المغرب اليوم ـ الدار البيضاء
تحتضن مدينة مراكش المغربيّة، الدورة الثالثة عشرة للمهرجان الدوليّ للسينما، خلال الفترة الممتدة بين 29 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، و7 كانون الأول/ديسمبر المقبل.وتفتتح فعاليات الدورة الـ 13 للمهرجان بنكهة هندية، من خلال عرض الفيلم الجديد "رام ليلا"، للمخرج الهندي
سانجاي ليلا بانسالي، مخرج الفيلم المشهور "ديفداس" الذي قدم ضمن القائمة الرسمية المشاركة في مهرجان "كان" في العام 2002، والحاصل على جائزة "بافتا" لأفضل فيلم أجنبيّ، ويُعتبر "رام ليلا" نسخة حديثة لروميو وجولييت.كما يستعيد مهرجان مراكش، مبدأ الكونية بقوة، من خلال حضور لبعض أفلام السينما الإسكندنافية، والتي يغوص من خلالها في روعة أعمالٍ خالدةٍ من نِتاج مُخيلة مبدعي شمال أوروبا، ويواصل دعمه بتكريم الصناعة السينمائية للدول الإسكندينافية، حيث منذ بدايته والمهرجان يشيد بغناها وتنوعها من خلال اختيار أفلام للتنافس في المهرجان، ومن خلال أيضا مكافأة الفيلم الدانمركي "اختطاف" للمخرج "توبياس ليندولم" بجائزة لجنة التحكيم وجائزة أفضل ممثل.
وسيشهد هذا التكريم، الذي سيُقام الأربعاء 4 كانون الأول/ديسمبر 2013، حضور وفد مكوّن من ممثلين ومخرجين ومنتجين برئاسة المخرج الدانمركي بيل أوغوست، الحاصل مرتين على جائزة "السعفة الذهبية" في مهرجان كان في فرنسا، عن الفيلمين "بيلي الفاتح" وفيلم "أفضل النوايا".واختار المهرجان، مارتن سكورسيزي رئيسًا للجنة تحكيم الدورة 13، ليمدّد المهرجان بذلك قصة صداقة بين المخرج الأميركي والمغرب الذي صوّر به فيلم “الإغراء الأخير للمسيح” في 1988، وفيلم “كوندون” الذي صوّره في العام 1995 في استوديوهات الأطلس في ورزازات.وتتكون لجنة تحكيم الأفلام الطويلة في الدورة 13، والتي يترأسها المخرج الأميركي مارتن سكورسيزي، من المخرجة المغربية نرجس النجار، والممثلة الأميركية باتريشيا كلاركسون، والفرنسية ماريون كوتيار، والإيرانية غولشيفته فرحاني، والمخرجين الألماني التركي فاتح أكين، والمخرج المكسيكي أمات إيسكالانتي، والهندي أنوراغ كاشياب، والكوري الجنوبي بارك تشان ـ ووك، والإيطالي باولو سورينتين.وتحضر السينما المغربية ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم، في دورته الثالثة عشرة، بفيلمين طويلين عبارة عن انتاج مشترك وهما "حمى" للمخرج هشام عيوش، من بطولة ديدي ميشون وسليمان الدازي، فريدة عمروش، لونيس تازايرت وتوني هاريسون وهو إنتاج مغربي فرنسي، وفيلم "تراتيرز" للمخرج شين غوليت وبطولة شيماء بن عشا، إدريس الروخ، صوفيا عصامي، مرجانة العلوي، نادية نيازا ومراد الزكندي، وهو إنتاج مغربي أميركي.ويخوض مخرجون شباب مغاربة، غمار المنافسة على جائزة سينما المدارس في الدورة 13، لصقل مواهبهم والاحتكاك بأجواء المنافسة السينمائية، وتشكل هذه المسابقة فرصة للاندماج في المجال المهني السينمائي لصالح صانعي الأفلام الصاعدين، وبالتالي فهي تعتبر منبرًا ميدانيًا للتبادل بين المهنيين المتمرسين والمخرجين الشباب، فضلاً عن تخصيص جائزة مالية مهمة للفائز، لتعزيز انتظاراتهم وطموحاتهم، كما تهدف جائزة الفيلم القصير "سينما المدارس" إلى الكشف عن المواهب الوطنية الجديدة في مجال الفن السابع من بين طلبة المعاهد ومدارس السينما بالمغرب.
وتتكون لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، التي يترأسها المخرج المغربي نورالدين لخماري، من الممثلة الفرنسية استريد بيرغيس فريزبي، والمخرجة الإيطالية وكاتبة السيناريو كريستينا كومانشيني، والكاتب والمخرج الأفغاني طارق رحيمي، والممثلة والمخرجة الفرنسية سيلفي تيستود.ولتقريب الثقافة السينمائية من الجمهور، وتقاسم التجارب والتكوين، ليستفيد منها مجموعة من السينمائيين من ضيوف المهرجان، إلى جانب طلبة معاهد التكوين السينمائي، ستُقام ندوات فنية ولقاءات سينمائية وورشات عمل مع كل من المخرج الأميركي جيمس غراي، والمخرج والمؤلف الفرنسي برونو دمون، والمخرج الإيراني عباس كياروستامي، والناقد السينمائي الفرنسي ريجي دوبراي، والمخرج الدانماركي نيكولاس ويندنغ ريفن، الفائز بجائزة الإخراج في مهرجان كان الرابع والستين.
وقد خصصت مؤسسة المهرجان فقرة "نبضة قلب"، التي تدعم من خلالها جودة الإنتاج السينمائي المغربي، وتضم الفقرة هذا العام برمجة فريدة لأفلام مغربية، منها فيلم "وراء الأبواب المغلقة"، للمخرج محمد أحمد بنسودة، و"كان يا ماكان" للمخرج سعيد سي الناصري، و"سارة" لسعيد الناصري، وفيلم "هم الكلاب" للمخرج هشام العسري.وقررت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، تكريم مجموعة من كبار السينمائيين العالميين، سواء في الإخراج أو التمثيل أو الإنتاج، ويتعلق الأمر بالنجمة الأميركية شارون ستون، والممثلة الفرنسية جولييت بينوش، الحاصلة على جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة ثانوية عن دورها في فيلم "المريض الإنكليزي"، والمخرج الياباني هيرو كازوكوري الفائز بجائزة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي دورة 2013 عن فيلمه " الولد سر أبيه"، والممثل المغربي محمد خيي الذي تميز في عدد من الأدوار السينمائية، والمخرج الأرجنتيني فرناندو سولاناس.
وسيُضئ نجوم الفن السابع من مختلف أنحاء العالم سماء مراكش، على مدى 9 أيام، يتقدمهم رئيس لجنة تحكيم الأفلام الطويلة المخرج العالمي مارتن سكورسيزي، والنجمة العالمية شارون ستون، والفيلسوف ريجيس دوبري، إلى جانب صناع الفن السابع من مختلف الجنسيات٬ لتؤكد مراكش مرة أخرى أنها فضاء للحوار والتلاقي الجميل وحاملةَ لبشائر الأمل والإخاء، حيث تعيش المدينة الحمراء على نبض السينما٬ بين عروض أفلام تتنافس على جوائز المهرجان٬ وعروض متنوعة خارج المسابقة٬ وفقرات تكريم٬ ودروس في السينما٬ ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة، وستشهد دورة هذا العام عرض أكثر من 110 أفلام، تُمثل 23 دولة، إضافة إلى تكريم خاص للسينما الإسكندنافية. ويستقطب المهرجان الدولي للسينما، أسماء وازنة من عالم الفن السابع، منها ما يعود كل عام، إلى مراكش لتأكيد الود، ويقوّي مكاسبه، ويتطلع إلى المستقبل، بأعين مفعمة بعشق توأم السينما والمغرب، خصوصًا بعدما أضحى مهرجان مراكش من المواعيد المهمة للفن السابع، على غرار كبريات مهرجانات السينما العالمية منذ انطلاقه، ويزداد حضور السينما العالمية في خارطة الفن السابع لمهرجان مراكش، بعد تحصين المكتسبات الفنية والجمالية لكبار المبدعين السينمائيين، واستمرار التمرس على أمور التنظيم وانتقاء الأفلام وتشكيل لجن التحكيم وغير ذلك من فقرات البرنامج العام، ليغدو الحدث عامل جذب جذب لعدد من الفاعلين السينمائيين والإعلاميين والمثقفين العالميين.