ستيفانو دي باتيستا

كسر عازف الجاز الإيطالي، ستيفانو دي باتيستا، ما يسمى "الجدار الرابع" في مسرح القصباء، مساء الأحد الماضي، حين نزل من على الخشبة ليعزف بين الجمهور، ويتنقل في المدرج، وسط أجواء مرحة أضفاها العازف القدير. وقدم باتيستا عزفًا على آلة الساكسفون، برفقة تين تن سلوت على آلة الدرامز، وجامبير باربدا على آلة الكونترباص، وجويلام مارسيناك على البيانو، في حين "أبكى" الساكسفون في عزفه المنفرد لمقطوعة تكتظ بشحنة حزن كثيفة، كما لو أنها عويل على فقدان عزيز.

وتفاعل الجمهور مع موسيقى باتيستا الذي كان يعزف بجسده وآلته الموسيقية معًا، في الحفل الرابع من الدورة الثالثة لمهرجان الشارقة للموسيقى العالمية، الذي ينظمه مركز فرات قدوري للموسيقى، وبرعاية هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق".

وكان عشاق موسيقى الجاز على موعد مع إبداعات ستيفانو دي باتيستا، عازف الجاز الإيطالي على آلة الساكسفون، الذي أمتع الجمهور بمجموعة من المقطوعات والألحان الموسيقية العذبة، برفقة عزف على البيانو والدرامز والكونترباص. ورسم دي باتيستا على خشبة المسرح لوحات موسيقية سحرت الجمهور، وعكست هذه اللوحات اللون الموسيقي الإيطالي، وأعادت أذهان الحضور إلى القرنين الـ15 والـ19، خلال فترات اازدهار لموسيقى الإيطالية، عندما تأسست مدرسة البندقية التي تعد من أهم وأشهر مدارس الموسيقى في العالم.

ومن أبرز المقطوعات التي تم عزفها خلال الحفل، مقطوعة "كوكو شانيل" التي أهداها ستيفانو دي باتيستا لمصممة الأزياء الفرنسية الشهيرة، كوكو شانيل، أول من أدخلت البساطة الراقية إلى عالم الأزياء، وكانت من بين الأشخاص الموجودين في لائحة أهم 100 شخصية عالميًا، والأكثر تأثيرًا في القرن الـ20. ويعد باتيستا، المولود في مدينة روما عام 1969، من أمهر عازفي موسيقى الجاز على آلة الساكسفون على مستوى العالم، وتشعر في معزوفاته كأنه يعيد تمجيد تاريخ موسيقى الجاز، بينما تتراقص أنغامه بسرعة ونعومة لترسم لوحة موسيقية بديعة.

وكان قد تخرج بامتياز في المعهد الموسيقي بروما وهو في الـ21 من عمره، وخلال بضع سنوات، أصبح يقدم عزفًا منفردًا بمصاحبة موسيقيين من مختلف أرجاء العالم.