيث بالترو، قالت انها تمكنت من حفر اسمها إلى الأبد في تاريخ الفيلم الأميركي، ليس فقط من خلال فيلم "Shakespeare in Love" الذي حصلت من خلاله على جائزة الأوسكار، ولكن لمعطف فيندي من الفرو والذي ارتدته خلال تأدية شخصيتها في فيلم "Royal Tenenbaums" مع المخرج ويس أندرسون في عام 2001 والذي يجسد الكوميديا ​​السوداء. فقد اطلت به مع مكياجا ناعما وماسكارا ملطخة وشعر مستقيم، فلا يزال المعطف يؤثر على إطلالات الشارع اليوم.

في المونتاج، نكتشف أن الفنانة مارجوت روبي كانت ترتديه دائما، وعلى الرغم من أن ذلك يعد على الأرجح علامة على عدم التوازن، ولكن لا يمكن إلقاء اللوم عليها. في الواقع، انه يعد من انواع المعاطف الجيدة.

هذا المعطف الدقيق وعشرات من قطع الأزياء الأخرى على الشاشة هي موضوع معرض مقره في روما ديلا سيفيلتا بالازو في إيطاليا، في عرض حافل، باستخدام أحدث التقنيات، يمكن للزوار أن يفهموا كيف كانت فيندي، تدعم صناع السينما على مدى عقود، يقول الرئيس التنفيذي بيترو بيكاري: "إنها قصة حقيقية وليست مصطنعة، ولكنها ليست مرتبطة بالمنتج، إنها أشبه بالثقة، والعلاقة المتبادلة التي نمت على مر السنين بين فيندي والسينما".

وجاء تأثير فندي الأول في الفيلم عندما طلب منه أن يختار أزياء النجمة السينمائية الإيطالية سيلفانا مانجانو في فيلم "Conversation Piece" للمخرج لوتشينو فيسكونتي، عام 1974. 
ومن المعروف حتى ذلك الحين أنها قدمت خزانة مانجانو بأكملها، وقد شجع نجاح المشروع أبناء مؤسسي العلامة التجارية، أديل وإدواردو، مواصلة المضي قدما في هذا المجال. 
اليوم أصبح عددا كبيرا من المشاهير من أبرز محبي العلامة التجارية من امثالهم صوفيا لورين، والتي اصبحت صديق عظيم وعميل مهم، بالاضافة إلى المغنية كيارا ماستروياني و والدتها كاثرين دينوف والممثلة الامريكية شارون ستون أيضا.

أقامت شقيقات فندي علاقة مع المديرين ومصممي الأزياء الذين حققوا أرباحا كبيرة. كارلا - التي توفيت في وقت سابق من هذا العام - كانت صديقة للمخرج وودي آلن، وفرانكو زيفيريلي، وعلى وجه الخصوص، المخرج فيديريكو فليني الشهير.

ومع ذلك، فإن هذه العلاقة ليست تاريخية فحسب، بل تواصل فيندي دعم صناع الأفلام الأصغر سنا. وشملت الأزياء الفخمة لماري أنطوانيت والتي جسدت شخصيتها صوفيا كوبولا الحائزة على جائزة الأوسكار من خلال تصاميم  العلامة التجارية. كما طلب ويس أندرسون فيندي ليس فقط لتوفير معطف تيننباوم، ولكن للحصول على ازياء بها مزيجا آخر من الاناقة والانوثة.
وقد ساهم المصمم الالماني الشاب كارل لاغرفيلد، الذي يلقب بالطفل السادس للزوجين فندي، في اكتساح العلامة للعالم، بفضل معاطف الفرو التي صممها، إلى جانب منتجات متنوعة، وحرصت سليلات عائلة فندي على تطويرها، على مر عقود ،ما شد الزبائن إلى منتجات هذه العلامة، التي يصفها خبراء الموضة بالفاتنة والمتطورة والرومانية.

عام 1925 وفي قلب العاصمة الإيطالية روما، افتتح الزوجان أديل وإدواردو فندي معملا لصناعة معاطف الفرو والمنتجات الجلدية، وبفضل نوعية تصاميمهما وجودة عملهما، ذاع صيتهما، ليس فقط في روما بل في الخارج أيضا، مع بداية أربعينيات القرن الماضي. لكن هذه العلامة لم تحلق عاليا إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حين بدأت البنات الخمس اللواتي أنجبهن الزوجان فندي العمل في المعمل، وما هي إلا فترة قصيرة حتى نجحت الفتيات: آنا وفرانكا وباولا وكارلا وإلدا، في تحويل العلامة الى امبراطوية حقيقية في مجال الموضة

استنجدت الشقيقات الخمس عام 1965 بخدمات لاغرفيلد، الذي أعاد تصميم الفرو الذي كانت تصنعه الدار ومنحه الستايل الذي بقي عليه كما زوده ببطانة زادته أنوثة وجمالا. وأصبح لاغرفيلد المدير الفني لدار فندي، وهو من ابتكر الشعار الشهير للعلامة، الذي أتى في شكل حرف F مزدوج، وأدى ذلك إلى صعود نجم العلامة التي حققت عام 1966 نجاحا غير مسبوق بفضل تشكيلة معاطف فرو راقية.

ويعود الفضل في انتشار "فندي" أيضًا إلى حقيبة "الباغيت" التي صممتها سيلفيا، قبل أكثر من عشرين عاما، ورغم أن الحقيبة اختفت، تاركة المجال لتصاميم جديدة مثل "بيكابو" فإنها لا تزال تسكن روح الدار التي تسعى لتجديدها كل مرة. وتنتمي سيلفيا إلى الجيل الثالث من سلالة فندي، وقد تقاعدت والدتها آنا وأخواتها الأربع، بعد أن اشترت مجموعة LVMH الفرنسية الدار، أما ابنتها ديلفين ديليتريز، فهي مصممة المجوهرات المعروفة.

قالت سيلفيا فونتوريني فندي حفيدة مؤسسي دار فندي في مقابلة مع مجلة لوفيغارو، إن سر نجاح علامة فندي كان معطف الفرو، وتضيف "الفرو مادة فريدة من نوعها، رغبنا دائما في تحويلها وتحديث ألوانها وتصاميمها:".

وبينما لا يزال ستايل "فندي" يجمع بين البساطة والأناقة والحيوية، تحرص هذه الدار على الترويج لنوع من فن الحياة يتميز بالاناقة والصفاء.
لقد نجح لاغرفيلد الذي عين مديرا فنيا للدار عام 1965،على مر تشكيلاته، في المحافظة على الستايل الفاتن والمتلألىء الذي احبه عشاق الموضة في "فندي"، التي لاتزال تحافظ ايضا على تقاليدها وموروثها بفضل فرائها وملابسها الجاهزة للرجال والنساء والأطفال، علاوة على تشكيلة الاكسسوارات والعطور وديكورات البيت.
وعلاوة على الملابس الجاهزة، تطورت "فندي" أيضًا بفضل الحقائب والاحذية والعطور والساعات والنظارات، بالاضافة إلى خط تجهيزات البيت، ورغم انها اصبحت رائدة في مجالها فإنها بقيت وفية للاناقة والفخامة، ونجحت في تصدير تجربتها للعالم بأسره، وأما سر نجاحها فيكمن في تنوع منتجاتها وروحها الإيطالية.