ميلانو - ليليان ضاهر
أفسح بيت أزياء "دولتشي & جابانا"، خلال عرض الأزياء في أسبوع الموضة في ميلانو، المجال أمام الأطفال من جميع الأعمار، حيث رحب بالرضع والأطفال الصغار والحوامل على منصة العرض، كما قدم مجموعة من الملابس الرياضية المطبوعة برسومات العاملين في بيت الأزياء الشهير تحية رائعة إلى "ماما".
وأطلق "دولتشي"، تنبيهًا لطيفًا للأمهات والزوار من أجل إحياء المجتمع الذي قارب على أن يشيخ، بأنَّ إيطاليا تعاني من أدنى معدل مواليد في أوروبا، من خلال العرض اللطيف الذي قادته الأم الإيطالية التقليدية، متمثلة في صوفيا لورين والأم تيريزا معًا، وحذّر العرض من الانقراض الذي ينتظر إيطاليا في نهاية المطاف.
وقدَّمت دار الأزياء الإيطالية الأشهر في مبادرة من ملفتة لإنقاذ المجتمع، تشكيلات منوعة من الملابس تكريمًا للأمهات، محذرًا في الوقت نفسه، "إذا لم تؤدي النساء إلى ارتفاع عدد السكان في تسعة أشهر؛ فلا يوجد أمل في الرجولة الإيطالية"، لاسيما أنَّ هذه الملابس تجعل المرأة تبدو أكثر جمالًا بالتأكيد.
وكان هذا تخصص "دولتشي آند غابانا" الكلاسيكي، الذي أعاد قراءة معلومات عن اتجاهات الموضة المفضلة لديهم من الخمسينات والستينات، إذ تم إلغاء خط الخصر بمهارة وتعديل "بنس" الوسط؛ لجعل الجذع يبدو متناسقًا والساقين أطول، مثل بيانكا بالتي، التي كانت حاملًا في شهرها السادس، كإثبات.
لم يظهر طفل بالتي في العرض، إلا أنَّ 11 طفل آخرين وضعوا على المنصة مع أمهاتهم، بما في ذلك إميلي الصغيرة مع والدتها أشلي جود، والجميلة أزورا مع إلويس فونتيس ورافاييل مع أولغا سيرف، كما لم يشهد العرض نوبة غضب واحدة، ولا حتى من البالغين.
وتميَّز العرض بأنه كان خارج أي معايير، بل أنَّ بعض الدموع ذرفت في الصف الأمامي، لاسيما من الأم الكبيرة البالغة من العمر 84 عامًا ستيفانو غابانا، على الرغم من أنَّ السبب لتلك الدموع قد يكون فقدها "الآيباد" الذي قدم أخيرًا لها.
وصرَّحت السيدة جابانا، بأنَّه "من الجيد أن نرى العواطف على المنصة، وتحدثت مع دومينيكو عن هذا الموضوع، وقررنا المضي في الطريق، فمهمتنا مثل ريبورتاج الاجتماعي، لقد أردنا أن نشيد بدور الأسرة ونظهر كم هي مهمة، الآن أكثر من أي وقت مضى".
وكان توقيع "دولتشي آند غابانا" رقيق للغاية، سترة مصممة مع حشو على الوركين، القابلة للإزالة، إذ بدت فاتنة وعملية لاسيما في الصوف كريم، وبالطريقة نفسها أيضا جاءت التنانير الضيقة والطويلة، والفساتين القصيرة، المنتشرة هذه الأيام.
أما الرسومات المطبوعة فكانت من تصميم أطفال العاملين في "دولتشي"، إذ طبعت على الحرير، ثم طرز الدانتيل والصوف برسائل المحبة، أو زينت بورود حمراء أو مجوهرات رقيقة؛ لأن الأمومة ليست شيء يستهان به، وفي بعض الأحيان لأنها آم تقليدية جدً، فقد تختار قبعة على حوافها شيء من "الدانتيل".
وقد اجتمعت موارد "دولتشي آند غابانا" المالية، جنبًا إلى جنب مع خفة دم المصممين وبراعة ورش العمل لتمكينهم من استكشاف كل زاوية في موضوع الأمومة، وصولًا إلى كعب شفاف لأحذية "التانغو" الحريرية، المتناغمة مع حقيبة يد مليئة بمحتويات تخص ماما، كأحمر الشفاه على سبيل المثال.
وعادت تيجان الرأس كإكسسوار هذا الموسم، لكن وظيفتها تغيرت من تزيين الرأس والعبادة، لتتضمن سماعات الرأس، ولو أنَّ تلك السماعات ملك لماما، دعونا نأمل أنها ستمنع الضوضاء عنها.