القاهرة – صوت الإمارات
تحول فيلم مصري يحاول معالجة قضية الاستقطاب داخل المجتمع ونبذها إلى مادة للجدل، وتعرض صنّاعه للانتقاد، حتى قبل عرضه جماهيريًا، ليصبح هو ذاته محل استقطاب، خصوصًا بعد مشاركته في أكبر مهرجان سينمائي دولي.وأوضح المخرج المصري، محمد دياب، إنه منذ شروعه في صنع فيلم "اشتباك" كان يتوقع أن يكون هناك من يعجب بالفيلم ومن لا يعجبه، لكن الغريب هو أن حالة الجدل والنقاش بدأت فور عرضه في مهرجان كان السينمائي هذا الشهر.
وعرض فيلم "اشتباك" في افتتاح قسم "نظرة ما" بالدورة الـ69 للمهرجان التي أقيمت في الفترة من 11 إلى 22 مايو.وتدور أحداث الفيلم ــ وهو الثاني لدياب بعد (678) في عام 2010 ــ خلال يوم واحد داخل سيارة ترحيلات للشرطة، وسط الأحداث التي أعقبت عزل محمد مرسي في 2013.
ولفت الانتباه للفيلم مشاركة الداعية الإسلامي المصري معز مسعود في إنتاجه، وهو أمر غير شائع في المجال السينمائي المصري، بالتعاون مع المنتج محمد حفظي و جهات أخرى عدة.ورغم عدم عرض الفيلم في مصر بعد، إلا أنه تعرض لانتقادات من وسائل إعلام رسمية، اتهمت المخرج "بتقديم صورة مشوهة للمجتمع المصري"، بتصوير مصر سجنًا كبيرًا ممثلًا في عربة الترحيلات، والدعوة من خلال الفيلم إلى "التصالح مع جماعة الإخوان المسلمين".
لكن نقابة المهن السينمائية، والاتحاد العام للنقابات الفنية، وجبهة الإبداع، ساندوا المخرج الشاب، في بيان أعربوا فيه عن "دعهمم وفخرهم لفريق فيلم اشتباك، وحقهم في العمل والتعبير الإبداعي الحر".وذكر دياب "كنا أمام اختيارين عندما جاءت هذه الفكرة لأخي خالد دياب.. إما أن نصنع هذا الفيلم الآن أو نؤجله إلى وقت لاحق، وكان اختيارنا أن هذا هو أفضل توقيت لصنعه".
وأضاف "كل من شاهد الفيلم في مهرجان كان من النقاد أشار إلى أنه محايد تمامًا، ولم ينحز إلى طرف على حساب آخر، إنما انحاز إلى الإنسان، ولم يناقش سياسيًا من على صواب ومن على خطأ".وتابع قائلًا "لكن هل يعني هذا أننا لن نهاجم؟ سيهاجمنا من يؤيد (الإخوان)، ومن يؤيد الثورة، وغيرهم، فأنسنة الآخر وسط حالة الاستقطاب جريمة، وهي جريمة نحن مدانون بها، ونفخر بها".
وتتوزع البطولة بين 23 ممثلًا، في مقدمتهم نيللي كريم، وهاني عادل، وطارق عبدالعزيز، وأحمد مالك. فيما يمثل الفيلم للبعض الآخر التجربة الأولى.وأوضح دياب إن الفيلم نال إشادة كبيرة من النقاد والمشاهدين في مهرجان كان السينمائي، وإن مجلة "هوليوود ريبورتر" صنفته ضمن أفضل 10 أفلام بالمهرجان، وهو ما يعتبر دافعًا معنويًا كبيرًا في حد ذاته، رغم عدم تتويج الفيلم بأي جائزة.
وأضاف "على المستوى الشخصي هناك سؤال دائم يدور داخل كل فنان.. هل أنا موهوب أم لا؟ ووجودي في مهرجان كان يعني بالنسبة لي أنني فنان جيد، وهي شهادة كنت أحتاجها كإنسان وفنان".وأضاف "مع ردود الفعل الإيجابية في المهرجان، واختيار المنظمين عرض الفيلم في افتتاح قسم (نظرة ما) كنت أحلم بالفوز بجائزة، لكن في النهاية الأمر يخضع لتقييم لجنة التحكيم، وأعتقد أن الجائزة الحقيقية التي نلناها هي إشادة النقاد والمقالات، النقدية الإيجابية، ورأي الجمهور".
وعن توقعاته بشأن استقبال الجمهور في دور السينما للفيلم، قال دياب "الفيلم به عناصر الفيلم الجماهيري، فهو ممتع وسريع، وبه ضحك، وشخصيات متنوعة، لكن هل ستقبل الناس على مشاهدته في السينما، هذا سؤال لا أملك إجابته الكاملة". وأضاف "أتمنى أن تتغلب الناس على فكرة أن الفيلم يتحدث عن اشتباكات وتظاهرات، لأن الفيلم أعمق من هذا، لذلك نراهن على من سيشاهد الفيلم، وأن يحكي من يشاهد لمن لم يشاهد، وتتضح الرؤية أن الفيلم بعيد عن الكآبة والعنف، بل هو فيلم إنساني". ومن المتوقع طرح "اشتباك" في دور السينما المصرية في أغسطس المقبل.وعن عمله الجديد، قال دياب "خيال علمي، أعمل في السينما لأني أحب هذه المهنة، وهدفي تقديم أعمال مختلفة وجديدة".