الشارقة – صوت الإمارات
استضافت قاعة الاحتفالات في مركز “إكسبو الشارقة”، ، النجم المصري محمد صبحي، للحديث بشأن واقع الثقافة العربية في عالمنا العربي، والتحديات التي تواجهها، في جلسة نقاشية أدارتها الإعلامية الدكتورة بروين حبيب في أمسية فنية وثقافية استثنائية من أمسيات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ34.
وأشارت بروين حبيب إلى أن هذه الأمسية مع محمد صبحي ستخصص للغوص في واقع الثقافة العربية، والتهم التي وجهت إلى بعض المثقفين بسقوطهم الثقافي بعد الثورات العربية، والتي أعادت إلى الأذهان السؤال عن دور المثقف العربي في التغيير السياسي والاجتماعي والثقافي.
وبدأ الفنان محمد صبحي حديثه إنه “أبعث بتحية شكر وتقدير إلى عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هذا الرجل الإنسان الفنان والمفكر، الذي نافسني ونافسته في عشقي للمسرح وعشقه للمسرح، وعندما يكون هناك حاكم له هذه الإطلالة الثقافية المتميزة، فلا نجد إلا أن نقول هنيئًا لشعب الشارقة والإمارات”.
وذكر صبحي إنه “كثير منا يعتقد أن المعرفة شيء والثقافة شي آخر، لكن للمعرفة روافدها الخاصة، وللثقافة كذلك روافدها، فروافد المعرفة منها التعليم، والتنمية البشرية، والثقافة، والتكنولوجيا، والبحث العلمي، فكل هذه الأشياء تشكل معرفة، فهناك كثير من المثقفين غير متعلمين، وكثير من المتعلمين غير مثقفين، وأعني بذلك المثقف ثقافة سمعية، أما روافد الثقافة في أي مجتمع فهي الدين، والتقاليد، والعادات، والموروثات الشعبية، والفنون الجميلة من موسيقى ومسرح وسينما، وجغرافيا المكان والمناخ، وتختلف الثقافة من شعب إلى آخر، حسب غلبة أي رافد من هذه الروافد”.
وأضاف إنه “من خلال متابعتي لتجربة حاكم الشارقة في الكتابة المسرحية، التي قدم من خلالها مجموعة من المسرحيات، منها هولاكو، والنمرود، والقضية، لاحظت أن سموه دائمًا ما يرجع إلى التاريخ ليقرأه ويسجل منه ملاحظته، ليكتشف بعدها أن التاريخ يعيد نفسه”. وقال صبحي: “عندما نقرأ نصوص هذه المسرحية نجد أن التاريخ يعيد نفسه حقيقةً، فالفتن هي نفسها، والتشكيك هو نفسه، والتعامل مع الأعداء لقتال بعضنا بعضًا مازال واقعًا ماثلًا، وعليه أقول فإذا كانت لدينا إرادة حقيقية لاستعادة تلك الأمجاد التي فقدناها فعلينا بالتعليم، فهو القضية الأساسية، ولابد لحكومتنا أن توليه مزيدًا من الاهتمام، وأن ترصد له ميزانيات مقدرة، وأن تغيّر نظرتها إلى المعلم الذي هو الوسيلة الأساسية التي يُبنى بها الإنسان، فنحن أحوج ما نكون إلى بناء الإنسان من أي وقت مضى”.
وذكر بشأن واقع الفن العربي بعد الثورات العربية، إنه “بعد ما يسمى (الربيع العربي) أصبحنا نعيش ظروفًا مأساوية، و عانيناها كثيرًا، وبتنا نرى أن معظم الأخبار التي تنشر في وسائل الإعلام مصدرها الأساسي هو الأكاذيب والشائعات التي تُنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وبسبب هذه التغيّرات أصبحنا لا نستطيع التمييز بين حرية الإبداع والابتذال الذي لا يحترم عقلية المتلقي”. وكشف محمد صبحي عن دعوة كان قد أطلقها صاحب السمو حاكم الشارقة للفنانين المصريين بضروة إنتاج أعمال فنية تليق بمكانة مصر على الخريطة الفنية، وعن استعداد سموه لتقديم الدعم اللازم لإنجاز ذلك. وأكد أنه لم يتعرض لأي مضايقات طوال سنوات عمله، ولم تمارس عليه أي رقابة أو يحذف له نص أو تصادر له كلمة، وأشار إلى أن الظروف المحيطة هي التي تصنع المثقفين والعباقرة، فإذا لم يتوافر المناخ المناسب لن تبرز أي مواهب، وستتوارى عقليات كثيرة عن المشهد