كوكب الشرق الفنانة الراحلة أم كلثوم

كشف المقربون من كوكب الشرق الفنانة الراحلة أم كلثوم، أنَّها عاشت قصصًا كثيرة من الحب والزواج، بعضها مؤكد والآخر يثار حوله الأقاويل, وعلى الأرجح فإنَّ أم كلثوم تزوجت من 4 رجال هم: الشيخ عبد الرحيم صديق والدها وكان زواجًا على الورق فقط، والموسيقار محمود الشريف والدكتور حسن الحفناوي، والكاتب الكبير علي أمين.

وأظهرت متعلقات الراحلة أم كلثوم، أنها تزوجت أيضًا من الكاتب الكبير علي أمين, بينما كان الطرف الثاني في أول قصة حب في حياة كوكب الشرق طبيب الأسنان والملحن الشهير أحمد صبري التجريدي, وداب 3 رجال عشقا في حب سومة ولم يستطيعوا كسب فؤادها وهم: شريف باشا صبري والشاعر أحمد رامي والموسيقار محمد القصبجي.

وأول قصة زواج لأم كلثوم كانت على الورق فقط في بداية مشوارها الفني، وبعد خروجها من طماي الزهايرة عندما حضر أحد متعهدي الحفلات للشيخ إبراهيم البلتاجي يعرض عليه إحياء أم كلثوم لـ4 حفلات غنائية في العراق بأجر خيالي وبالتالي هي فرصة للسفر خارج الحدود والانتشار، ويوافق الأب الشيخ إبراهيم على العرض ويذهب بعدها مع المتعهد لاستخراج جواز السفر، وتكون المفاجأة بأنَّ القانون يمنع سفر الفنانات غير المتزوجات إلى الخارج.

ويلجأ الوالد إلى أحد الأصدقاء يطلب منه المشورة والحل، وكان هذا الصديق هو الشيخ عبد الرحيم صاحب مطبعة الرغائب، والذي يحاول التفكير معه والخروج من هذه الورطة بدلًا من فسخ عقد الرحلة، وضياع الصفقة، ويقترح الصديق الحل للمشكلة أن يتزوج أم كلثوم زواجًا صوريًا على الورق فقط، ويستخرج تصريح السفر، ويوافق الوالد على الفكرة بدلًا من ضياع الرحلة، وفسخ عقد السفر والصفقة.

وبالفعل يتم الزواج على الورق من الصديق، وتسافر في اليوم نفسه والساعة بعد استلام الأوراق، وتعود بعد 3 أسابيع من الزواج على الورق ويتم الطلاق بعد عودتها من رحلتها إلى العراق، لتكون هذه أول زيجة لأم كلثوم، زواج على الورق فقط.

وكان أول حب في حياة كوكب الشرق أم كلثوم لطبيب الأسنان والملحن الشهير والمهم أحمد صبري النجريدي، الذي كان يمتلك عيادة أسنان في طنطا في محافظة الغربية، وبعد تعرفه عليها تعلّق بصوتها وآمن به، وكان أول من خلصها من العقال وملابس الأولاد، ودفعها إلى ارتداء الفساتين، كما خلصها من جوقة المنشدين، ووضع لها ألحانًا موسيقية أصيلة ومهمة إلى جانب أنها عميقة وجميلة وبعيدة عن تيارات الموسيقى السائدة وعن المبالغة في الزخرفة الموسيقية والنغمية، وإجمالي ما لحّنه أحمد صبري النجريدي لأم كلثوم 17 لحنًا، قدمتها في حفلاتها الشهرية وطبعتها على إسطوانات وكلها أغنيات عصرية خلصتها للأبد من شكل المطربة التي ترتدي ملابس فتيان البدو وتضع العقال على رأسها.

وحققت الأغنيات نجاحًا كبيرًا مثل "يا كروان والنبي سلم"، و"اللي انكتب عالجبين لازم تشوفه العين" ، و"شفت بعيني ما حدش قال لي".

ومن محبّته لها ترك مهنته وعيادته الطبية وتفرغ لها، وكان يغار من أحمد رامي ومنافسته له على قلب أم كلثوم، بينما كانت أم كلثوم تحبه، وحينما طلب الزواج منها، طلبت منه أن يطلب يدها من والدها عملًا بالأصول التي تربّت عليها كفلاحة، ولكن والدها رفض الأمر، فاعتبر النجريدي الرفض إهانة وإنكار لجميله وفضله على أم كلثوم وأسرتها، فانسحب من حياتها إلى الأبد.

وأصدر الناقد الفني طارق الشناوي كتاب "أنا والعذاب وأم كلثوم"، وهو ذكريات زوج "الست" الأول، الموسيقار محمود الشريف.

وصرَّح الشناوي عن علاقة الشريف وأم كلثوم ، قائلًا: اللحن الوحيد الذي وضعه الشريف لأم كلثوم كان لحن أغنية "شمس الأصيل" قبل زواجه منها، وكان هذا اللحن بداية تعارف الموسيقار وكوكب الشرق.

وأضاف "خلال ذلك العمل نشأت علاقة عاطفية قوية بينهما، ووافقت أم كلثوم على الزواج منه رغم الضغوط، بل يُقال إنَّها كانت مستعدة لاعتزال الغناء؛ لكن الشريف لم يكن يُفكر في اعتزالها بل كان يرى فيها تجسيدًا لحلم حياته ببناء "مسرح سومة"، لإيمانه بأنَّ المسرح الغنائي هو المستقبل الحقيقي لهما".

وأكد الشناوي أنَّ "خبر خطوبتهما وزواجهما الذي نشر عام 1946 وقع كالصاعقة على عشاق أم كلثوم، فالشاعر أحمد رامي الذي كان متيمًا بها خرج من بيته بالبيجامة، كما أسرع زكريا أحمد إلى منزلها لكن لم يسمح له برؤيتها بحجة أنها مُتعبة؛ لكنه كان يعلم أن محمود شريف عندها فشتمهما وغادر المنزل غاضبًا".

وبحسب كتاب الشناوي، فإنَّ وقع الخبر كان أكثر قسوة على الفنان محمد القصبجي الذي ترك التلحين واكتفى بالعزف وراءها على العود، حيث حمل مسدسًا واقتحم غرفة نوم أم كلثوم، وكان معها الشريف، مهددًا إياهما بالقتل قبل أن يسقط المسدس من يده.

وكشفت المؤرخة الموسيقية المصرية الراحلة رتيبة الحفني، سرًا عن حياة أم كلثوم، مؤكدة أنَّ الفنانة تزوجت من مؤسس صحيفة "أخبار اليوم" مصطفى أمين وأمضت معه 11 عامًا، وكان عقد زواجها في يد الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر.

وأوضحت الحفني التي تعتبر بين أهم مؤرخي الموسيقى العربية، في ندوة عقدت  في مكتبة الإسكندرية، أنَّ أم كلثوم تزوجت من مصطفى أمين سرًا؛ لأنها كانت تريد أن تكون ملكًا للجميع، وأوضحت أنَّ أم كلثوم نفسها هي من أفشى إلى المقربين منها، أنَّ عقد زواجها من أمين، موجود بيد عبد الناصر.

ومن المعروف أنَّ مصطفى أمين كان من أكثر الصحافيين قربًا من أم كلثوم، وأكثرهم متابعة لأخبارها، إلى جانب أنه كان ينفرد بالسبق الصحافي عن أهم أخبارها، وهو الذي نشر أخبار زواجها من الموسيقار والملحن الراحل محمود الشريف.

وتعتبر الكاتبة الصحافية نعم الباز نفسها شاهد إثبات على حقيقة زواج مصطفى أمين من أم كلثوم، وقالت في تصريحات صحافية عن حقيقة هذا الزواج، "نعم أم كلثوم تزوجت من مصطفى أمين ولقد شاهدت رسائل غرامية أرسلتها أم كلثوم إلى مصطفى أمين كانت بدايتها تقول: إلى زوجي العزيز مصطفى أمين، والإمضاء في النهاية: المخلصة أم كلثوم – فاطمة، ومؤرخة لعام 1946، إذ إنَّ اسمها الحقيقي هو فاطمة بنت إبراهيم السيد البلتاجي، وكانت حوالي قرابة العشرين خطابًا مدونًا على ورق فندق "سيسل" الشهير في مدينة الإسكندرية.

وكانت أم كلثوم في ذلك العام تصور بعض مشاهد فيلم "فاطمة" في مدينة الإسكندرية، والذي ألف قصته الكاتب مصطفى أمين وعرض عام 1947.

وتابعت الباز قائلة "لم أستطع أن أكمل تصفح محتوى الخطابات لأسباب متعلقة باحترامي الشديد لخصوصية الآخرين وأنني لا أحب التلصص على حياة الناس الخاصة، وكانت هذه الخطابات في درج مكتب الصحافي الكبير مصطفى أمين وذلك وقت جرد المكتب الخاص به بعد إلقاء القبض عليه في قضية التجسس الشهيرة عام 1965، وكان شاهدًا على ذلك معي الدكتور علي إسماعيل امبابي الذي كان يشغل منصب مدير مكتب كمال الدين رفعت، المشرف على جريدة "أخبار اليوم" عقب القبض على مصطفى أمين".

وكانت الزيجة الأخيرة لأم كلثوم بعدما تعرفت على الدكتور حسن الحفناوي وأحبته وتزوجته بشكل مفاجئ وكان متزوجًا وأبًا لـ3 أطفال ويصغرها بحوالي 17 عامًا‏، وكانت تبلغ من العمر 56 عامًا، في حين كان عمره 39 عامًا، ولم يعلن زواجهما سوى عام ‏1954‏ واستمر حتى وفاتها‏.‏

والحفناوي هو أحد أطباء أم كلثوم وكان مسؤولًا لفترة طويلة عن أمراضها الجلدية ويعتبر الكثيرون أنَّ زواج أم كلثوم بعد رفضها لأعوام طويلة يأتي بناء على رغبتها في الأمومة، وتردد أنَّ حقيقة الزواج هو أنها أرادت أن تحتفظ بطبيب خاص لها طول الوقت.

واستغرب كثيرون تفضيل أم كلثوم لطبيب الأمراض الجلدية على غيره طالبي القرب والزواج، خصوصًا أنَّه متزوج وله 3 أبناء، وعندما أخبرها بأنَّه يفكر بالطلاق من زوجته، وكانت قريبة له؛ كي يتفرغ لها، نهته عن ذلك وطلبت منه متابعة الاهتمام بزوجته وبأولاده منها.

وتم الزواج في سرية تامة، ولم يكن هناك سوى المأذون، و3 من أفراد أسرة أم كلثوم، ونشرت "الأهرام" خبر الزواج، بعد عقده بـ3 أشهر، وعندما نشر الخبر فيما بعد، تدخل عبد الناصر في نشره وكأنَّه بيان رسمي أو إعلان موصى به من الحكومة.

وورد فيه "أعلن أمس عقد قران أم كلثوم على الدكتور حسن الحفناوي طبيب الجلد وأستاذ مساعد الأمراض الجلدية في كلية القصر العيني في جامعة القاهرة، وستستمر أم كلثوم في الغناء بعد الزواج، وتم الزفاف منذ وقت قصير، وأحيت أم كلثوم حفلة نادي الجيش لمناسبة 23 يوليو الماضي وهي متزوجة فعلًا، وطلبت أم كلثوم من الصحف ألا تذيع نبأ زواجها إلا بعد أن تنتهي من تسجيل قصيدة الجلاء، وتم تسجيلها أمس الأول".

حب من طرف واحد

ثلاثة رجال أحبوا أم كلثوم ولكنهم لم يستطيعوا الحصول على قلبها، أولهم الشاعر العاشق أحمد رامي ولم تتوقف علاقته بها إلا بوفاتها عام 1975، ولم يعرض عليها الزواج مطلقًا برغم حبه الشديد لها، وكانت إجابته دومًا على سؤال "لماذا هي؟"، "لو تزوجتها سيكون الزواج سببًا في اعتزالها الغناء؛ لأنني رجل شرقي ولن أسمح لها بالغناء، ولم أكن أستطيع أن أقول فيها سهران لوحدي أناجى طيفك الساري، وهي إلى جانبي في بيت واحد"، فظل رامي العاشق العازف عن الارتباط بمحبوبته، والأكثر من هذا أنَّه استجاب لطلب الدكتور حسن الحفناوي بأن يعرفه عليها لأنه من أشد المعجبين بصوتها، وبعدها تم الزواج.

حفلات سومة كانت كيوم العيد للشاعر العاشق يذهب بكامل أناقته ورونقه، ثم يتخذ مجلسه في المقعد رقم 8 أمام أم كلثوم في كل حفلة، ولم يتغير المقعد لأنَّ الإذاعة المصرية هي التي كانت تمنحه التذكرة، ولم يكن يصطحب أحدًا ولا حتى زوجته، التي كانت على علم بحبه الأبدي ومع ذلك لم تمانع فقد تفهمت طبيعته قبل الموافقة على الزواج به، وفي حفل الزفاف شدت سومة بأغنيتين الأولى "اللي حبك يا هناه" والثانية "افرح يا قلبي جالك نصيب"، ولم تزرهما بعد ذلك إلا في حفل "اليوبيل" الفضي لعيد زواجهما؛ لكن صورتها بقيت معلقة داخل غرفة النوم لمدة 50 عامًا.

أما آخر ما كتب رامي وغنته كوكب الشرق فكانت "يا مسهرني" لمسة العتاب الرقيقة لعدم سؤالها عنه، حتى كانت النهاية بوفاتها والتي بمجرد أن علم بها كسر قلمه وهجر الشعر والناس وجلس مريضًا بالاكتئاب النفسي، ولم يكتب لها قصيدة رثاء بل ظل ينظر إلى الخاتم الذي أهدته إياه يوم زفافه والمكتوب عليه "OK" وظل هذا الخاتم في يده ما يقرب من 40 عامًا، حتى وفاته عام 1981.

أما الثاني هو الموسيقار محمد القصبجي الذي أحب السيدة أم كلثوم بل وأصبح مفتونا بها رغم إدراكه أنَّ الشاعر أحمد رامي هو الآخر يحبها، وإن كان لدى رامي جرأة الإفصاح عن حبها له فكان القصبجي وهو الموسيقار الكبير صامت في حبه رغم أنَّ أم كلثوم كانت تدرك ذلك بل وقالتها للمقربين بها وما أكد الأمر هو تنازل القصبجى عن منصبه كموسيقار كبير ليجلس كعضو في الفرقة خلف أم كلثوم لأعوام طويلة، وكانت أغنية "رق الحبيب" هي أكثر الأغاني التي لحنها لتعبر عن حاله.

قصة أخرى لعاشق لوّعته محبة أم كلثوم؛ لكنها لم تكن طرفًا مباشرًا في هذه اللوعة، فكان الأمر بقرار الملك فاروق وموقفه، وتعود القصة إلى إعلان شريف صبري باشا، شقيق الملكة نازلي وخال الملك فاروق، حبّه لأم كلثوم، ورغبته في الزواج منها، لكن الملك فاروق رفض واتّخذ موقفًا من الأمر.

ووقفت الأسرة المالكة ضد هذه الزيجة، لأسباب عدة، منها أنَّ شريف باشا كان سيمنع أم كلثوم عن العمل، بالإضافة إلى غيرة الملكة نازلي بأنَّ فلاحة من طماي الزهايرة ستتزوج خال الملك فاروق، ما قاد إلى تراجع شريف صبري باشا عن قرار الزواج، وابتعاده عن أم كلثوم، التي آلمها موقف الملك والأسرة الحاكمة؛ لكن بالتأكيد لم يتخلص شريف صبري باشا من حبّه لأم كلثوم ولوعته في هواها.

وفي عام 1946 طلب منها شريف باشا صبري الزواج على أن يكون زواجًا سريًا؛ لكن أم كلثوم رفضت مبدأ الزواج العرفي، ويقال إنَّ الملكة نازلي تدخلت بنفسها للضغط عليها بعد إصرار شريف باشا وتعلقه الشديد بـأم كلثوم؛ لكنها استخدمت كل ما لديها من حيل للإفلات من هذا الحصار.