دبي - صوت الامارات
نجح الإماراتي عبدالله علي في تكريس حضور فني لامع كان فيه أحد أوائل فناني الـ«ستاند آب كوميدي»، الذين استطاعوا الاستمرار والاستفادة من تراكم الخبرات وخصوصية المواقف الحياتية اليومية، ليؤسس خطاً فنياً متفرداً على مدار السنوات الـ10 الأخيرة، وذلك، رغم انشغالاته الأكاديمية والعديد من المصاعب والعراقيل التي واجهت مسيرته الفنية الطويلة في الميدان، التي لم يتخل فيها يوماً عن هواية إضحاك الناس، حتى إنه يقول «لا أجد ليومي معنى إذا لم أنجح بطريقة أو بأخرى في إضحاك من حولي». في الوقت الذي يشعر «آبز» بالفخر «في ظل ريادة الإمارات وتفردها عالمياً بتقديم هذه النوعية من العروض بأربع لغات هي العربية والإنجليزية والهندية والفلبينية».
انطلاقة محتشمة
يتوقف عبدالله علي، عند بداياته الأولى في مجال الكوميديا ومشاركته في منصة «كوميدي كافيه»، التي اندرجت آنذاك ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق بداية عام 2009، «أتيحت لي أولى المشاركات في المهرجان إلى جانب عدد من الكوميديين، واستهوتني آنذاك عروضهم لمواصلة المشوار، فانضممت إلى إحدى الورش التدريبية وبدأت بعدها مباشرة في تقديم عروض الكوميديا بين الإمارات ونيوزيلندا التي كنت أدرس فيها لمدة ثمانية أعوام»، مشيراً إلى أن عالم الـ«ستاند آب كوميدي» استهواه «لخصوصيته في طرح مختلف القضايا، كما تعمق انجذابي للكوميديا التي استهوتني منذ الصغر بعد أن اطلعت وأنا في الـ13 من عمري على هذه النوعية من الأعمال التي فتحت أمامي سبل إدخال البهجة والفرح على قلوب الناس، فلم يكن لليوم معنى إذا لم أنجح بطريقة أو بأخرى في إضحاك من حولي».
لقب «آبز»
وحول أسباب اعتماد «آبز» كلقب فني شهير في الوسط، يسرد عبدالله حادثة طريفة جمعته مع صديقه بسام ذي الأصول الزنجبارية، الذي أصرّ على قرابته، الأمر الذي حاول عبدالله نفيه بطريقة كوميدية دفعت صديقه إلى مناداته بلقب «آبز»، وهو نوع من التحبب الذي رأى فيه عبدالله في ما بعد اسماً فنياً يمكن اعتماده، ليكتشف بعد سنوات قرابته الحقيقية بهذا الصديق القديم.
خفة الدم والدماثة اللتان يتحلّى بهما عبدالله، يبدو أنهما موروثتان عن والدته، المعروفة بإتقانها اللهجة المصرية وفنون الكوميديا والنكات، وهو ما أورثته مبكراً لابنها «شكلت تجربة والدتي في مجال اللهجات وفن الإضحاك دافعاً مهماً لي وقاعدة أساسية للانطلاق في عالم الكوميديا، كما شكلت تفاصيل تجاربي الإنسانية في التنقل بين الإمارات ونيوزيلاندا للعيش والدراسة، رافداً مهماً لإثراء مخيلتي بالقصص والمواقف والتفاصيل الساخرة».
مواهب إماراتية
يعترف «آبز» باعتماد الإنجليزية كلغة أساسية لتقديم عروضه من دون التخلي عن اللهجة المحلية التي وقف فيها على الخشبة متحدثاً باللهجة الإماراتية ومرتدياً الزي الوطني «رغم أنني أعترف بأن الإنجليزية أسهل بالنسبة لي، إلا أنني حاولت في السنوات السبع الأخيرة تكثيف عروضي باللغة العربية، جذباً لفئة واسعة من الجمهور العربي».
وعن وضعية فن الـ«ستاند آب كوميدي» في الإمارات ومنطقة الخليج العربي، والمستوى الذي وصل إليه هذا الفن في الفترة الأخيرة، أكد «آبز» أنه حقق تطوراً ملحوظاً في السنوات الـ10 الأخيرة، في ظل ريادة الإمارات وتفردها عالمياً بتقديم هذه النوعية من العروض بأربع لغات هي العربية والإنجليزية والهندية والفلبينية، إلا أنه «لا يوجد للأسف موقع واحد أو نادٍ إماراتي متخصص يسهم في رعاية ودعم المواهب الإماراتية إلى حد اليوم».
بهجات اللقاء
لفت «آبز» إلى خصوصية الإعلام الرقمي ونجاحه على نطاق واسع في التعريف بالعديد من الشخصيات، ومن ثم بث الأفكار الإيجابية في المجتمع وتشجيعها، واصفاً تجربته في هذا الإطار بالقول «السوشيال ميديا بشكل عام أدوات إعلامية قوية وفاعلة لا يمكن تجاهلها، ولعلي أعتمدها على صعيد شخصي في التعريف بأعمالي ونشرها وتسويقها على صعيد أوسع، لكن تبقى بهجة التعرف على أشخاص جدد بعد العرض الفني والتفاعل معهم لا تضاهيها أي بهجة أخرى».
طبيب أسنان
يسعى عبدالله علي إلى الفصل التام بين مهنته الأساسية كطبيب أسنان يمارس هذه المهنة منذ ستة أعوام، وموهبته في مجال الـ«استاند آب كوميدي»، معتبراً أن لكل شخص جانبين مختلفين من الشخصية، ينجح كل منا في الفصل بين تفاصيلهما، فهو طبيب الأسنان والكوميدي الذي يتقن فن إضحاك الجمهور وبث السعادة في الآخرين، ويتمسك بحلم النجاح والتألق ونشر هذا الفن الجماهيري على نطاق أوسع.
لا معنى ليومي إذا لم أنجح في إضحاك الآخرين
قد يهمك ايضا