دبي – صوت الإمارات
تصاميم ريم عكرا قطع فسيفساء جديدة يستكمل بها عالم الأزياء لوحته الإبداعية الناقصة التي تستوحيها المصممة اللبنانية من سحر الشرق وعبق أساطيره، ولاتزال تكرسها عبر سلسلة من النجاحات العالمية التي تجعلها أحد أهم أسماء الموضة والجمال في العالم، بعد أن شكلت تصاميمها علامة مميزة وفارقة في الولايات المتحدة الأميركية، البلد الذي اختارته لتقديم إبداعاتها لعدد من نجوم العالم ومشاهيره، وجسدت به شغفها بأسرار الشرق الذي احتضن طفولتها البعيدة في لبنان، موطنها الأول الذي تعود إليه هذه المرة عبر "دبي"، المدينة التي عشقت ألقها فعادت إليها أكثر من 50 مرة.
وكبرت أحلام ريم عكرا لاحقًا فعانقت النجومية والشهرة من دون أن تنسى الشرق الذي أسعف مخيلتها لابتكار بصمة جديدة فرضت اسمها في عالم الموضة والأزياء في العالم، فاستذكرت منها آخر مجموعة عرضتها المصممة في عام 2015، واستوحتها من التصاميم التراثية العربية التي لفتت الانتباه مرة أخرى إلى الجمال الذي يخفيه الشرق في لمسات عكرا السحرية الأنيقة على أكبر منصات الموضة العالمية وسجادات هوليوود التي تصفها قائلة: "المرأة الأجنبية مفتونة بروح الشرق الذي تعتبره مصدرًا للسحر والجمال والأنوثة، وأعتبره كمصممة بوابة مشرعة على عالم لا متناهٍ من الأفكار الإبداعية الجديدة والملهمة"، وتضيف "أحب تقديم المفاجآت في تصاميمي، وأبتعد عن كل ما هو تقليدي ومتوقع، ولا أتخيل فكرة تقديم عرض متوقع التفاصيل والتصاميم، رغم أنني أعمل على (ثيمة) محددة في كل مجموعة أصدرها، وأعمل على تقديمها بشكل مختلف وجديد كل مرة، مثلما حدث في مجموعة (ألف ليلة وليلة) التي استوحيت تصاميمها من فساتيني الشبابية التي احتفظت بها في خزانتي في لبنان، وعدت إلى دبي لأقتني قماش مجموعتي الجديدة التي نقلت فيها عبق الشرق وذكرياته المليئة بالحنين بحس وذوق يعبّران عن جمال المرأة العربية ورهافتها".
وتتحدث المصممة العالمية عن الجهد والوقت اللذين صرفتهما للوصول إلى أهدافها وتحقيق ما تصبو إليها، بعد سنوات طويلة من العمل والصبر والاجتهاد، حالها حال أغلب مصممي الأزياء العرب الذين استطاعوا الوصول إلى العالمية، إذ تقول: "لن أتحدث عن المؤهلات التي يجب توافرها في مصمم الأزياء الباحث عن النجومية والشهرة، ويكفي أن أذكر الجمهور بأن إيلي صعب بدأ مشواره في هذا المجال منذ عام 1982، في الوقت الذي بدأت مسيرتي في مجال التصميم في عام 1997، وهذا ما يقودنا إلى الحديث عن قيمة الإرادة والعمل والاجتهاد في نجاح المصمم الذي يبقى في ميدانه باحثًا دؤوبًا عن الابتكار والتجديد"، وهذا ما ثبت مكانتها في الخارج، وجعل نجمات هوليوود يستمتعن بتصاميمها المستوحاة من الأجواء العربية والشرقية، لأنها "تجيد إبراز جمال المرأة العصرية والاهتمام بأدق تفاصيلها، ما يجعلها مرتاحة في التعامل معها، قريبة من توقعاتها من التصاميم والأفكار التي تقترحها في هذا المجال"، كما تتحدث عن خصوصية المرأة العربية وأناقتها في اختيار ما يتناسب مع شخصيتها، قائلة: "لا أضيف جديدًا حين أتحدث عن اهتمام المرأة العربية بالأزياء وشغفها بالمكياج، وبكل مخرجات الموضة والجمال التي قطعت فيها المرأة العربية أشواطًا جعلتها تتصدر مشهد الأناقة في العالم، بفضل اهتمامها بنفسها وبجمالها الخارجي الذي تضيف عليه المرأة الشرقية إحساسها الداخلي الدائم بأنوثتها".
ولا تنسى ريم أن تتحدث مطولًا عن تجربتها الجديدة ومشاركتها كرئيس لجنة تحكيم في برنامج الواقع الجديد "فاشن ستار" الذي انطلق أوائل فبراير الجاري على قناة "دبي ون" وقناة دبي الأولى، ويعنى بمجالات الأزياء والموضة في العالم، حيث تقول: "سعدت بترشيحي من قبل شبكة قنوات دبي لأشارك الجمهور خبرتي في هذا المجال رغم انشغالاتي الكثيرة في هذه الفترة، ما جعلني أكرس المزيد من الوقت والجهد للتنسيق بين التزاماتي الموزعة بين دبي ونيويورك، وهذا ما يشعرني بالمسؤولية المختلطة بشيء من السعادة لتقديم جزء من وقتي وخبرتي في مجال الموضة للمواهب العربية الناشئة الباحثة عن فرص التألق والمنافسة عربيًا وعالميًا"، وتضيف "مقتنعة بهذا الدور، وهذا ما جعلني في السابق أنحاز الى تكريس هذه القناعة من خلال انضمامي إلى عضوية مجلس إدارة (مجلس دبي للتصميم والازياء)، لأنني أرغب بشدة في تشجيع صناعة الأزياء والموضة في العالم العربي، ومساعدة المصممين الجدد في العالم العربي".