دبي - صوت الامارات
استبشر كثير من الفنانين الإماراتيين خيراً، حينما تناهى إلى أسماعهم - في وقت مبكر عزم - أكثر من شركة إنتاج إتمام مشروعاتها الدرامية في دبي، منها "ساق البامبو"، الذي لم يتمكن من الحصول على تصريح للتصوير في الكويت، و"بين قلبين" الذي فُتح له العديد من المواقع، وحصد تسهيلات استثنائية من لجنة دبي للتصوير التلفزيوني والسينمائي، بالإضافة إلى "سيلفي" وغيره، لكن الممثل الإماراتي ظل رغم ذلك رهين الإطلالة المحلية، بمن في ذلك نجوم الصف الأول، الذين اختفى بعضهم عن الساحة اضطرارياً، لأسباب متعددة.
إذ لم يؤثر حجم أعمال التصوير والإنتاج، التي تتم في دبي وأبوظبي، وغيرهما من إمارات الدولة، في حجم الطلب على الممثل الإماراتي، الذي يشكو بالفعل ندرة العروض عامأً تلو الآخر، لاسيما في ظل توقف إنتاج بعض الشركات التي كان قد أنشأها فنانون، مثل الفنانة سميرة أحمد، والفنان سعيد سالم، وغيرهما.
وفي الوقت الذي أصبح فيه الكثير من المسلسلات ذات الإنتاج الإماراتي الخالص، مزدحماً بوجوه خليجية، بعضهم ليسوا نجوماً في بلادهم، فإن الوجه الإماراتي غائب - في المجمل - عن المسلسلات الخليجية.
ويكاد يكون الفنان منصور الفيلي، والفنان سعيد سالم استثناء نادراً هذا العام من تلك القاعدة، من خلال اشتراكه في بطولة مسلسل "بين قلبين" الكويتي الذي تم تصوير جزء كبير منه في دبي، في حين يشارك الثاني بدور محدود في مسلسل "حريم السلطان"، أما "ساق البامبو" الذي كانت الإمارات محطة رئيسة في ذيوعها من خلال فوزها بجائزة البوكر العربية للرواية بأبوظبي، ثم استضافة كاتبها سعود السنعوسي في لقاء مميز التقى فيه جمهوره بندوة الثقافة والعلوم في دبي، فلم تظهر في حلقاتها أي مشاهد من دبي الموقع الحقيقي لتصوير الكثير من المشاهد، ولم يشر إلى ذلك سوى في "تتر" العمل.
وأكد رئيس جمعية المسرحيين الإماراتيين، الفنان إسماعيل عبدالله، أن الإمكانات التي يتمتع بها الفنان الإماراتي لا تقل عن سواه من نجوم الدراما الخليجية، سواء في الدراما التلفزيونية أو المسرحية، مؤكداً القدرة الفنية للعديد من الفنانين الإماراتيين على القيام بأدوار محورية وأساسية في نجاح أي عمل درامي، ليس خليجياً فقط، بل عربياً أيضاً متى ما توافرت الفرص الحقيقية لذلك.
وجاء الكثير من الأعمال المحلية بمشاركة ممثلين خليجيين، حيث لم يتعامل المنتج المنفذ الإماراتي بناء على فكرة الارتباط بمجموعات عمل محلية بعينها، بل على العكس تماماً وجدنا مشاركات محورية لفنانين خليجيين، في أعمال أنتجها تلفزيونا أبوظبي ودبي، بدءاً من الإخراج كما هي الحال في "خيانة وطن"، الذي تم إسناده للبحريني أحمد المقلة، وهو من إنتاج تلفزيون أبوظبي، ونفذ إنتاجه الفنان الإماراتي حبيب غلوم، و"مكان بالقلب" من إنتاج تلفزيون دبي، ونفذ إنتاجه الفنان الإماراتي سلطان النيادي، في حين أن إخراجه للسوري باسم خالد شعبو، وهي الظاهرة التي امتدت أيضاً لمسلسل "غمز البارود" على "سما دبي"، الذي نفذ إنتاجه الفنان أحمد الجسمي، ومن إخراج البحريني مصطفى رشيد.
ولا يكاد يخلو مسلسل محلي من قائمة طويلة من الممثلين الخليجيين، لكن العكس ليس صحيحاً بالمرة، وهو ما يكرس شكوى العديد من الفنانين الإماراتيين ندرة الأدوار التي يرشحون لها، بعد أن كان الموسم الرمضاني يستبق بفترة رواج للفنان الإماراتي، يشارك فيها بأكثر من عمل، أصبح الحصول على تلك الفرصة صعباً، ويقتصر على عدد محدود، ويتجاهل أعداداً أكبر.
وعلى الرغم من أن "مكان بالقلب" الإماراتي، يتميز بأنه الإطلالة الوحيدة للفنان جابر نغموش، إلا أنه استوعب عدداً غير قليل من الممثلين الخليجيين، منهم السعودي محمد الطويان ونيرمين محسن وريماس منصور، ومن سلطنة عمان سعود الدرمكي، في حين تقاسم البطولة الرئيسة في "الحرب العائلية الأولى" - الذي نفذ إنتاجه لصالح قناة "سما دبي" الفنان أحمد الجسمي مع بعض الفنانين الإماراتيين - كل من البحرينيين سعاد علي وعلي الغرير، فيما لا يخلو "غمز البارود" في طاقمه التمثيلي أيضاً من الوجوه الخليجية، منها الكويتية زهرة الخرجي، التي تقوم بدور رئيس في العمل، بالإضافة إلى عدد من الممثلين الآخرين، في الوقت الذي تسجل فيه معظم الأعمال السعودية والكويتية والبحرينية غياباً شبه تام لنجوم الدراما الإماراتية، الذين اضطر بعضهم إلى الالتزام بالمشاهدة دون التمثيل في الموسم الرمضاني، مثل الفنان محمد العامري، والفنان بلال عبدالله الذي لم يظهر سوى في مشاهد محدودة من "خيانة وطن"، في حين أن الأول يغيب عن الشاشة تماماً خلال الموسم الرمضاني الحالي.