الدار البيضاء ناديا احمد، شيماء عبد اللطيف
أسدل الستار للفضاء التاريخي "باب المكينة" في فاس، على فعاليات الدورة 21 لمهرجان "فاس للموسيقى العالمية" العريقة بحفل فني كبير للفنان الإماراتي حسين الجسمي.
وكان جمهور المهرجان على موعد مع حفل استثنائي بكل المقاييس لفنان استطاع أن يفرض نفسه بقوة على الساحة العربية من خلال مجموعة من الأغاني التي اكتسبت كل مقومات النجاح وترددها الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج، وقدم الجسمي خلال الحفل الذي حطم الرقم القياسي من حيث عدد الجمهور الذي تتبع فقراته، بأغانيه المميزة: "بحبك وحشتيني، وفقدتك، والله ما يسوى، وبودعك، بحر الشوق، حبيبي برشلوني .. وغيرها".
واستطاع الجسمي من خلال أدائه الرائع لمجموعة من الأغاني والمقطوعات الفنية، أن يرحل بالجمهور إلى عوالم الإيقاعات الموسيقية العربية الأصيلة، خصوصًا في منطقة الخليج العربي التي ساهمت فنانوها في تطوير الأغنية العربية من خلال إبداعات فنية شكلت إضافات نوعية في المشهد الموسيقي العربي.
وبرع الجسمي الذي كان يلح في كل مرة على الجمهور أن يرافقه بالغناء في تقديم باقة من الأغاني التي تحتفي بالجمال وبالمحبة في قالب فني يعطي مساحات وازنة للجمل الموسيقية القصيرة، كما يفسح للكلمة الهادفة والموزونة التي يزيدها بهاء أداء الفنان الذي يتميز بطبقات صوتية قوية.
ولم يكتف بتقديم أغانيه المعروفة التي يرددها كل الشباب بالعالم العربي؛ بل أبى إلا أن يتحف الجمهور الذي ضاقت به جنبات "باب الماكينة" التاريخي بأداء مجموعة من الأغاني الشعبية المغربية المعروفة التي طبعت مسيرة بعض الفنانين المغاربة كـجوني مار وا دلالي، فضلًا عن مقطوعات فنية من التراث الفني الخالد لأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وغيرهما.
وكان تجاوب الجمهور خلال هذا الحفل كبيرًا بالتصفيق والزغاريد مع الفنان الذي كان بين الفينة والأخرى يعبر باللهجة المغربية عن حبه للمغرب وتقديره للشعب المغربي، كما لا يتردد في سؤاله عن الأغاني التي يرغب في الاستماع إليها، وبهذا الحفل يكون مهرجان "فاس للموسيقى العالمية العريقة" كرس خلال دورته 21 توجهه هذا العام الذي يروم للاحتفاء بكافة التعابير والألوان الموسيقية والفنية التي تدافع عن قيم التسامح والإخاء والتقريب بين الثقافات والشعوب.