النجم محمد رمضان

انتشرت في الآونة الأخير مسلسلات وأعمال فنية فيها البطل يشرب المخدرات بصورة طبيعية ويمارس البلطجة والعنف وآخر يمارس الرذيلة بشكل طبيعي للغاية وهذه الأعمال لها تأثير حتمًا على الأسرة وخاصة الأطفال، وأكدت الناقدة ماجدة موريس أن الأعمال الفنية ترصد واقع المجتمع والشارع المصري وهذا هو دور الأعمال الفنية فلا يمكن أن نأتي بواقع مختلف وغير موجود وإلا كانت تلك الأعمال ستقابل بالنقد لأنها لا تمت بالواقع بصلة .

فلا يمكن أن نلقي اللوم على تلك الأعمال الفنية ولكن الأسرة لديها عامل في تربية أبنائهم حيث أنهم لابد أن يجعلوهم يشاهدون الأعمال التي تتناسب مع أعمارهم خاصة فإن تلك الأعمال يُكتب عليها لافتة " للكبار فقط " أو " فوق 18 عامًا " وهنا لقد أخلى صناع العمل مسؤولياتهم وعلى الأسرة أن تراقب تصرفات أطفالهم لأنهم لو شاهدوا تلك الأعمال سيتأثروا حتمًا .

وكشفت أستاذ الطب النفسي الدكتورة هبة عيسوي أن هذه المسلسلات لها تأثير سلبي على الأسرة وعلى الشباب وأيضًا على الأطفال فالناس بالنسبة لهم هو قدوتهم الذين يتمنون أن يكونوا مثله ولكن تلك الأعمال تقدم لنا نماذج سيئة في المجتمع رغم وجودهم بالفعل في المجتمع إلا أن هذه النماذج لها تأثير سلبي جدًا، فعلى سبيل المثال نجد الشباب يقومون بقص شعرهم وحلق ذقنهم مثل البطل الذي يرتبطون به ويرون أنه الأفضل كما أنهم يقومون بنفس أفعاله من بطلجة وعنف مع أصدقائهم مما ينتج عنه العديد من الكوارث.

أيضًا الطفل الذي يرى هذه المسلسلات أمامه يصاب بتأثير نفسي سلبي للغاية فهناك من الأطفال من يتكون لديهم ميول عدوانية ويمارسون العنف أثناء اللعب مع أصدقائهم وهناك من يتربى في داخله هلع وخوف من ما يشاهده، لذا لابد من أن نمنع الشباب والأطفال من مشاهدة هذه الأعمال وأن يحاول القائمون على هذه الأعمال التقليل من هذه الأعمال التي تؤثر سلبًا على الأسرة .

أما عن الأعمال التي يمارس بها البطل " الدعارة " والرزيلة بمنتهى البساطة والعلاقات المحرمة فلابد أن تمنع تمامًا من المشاهده وإذا صادف أن أحد الأبناء شاهدوها فعلى الأب أو الأم توجيه الابن بأن تلك العلاقات محرمة وأن هذا ممنوع من الشرع والدين ونحاول توجيههم للصواب، وأوضح الفنان محمد رمضان أنه لا يحرض في  أعماله على البلطجة والعنف وقال : تلك الأعمال التي أقدمها تعرض نماذج موجودة في المجتمع بالفعل ولا أحرض على انتشار البلطجة لأن البطل في النهاية يلقي مصيره إما بالموت أو القبض عليه بالإضافة إلى تدمير حياته وبالتالي فهو ليس بطلًا مثاليًا ولكنه بطل يمارس شيء خطأ ثم يلقي جزاؤه بالقبض عليه وإعدامه .

أما عن التأثير على الأطفال "فأنا أدعو كل أسرة أن يمنعوا أطفالهم عن مشاهدة تلك الأعمال، ويؤكد ذلك المخرج خالد يوسف ويقول : أولاً جميع الأعمال التي يكون فيها مشاهد لا يمكن للأسرة أن تشاهدها من شباب وأطفال يكتب عليها " للكبار فقط" أو " أزيد من 18 عامًا " لذا فليس من المفترض أن يشاهدوها .

كما أن هناك ما يسمى بأفلام " الوقائع المصرية " وهو ما قدمته في أكثر من عمل من قبل وهذا لا يعني أنني ألقي الضوء على الجانب المظلم والنماذج السيئة فعلى العكس تمامًا فدور الفن هو إلقاء الضوء على النماذج السلبية من أجل معالجتها ومن أجل أن نقول للمسؤولين هناك فئة وجانب لا تشاهدونه، وهذا دور الفن أن يكون له هدف وهو كشف الأشياء السلبية في المجتمع بكل جرأة، ولكن الفن بلا هدف ليس فنًا وعلى الأسرة أن تجنب أطفالها من مشاهدة تلك الأعمال .