القاهرة - فاطمة علي
لاقت فكرة تحويل المسلسلات الأجنبية إلى أعمال فنية مصرية نجاحًا كبيرًا، منذ أعوام طويلة، ففيلم "شمس الزناتي"، هو في الأصل فيلم أجنبي، وكذلك مسرحية "سيدتي الجميلة"، وغيرها من الأعمال الناجحة، وعلى الرغم من ذلك يعتبر النقاد "تمصير" الأعمال خمولاً فكريًا، واستسهالاً من طرف المنتجين، لضمان عرض الأعمال.
ويتجه بعض المنتجين لـ"تمصير" الأعمال الدرامية الأجنبية، بغية ضمان بيع العمل، لأنه يعتمد على جماهيريته المسبقة، والتي كان منها مسلسل "الأخوة"، ويشارك فيه مجموعة كبيرة من الفنانين، منهم تيم حسن، وباسل خياط، ونادين الراسي، وأمل بشوشة، وتتمحور أحداثه عن خمسة من الأخوة يتوفى والدهم ويرثون مبلغًا كبيرًا من المال، إلى أن تظهر شخصية تدّعي أنها أختهم من والدهم، ويبدء الصراع على الحصول على الثروة، وهو مسلسل مأخوذ عن نص لمسلسل مكسيسكي.
وأخذ مسلسل "هبة رجل الغراب"، عن المسلسل الأميركي "ugly betty"، حيث يعرض منه الجزء الثاني، بعدما لاقى أعجاب الكثيرين، لأنه يستعرض فكرة أنَّ الجمال ليس في الشكل الخارجي للإنسان، ومسلسل "لو" أخذ عن فيلم "unfaithfu".
وأبرز المؤلف شريف بدر الدين، وهو أحد المؤلفين المشاركين في كتابة حلقات مسلسل "هبة رجل الغراب"، أنَّ "فكرة تحويل الأعمال الأجنبية إلى مصرية ليست بجديدة علينا فقد سبق وقدمنا أكثر من عمل فني، سواء في الدراما أو في السينما، ولاقت نجاحًا كبيرًا".
وأشار إلى أنَّ "اتجاه المؤلف لتمصير العمل الفني لا يعني أفتقار الكاتب إلى كتابة أفكار أو أعمال مصرية، ففكرة تحويل العمل في حد ذاتها ليست بالسهلة، لأن الكاتب يأخذ الفكرة الرئيسية للموضوع، ويبني عليها أحداث من صميم المجتمع المصري، فعلى سبيل المثال كان هناك بعض عادات شخصيات المسلسل تختلف عن مجتمعنا المصري، لذلك حرصت على أن أقوم بتغييرها، بما يتناسب مع طبيعة المجتمع الشرقي، والشخصيات في المسلسل".
ومن جانبه، لفت المؤلف هشام هلال إلى أنَّ "بداية تمصير الأعمال الدرامية كانت عبر مسلسلات الست كوم، التي اعتمدت على كوميديا الموقف، ونجحت هذه التجربة في فترة معينة، ثم بدأت تتراجع".
وأضاف "هناك بعض المنتجين يفضلون اللعب في المضمون، عبر استغلال نجاح عمل أجنبي، وتحويله إلى عمل مصري، لضمان مشاهدته والإقبال على شرائه من طرف القنوات الفضائية، وأعتقد أن هذه النوعية من الأعمال لن تستمر طويلاً، لأن فيها أحداث تكون دخيلة على المجتمع المصري، وهذا ما يرفضه".
وفي السياق ذاته، اعتبرت الناقدة خيرية البشلاوي فكرة "تمصير" الأعمال الفنية، سواء كانت في الدراما أو في السينما، التي انتشرت في الفترة الأخيرة، دليلاً على أنَّ هناك حالة من الخمول الفكري لدى صناع العمل.
وأبرزت البشلاوي أنه "لدينا من الأحداث ما يكفى لعمل موضوعات شيقة، لكن الاستسهال هو سيد الموقف".
ورأت أنَّ "هناك بعض من صناع العمل الدرامي، على المستويات كافة، يستغلون نجاح العمل حتى يكون اللعب في المضمون، وأعتقد أن هذه الظاهرة ستتلاشى مستقبلاً، لأنّ الجمهور أصبح لديه وعي وثقافة كبيرة".