أزياء الأميرة ديانا

كانت الأميرة ديانا، إحدى أكثر النساء اللواتي برزن في عالم الأزياء، فضلًا عن أن جمالها ولباقتها قد أسرا قلب العالم بأثره، إلا أنها بعد عشرين عامًا على موتها، ما زالت الأميرة ديانا وأزيائها والمصممين الذين لبست لهم موضع الحديث في كل صحف العالم، حيث نشرت "الديلي ميل" البريطانية تقريرًا عنها وعن الفساتين التي كانت ترتديها للحفلات الخاصة واللقاءات الرسمية والزيارات الخارجية، فمن الفستان المخملي الكحلي الطويل الذي ارتدته حين رقصت مع جون ترافولتا في البيت الأبيض، إلى البلوزة الوردية الناعمة التي ارتدتها في صورة خطوبتها التي التقطها لها اللورد سنودون.
 
ونجح أسلوب ديانا المرهف في إحياء صناعة الأزياء البريطانية، فقد كانت المرة الأولى في تاريخ العائلة المالكة التي ظهر ضمنها شخص يستطيع الناس الارتباط به والتطلع إليه، وكان أسلوب أناقتها قابلًا للتطبيق، حيث أراد الناس أن يكونوا مثلها، وأفضى ذلك إلى ولادة شيء ممتع جدًا في صناعة الأزياء البريطانية، فمن شعرها المصفّف بأسلوب مميز، إلى بلوزاتها المربوطة على الجانب.
 
وأراد الناس محاكاة أسلوبها بشتى الوسائل، وجرى ابتكار موديلات بسعر مقبول لبيعها في المتاجر مثل ماركس إند سبنسر، لمحاكاة الأميرة الأسطورية التي ارتدت أجمل الفساتين بأسلوب أنيق وسهل جدًا، فكانت باختصار رمز الشخص الممكن التطلع إليه والطموح لأن نكون مثله، وامتلكت أسلوبها الخاص في الأناقة، ولم تغرِها أبدًا تيارات الموضة الرائجة، ومع تقدمها في العمر، ازدادت لديها تلك الفرادة المميزة في الأسلوب.
 
وكانت ديانا ترتدي الملابس الرزينة والتقليدية التي ارتدتها مع بدء ظهور الأميرة العلني عام 1981، إلى الأسلوب المذهل الذي عكس ثقة أميرة وايلز في نفسها، حكاية الأميرة ديانا، التي أسرت قلوب عامة الشعب وأضفت لمسة جاذبية ساحرة على العالم الملكي الرزين، تُسرد عبر سلسلة من بذلات كاترين والكر الأنيقة، وفساتين سهرة فاتنة وتصاميم معدة وفق الطلب من جانب مصمميها المفضلين، ولا شك في أن صورة الأميرة ديانا كانت ثورية، فقد استخدمت أسلوبها الفريد في الموضة بطريقة لفتت انتباه العامة.
 
وقالت إيليري لين ان ديانا، أميرة وايلز، كانت إحدى أكثر النساء اللواتي جرى تصويرهن في العالم، وكان يتم تأمل كل خياراتها في الموضة بدقة شديدة، ونجحت في إلقاء الضوء على المصممين وصناعة الأزياء في بريطانيا، فيما تجدر الإشارة إلى أن بعض التصاميم لم تعرض أبدًا أمام العموم من قبل، ومن ضمنها بذلة إيمانويل الزرقاء المطبعة بالمربعات التي ارتدتها ديانا في حقبة الثمانينيات خلال زيارة رسمية إلى مدينة البندقية.
 
وذلك التصميم النادر من ملابس ديانا النهارية تم بيعه أخيرًا في المزاد العلني من جانب الجمعية الخيرية التابعة لقصر كنسينغتونHistoric Royal Palaces.  فثمة فستان تم شراؤه أصلًا بمبلغ 100000 جنيه إسترليني، وبيع بقيمة 240000 جنيه إسترليني في المزاد العلني عام 2013.
 
وظل مظهر الأميرة ديانا مؤثرًا في عالم الموضة، خصوصًا بعد نشر كتاب "ديانا: قصة أزيائها"، والذي يتضمن عددًا من فساتينها الراقية الشهيرة، ويحتفل بعلاقتها مع المصممين البريطانيين، فضلًا عن حبها للأزياء بشكل عام، فقد ركزت المجلات المهتمة بشؤون الموضة على الملابس الرسمية التي ارتدتها الأميرة، فيما أغفلت ملابسها الكاجوال، رغم أن الأميرة التي أحبت البساطة ارتدت الجينز والبلوزات والقمصان التي ما زالت تلهم مصممي الأزياء حتى الآن.
 
 وأحبت ديانا الجينز عالي الخصر أو ما عرف في أواخر الثمانينيات بـ "جينز الأمهات"، وكان زيها المفضل بسيطًا وأنيقًا يتألف من بنطلون جينز وحذاء مسطح، وقميص، وسترة فضفاضة بعض الشيء، وهي إطلالة لا تزال تستخدمها النساء حتى اليوم.
 
 ووفقاً للتقارير، فإن ديانا كانت تشعر أنها على طبيعتها وهي ترتدي الملابس المتواضعة، بحسب مجلة "فوغ"، وتنوعت أزياء الأميرة ديانا بين فساتين فيرساتشي اللامعة وحقائب شانيل الباستيل والفساتين التي تحدد الجسم من مصممتها المفضلة كاثرين والكر، وفي كل مرة لا تفشل أبدًا في الظهور بإطلالة ملكية غاية من الأناقة والرقي.
 
وأضافت لين: "من الرائع أن ترى مدى جرأة الأميرة ديانا في اختيارها للأزياء، فقد تعلمت قواعد الأزياء الملكية غير المكتوبة، وكانت تحب أن تكسرها أحيانًا، ولو بلمسات طفيفة، إذ كانت أول إمرأة من العائلة الملكية ترتدي سراويل في الحفلات المسائية، وكانت تحب الملابس الرسمية، وتفضل اللون الأسود، رغم أن العائلة الملكية لا ترتدي ملابس سوداء إلا في العزاء".
 
وفي شهر العسل الذي قضتة في قلعة بالمورال في اسكتلندا، ظهرت الأميرة ديانا برفقة الأمير تشارلز بسترة وتنورة من صوف "التويد" من تصميم بيل باشلي، ورغم أنها لم تخالف قواعد اللباس التي تتبعها العائلة الملكية في اختيار القماش في هذا البلد، إلا إنها تحايلت عليها في اختيارها لتصميم السترة، فبدا تصميم السترة غير الرسمية القصيرة أقرب إلى التصاميم الحديثة، وهذا ينم عن الخروج بهدوء عن القواعد الملكية الصارمة المتحفظة.
 
وتحرص العائلة الملكية، في عهد الملكة إليزابيث، على نقل رسائل دبلوماسية من خلال اختيار الزي، وكانت الأميرة ديانا تعي ذلك، وتعاونت مع مصممين لنقل سياسة القوة الناعمة الملكية، والتي كانت تمثل جزءًا من مهمتها، وصممت كاثرين ووكر الكثير من فساتين الأميرة ديانا، ولازمتها لفترة طويلة.
لا أحد ينكر أهمية التقاليد والتاريخ، ولكن الأميرة ديانا ومصممي أزيائها آثروا أن يضيفوا تعديلاتهم ولمساتهم الخاصة، وهذا ساعدهم في الترويج للأزياء البريطانية حول العالم، وفي منتصف الثمانينيات، ظهرت ديانا في حلة أبرزت بهاءها وقوامها الممشوق، من خلال إضافة المزيد من التفاصيل والإكسسوارات وتبطين الكتفين، وخير مثال على تصميماتها ذات الفخامة الآسرة يجسده فستان السهرة الأخضر البراق ذو الأكتاف العريضة من تصميم كاثرين ووكر، والذي ظهرت به عام 1986.
 
وتابعت لين: "كانت ديانا تستمتع بالتعبير عن شخصيتها من خلال اختيارها لأزيائها، وكان يحلو لها أن تضع لمساتها الخاصة التي تعكس روحها المرحة، مثل اختيار إكسسوارات غير متناسقة أو لافتة للأنظار، ويتذكر مصمم الأزياء، ديفيد ساسون، كيف كانت عيناها تومضان عندما تجرب الملابس الجديدة، وتقول "بالتأكيد سيعشق الناس هذا الزي".
 
وظهرت الأميرة ديانا عام 1989 بفستان جريء وخلاب من ابتكارات كاثرين ووكر سمي "فستان إلفيس"، بسبب ياقة السترة المرفوعة، وصنع هذا الفستان فائق الروعة من قماش الكريب الحريري، وزاده بهاء التطريز بالؤلؤ والخرز اللامع، وكانت إطلالة الأميرة ديانا في منتصف الثمانينات رائعة، وإن بدت مبالغًا فيها في بعض الأحيان، وكانت أنسب ما يكون لهذا العصر.
 
وتحدثت عنها لين: "اشتهرت إطلالة الأميرة ديانا في هذا الوقت باسم "ديانا ذات البهاء الملكي"، وكانت تعكس اتجاه النساء في هذا العصر إلى إبراز قوتهن وثقتهن بأنفسهن من خلال أزياء رسمية يبرهنّ بها على كفاءتهن، ثم بعد ذلك تلاحظ أن ديانا تفارق هذه الصيحات المتغيرة في الموضة لتتخذ لنفسها إطلالة دائمة التألق، تزامنت مع إحساسها بالثقة في قدرتها على اختيار الأزياء التي تناسبها".
 
ويمثل فستان السهرة المخملي الأزرق، الذي صممه فيكتور إدلشتاين، وحاز شهرة عالمية، مرحلة أخرى بارزة في حياة ديانا، حيث ارتدت هذا الفستان في حفل عشاء في البيت الأبيض عام 1985، حيث رقصت مع نجم هوليود جون ترافولتا، في حركات رشيقة انسيابية على حلبة الرقص، وملأت صورهما معًا الصحف وشاشات التلفاز حول العالم، وكانت الرقصة رسالة جريئة تتباهى فيها ديانا بروعتها وثقتها بنفسها واستقلاليتها.
 
وبعد انفصالها عن الأمير تشارلز، وتخليها عن الألقاب الملكية، أصبحت ديانا أكثر حرية في اختيار مصمميها من غير البريطانيين، مثل فيرساتشي الذي صمم لها الثوب الأزرق المنسدل بنعومة المزين بحبات الخرز الذي ظهرت به على غلاف مجلة "هاربر بازار" عام 1991، وفي هذه المرحلة من حياتها بدت أكثر ثقة ورقة وتركيزًا، واستطاعت أن تشكل دورها العام الجديد الذي مكنها من دعم عدد من المنظمات الخيرية والقضايا الإنسانية.
 
 وأوضحت لين أنها أرادت أن تبدو في مظهر بسيط لكي توجه انتباه الصحافة إلى أعمالها بدلًا من أزيائها، وتعكس الفساتين والسترات والتنورات البسيطة والسراويل القطنية التي ظهرت بها في هذه المرحلة مدى نشاطها ومهارتها في تأدية دورها.
 
وفي عام 1997، جمعت الأميرة ديانا 3.4 مليون جنيه إسترليني للمؤسسات الخيرية في مجال مرض السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية، بعد أن تبرعت بـ79 ثوبًا من ثيابها الباهظة في دار "كريستيز" للمزادات.
 
ومن جانبه، أكد سعيد سيريس، الذي يتولى إدارة شركة كاثرين ووكر، خلفًا لزوجته: "أن الإرث الحقيقي الذي خلفته ديانا كان استغلالها لمنصبها لتسهم في إنقاذ حياة الناس"، فيما تقول لين: "أثرت ديانا في الطريقة التي كان ينظر بها الناس إلى مرضى "الأيدز" والمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ولم ترتد القفازات إلا في مرات معدودة، منها في مناسبة شهيرة، حيث تعمدت أن تخلع القفاز على الملأ لمصافحة أحد مرضى الإيدز، لتكسر المحاذير المرتبطة بهذا المرض.
 
وكانت ديانا تستخدم الزي للتشديد على وجهة نظرها، وفي المناسبات الرسمية، كانت تختار بعناية الأشخاص الذين ستلتقي بهم وتهتم بنظرة الناس إليها، وتضيف لين: "كانت ديانا تختاز زيًا يعكس التواضع والمودة، لحث الناس على معاملتها بطريقة غير رسمية، ولهذا كانت ترتدي ملابس مبهجة عند زيارتها لمستشفيات الأطفال".
 
وأطلقت ديانا على فستانها الأزرق المزدان بالأزهار الذي صممه دافيد ساسون عام 1988 "الفستان الحنون" لأن الأطفال أحبوه، ورغم أن دافيد صمم الفستان مع قبعة، فإن ديانا آثرت الاستغناء عنها وقالت "لن تستطيع أن تحتضن طفلًا وأنت ترتدي قبعة"، فيما أضافت لين: "إن الإرث الذي خلفته الأميرة ديانا هو القضايا الإنسانية التي ناصرتها والأشخاص الذين أثرت في حياتهم".

ومع الحاجة المفاجئة والمرهقة لعدد لا يحصى من الفساتين  للمناسبات، والعشاء الدبلوماسي والجولات الأجنبية، لم يكن هناك مكان لديانا لتغيير النظام المجتمع البريطاني القديم الكبير، وكان المصممون مثل بلفيل ساسون وفيكتور إدلستين وجينا فراتيني، وهو المفضل لدى إليزابيث تايلور، يعرفون كل شيء عن الزي الرسمي لأجيال من العائلة المالكة والأرستقراطية وباستثناء مصممي فستان زفافها ديفيد وإليزابيث إيمانويل، كانت المجموعة العمرية "الآمنة" اجتماعيًا التي كانت وراء مقدمة ديانا الأولى للروايات الرسمية. في وقت مبكر من عام 1983.

والتقطت ديانا ثوب أولدفيلد للقيام بجولة إلى أستراليا، فستان الشيفون الأزرق المذهل المبهر، الممزوج بالخيوط الفضية مع مشبك من الفضة، تلبس في جمعية خيرية في سيدني، كانت لطيفة جدًا، طويل القامة ، ولها بشرة جميلة،" يتذكر جاسبر كونران، الذي صمم لها بدلة، ضئيلة لارتداء في حفل مسائي مع المغني بريان ادامز في الجولة الكندية عام 1986. ووضعت المصممة الفرنسية المولد كاثرين ووكر نظرة جديدة مع الأميرة الشابة كما لو كان العلم، والنحت عمدًا فساتين لتصوير بشكل جيد من كل زاوية، وقد تم طلب مئات من فساتين السهرة، بما في ذلك أكثر من 500 من قبل ووكر وحدها، وبحلول عام 1994، وتشير التقديرات إلى أن خزانة ديانا بأكملها كانت تبلغ نحو مليون جنيه إسترليني.