القاهرة - صوت الامارات
خلّف فشل نظارات "غوغل" دروسًا كثيرة تعلمت الشركة منها. تعلمت منها مثلًا أنك قد لا تكون بحاجة لسترة "جينز" تخبرك بأن السيارة التي طلبتها من "أوبر" وصلت، ومع ذلك فإنك لن تمانع في اقتنائها لو سمحت لك الإمكانيات لأنها ستمنحك بعض السعادة. ومن هذا المفهوم وُلدت سترة "تراكر جاكيت" Trucker Jacket الجديدة التي طورتها شركة "ليفايس" بالتعاون مع "غوغل"، على أساس أنها ستقوم بعدة خدمات قد لا تكون ضرورية إلا أنها ممتعة.
وكانت شركة "ليفايس" قد قدمت سترتها الذكية أول مرة في عام 2020بسعر 350 دولارًا، واستهدفت الأشخاص الذين يتنقلون على الدراجات الهوائية قبل أن تتوسع لشرائح أكبر حسب ما قال بول ديلينجر، رئيس قسم ابتكار المنتجات في "ليفايس": "صنعنا سترة تناسب راكبي الدراجات بداية، ولكنني مصمم أناني وطماع، لذا أردت أن تكون السترة، القطعة المفضلة للجميع وعلى مدار الأسبوع".
سعر السترة الجديدة منخفض مقارنة بالأولى، فهو لا يتعدى 198 دولارًا، علمًا بأنها مزودة بوحدة إلكترونية أصغر مع ميزات موسعة كالتحكم بالكاميرا وإمكانية حفظ الموقع على خرائط "غوغل". وكشف ديلينجر أن السترة الجديدة تستهدف الجيل اليافع، كما الأشخاص دائمي الانشغال ومحبي المهرجانات الموسيقية، أو فقط الفضوليين الذين يحبون استكشاف البيئات المدنية. ولفت أيضًا إلى أننا، كمجتمع، لسنا بعيدين عن سترات الجينز التي ستسهل وظائف كثيرة بدءًا من شراء البطاقات، وتنسيق المواصلات إلى إجراء الاتصالات الضرورية لجمع الأصدقاء
اعتبر المصمم أن ما يتحدث عنه هو المشهد النهائي، متوقعًا أن تعمد شركتا "ليفايس" و"غوغل" إلى إضافة ميزات جديدة على التطبيق مع الوقت.
شكلت فكرة تسهيل الاتصالات في العالم الحقيقي الهدف الأساسي، أو نقطة النقاش الأولى على الأقل، لكثير من المنتجات التقنية القابلة للارتداء، مثل نظارات "غوغل" الآفلة. في عام 2013. ومن على مسرح مؤتمر "تيد"، استعرض سيرجي برين، الشريك المؤسس في "غوغل"، "كومبيوتر الوجه" الذي ستطوره شركته، شاجبًا الطريقة التي يحدق بها الناس إلى هواتفهم. حينها، قال برين: "تقفون ولا تفعلون شيئًا سوى فرك هذه القطعة الزجاجية (الشاشة) التي بين يديكم". بدت فكرة الشريك المؤسس لصنع "كومبيوتر الوجه" غريبة للكثيرين، فيما تفكه عليها بالعض الآخر. بعد ذلك، ومن المنبر نفسه، عمد مسؤول تنفيذي آخر في "غوغل" يدعى إيفان بوبيريف في أبريل (نيسان) الفائت، إلى تناول المشكلة من شق آخر، مع تكرار انتقاد التصاق الناس حول العالم بشاشات أجهزتهم. وظهر بوبيريف على المنبر وهو يرتدي سترة "ليفايس"، وسير شرائح العرض البصري الذي قدمه للحضور عبر النقر على كمه.
خلال عرضه سأل: "هل يمكن أن تصبح الأشياء وسيلة تتيح لنا التفاعل مع حياتنا الرقمية؟ هل يمكن أن يصبح العالم وسيطًا لنا؟ الفكرة الرئيسية هنا هي أن التقنيات القابلة للارتداء تحتاج إلى شيء يرغب الناس حقًا بارتدائه. لقد تعلمنا هذا الدرس من عيوب نظارة غوغل".
وهنا، يأتي دور صناعة الأزياء والإكسسوارات. فإلى جانب "ليفايس"، تعاون قسم التقنية المتقدمة والبحوث في "غوغل"، مع دار "سان لوران" في تصميم حقيبة "سيت - إي" "Cit - E" من الكتان الأسود المزودة بحزام "ذكي" يتيح لحاملها التحكم بهاتفه عبر الإيماء. تتوافق الحقيبة التي يبلغ سعرها 995 دولارًا، مع تطبيق "جاكارد" Jaquard المدمج من "غوغل" والذي يشغل سترة "ليفايس" أيضًا. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الحقيبة أصبحت متوفرة في الأسواق منذ سبتمبر (أيلول) الماضي.
وأشار ديلينجر إلى أنه يتوقع أن تحذو علامات تجارية أخرى حذو "ليفايس"، لتطوير تقنيات خاصة تناسب نوعية زبائنها، مشيرًا إلى أن سترة الجينز "تليق بأسلوب حياة معين"، أي للأشخاص الذين يقصدون النوادي والمقاهي والحفلات والمهرجانات، لذا "طورنا قدراتها بما يليق بهذا الأسلوب"
قد يهمك أيضًا :